عيار 21 الآن بعد الانخفاض.. سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 18 أبريل 2024    مبارة صعبة لليفربول ضد اتلانتا بإياب دور ربع النهائى للدوري الاوروبي .. موعد اللقاء والقنوات الناقلة    بسبب منهج المثلية | بلاغ للنائب العام ضد مدرسة بالتجمع    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024.. 5 أيام متصلة مدفوعة الأجر    أحلام العصر .. جاجوار لاندروفر توقع اتفاقية تعاون مع شيري الصينية    شعبة الأجهزة الكهربائية: الأسعار انخفضت 10% خلال يومين وتراجع جديد الشهر المقبل (فيديو)    د.حماد عبدالله يكتب: "بداية نهاية العوار الدستورى"    سعر السكر والزيت والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الخميس 18 ابريل 2024    الجزائر تقدّم 15 مليون دولار بشكل استثنائي لدعم الأونروا    الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران    بينهم 3 أطفال.. ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على رفح إلى 5 شهداء    الحكومة الأمريكية ترفع الرسوم على واردات الصلب الصيني بنسبة 200%    رئيس حزب الوفد ناعيا مواهب الشوربجي: مثالا للوطنية والوفدية الخالصة    الهزيمة بهذه الطريقة تؤلمني، أول تعليق من جوارديولا بعد الخسارة أمام ريال مدريد    استعدادا لمواجهة مازيمبي| بعثة الأهلي تصل فندق الإقامة بمدينة لوبومباشي بالكونغو    مفاجأة.. مارسيل كولر يدرس الرحيل عن الأهلي    إعلامي يكشف بشرى سارة لجماهير الأهلي    بابا فاسيليو يكشف عن تجاربه السابقة مع الأندية المصرية    الأرصاد: الحرارة تتجاوز ال46 درجة الأيام المقبلة ووارد تعرض مصر إلى منخفض المطير الإماراتي (فيديو)    بعد 24 ساعة قاسية، حالة الطقس اليوم الخميس 18-04-2024 في مصر    مطار القاهرة يهيب وسائل الإعلام بتحري الدقة حول ما ينشر عن الرحلات الجوية    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق منزل في العياط    أوبو تكشف عن هاتفي A1s وA1i    برج القوس.. حظك اليوم الخميس 18 أبريل 2024: مساعدة صديق    مدير أعمال شيرين سيف النصر يكشف أسرار الفترة الأخيرة من حياتها قبل وفاتها.. فيديو    فستان لافت| نسرين طافش تستعرض أناقتها في أحدث ظهور    أحمد التايب: مصر تنشد نصرة القضية الفلسطينينة وتحقيق التنمية المستدامة رغم كل التحديات الإقليمية    إطلاق الإعلان التشويقي الأول لفيلم TRANSFORMERS ONE في الفضاء    علي جمعة: الرحمة ليست للمسلمين بل للعالمين.. وهذه حقيقة الدين    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    «معلومات الوزراء»: 1.38 تريليون دولار قيمة سوق التكنولوجيا الحيوية عالميًا عام 2023    «الأرصاد» تعلن حالة الطقس ال 6 أيام المقبلة بداية من الخميس 18 أبريل 2024    بحجه تأديبه.. التحقيق مع بائع لاتهامه بقتل ابنه ضربًا في أوسيم    لقد تشاجرت معه.. ميدو يحذر النادي الأهلي من رئيس مازيمبي    طاقم حكام مباراة الإسماعيلي وزد في الدوري المصري    موعد بدء التوقيت الصيفي 2024 في مصر (اضبط ساعتك)    الجامعة البريطانية في مصر تعقد المؤتمر السابع للإعلام    فلسطين.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة صوريف شمال الخليل    حظك اليوم برج الميزان الخميس 18-4-2024.. «كن مبدعا»    طارق الشناوي: اللغة العامية لم تجرح «الحشاشين».. وأحمد عيد كسب الرهان    طارق الشناوي: لست ضد أغاني المهرجانات لكنني أعترض على الإسفاف    ارسنال ومانشستر سيتى آخر ضحايا الدورى الإنجليزى فى أبطال أوروبا    تراجع سعر كارتونة البيض (الأبيض والأحمر والبلدى) واستقرار الفراخ بالأسواق الخميس 18 ابريل 2024    أسباب نهي الرسول عن النوم وحيدا.. وقت انتشار الشياطين والفزع    مصرع طفل غرقًا بنهر النيل في المنيا    رئيس جامعة المنوفية يتابع المرضى من الأشقاء الفلسطينيين بالمستشفيات الجامعية    لماذا فشل جيش الاحتلال في صد هجوم "عرب العرامشة"؟    نشرة منتصف الليل| خفض سعر الرغيف الحر وتوجيه عاجل للحكومة بشأن الكلاب الضالة    المتحدث الإعلامي للإخوان : الجماعة تجدد الدعوة إلى وقف الحرب في السودان    زوجي بيضربني وبيعايرني باللقمة.. ماذا أفعل؟.. أمين الفتوى يرد    "ضربها طلقتين في بيت أبوها".. قصة مقتل ممرضة على يد زوجها لطلبها الطلاق بعد الزفاف    ماذا قال "القومي للمرأة" في رصده وتحليله لدراما رمضان 2024؟    إطلاق النسخة الأولى من المهرجان الثقافي السنوي للجامعة الأمريكية بالقاهرة    صحة فاقوس: مقاومة يرقات الذباب واستمرار العلاج الاقتصادي بالشرقية    حسام موافي يحذر: نقص سكر الدم خطر على هذا العضو    عدد أيام إجازة شم النسيم 2024 .. «5 بالعطلة الأسبوعية»    بعد تحذيرات الأرصاد.. «الصحة» توجه 7 نصائح للتعامل مع التقلبات الجوية    أبرز أدعية شفاء المريض.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نريد نظاما يختار الحاكم ، لا حاكما يختار النظام 00 !
نشر في شباب مصر يوم 27 - 01 - 2011

كنت قد كتبت لهذا المقال عنوانا جانبيا هو ( حسن الظن 00 وسوء الظن ) ، إلا أن الأحداث المتتابعة ورياح التغيير العاصفة التى تجتاح مجتمعاتنا وبلادنا العربية والإسلامية قد تزايدت وتيرتها وضغطها على الحكام الطغاة يتزايد يوما بعد يوم وبخاصة بعدما كادت الثورة التونسية أن تجتث جذور النظام الفاسد ورجاله من سدة الحكم فى تونس.
نعم إن بعض الظن إثم ، ولكن - ليس كل الظن إثم ؛ فبعضه أيضا صوابا00 !
والحق إننى انزعجت ودهشت فى آن واحد ، فالحكومات الأنظمة العربية ضحت عن بكرة أبيها بالشهيد صدام حسين – ولا نزكى على الله أحدا - ، فكثير من المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها يحسبونه كذلك ، فلسنا بدعا فى شيء – وإن كنا لم نقبل منه أبدا تلك السقطة القاتلة التى أوقعته فيها السفيرة الأمريكية بالعراق ، بل أوقعت الأمة كلها فيها حتى اليوم ؛ حين ألهمته بخبثها الصهيوبي ( نسبة إلى الصهيونية العالمية + الصليبية الإنجيلية ) أن الولايات المتحدة الأمريكية لا شأن لها فيما يفكر فيه من غزو الكويت ، فسولت له نفسه ذلك ، إلا أننا كنا من الذين وقفوا ضده فى ذلك ، فلم نوافقه فى ذلك مع القلة العاقلة المصرية على الساحة الثقافية أو السياسية المعتدلة ، مع أن معظم القوى اليسارية والعلمانية فى مصر والعالم العربي أيدته بأهداف لا نعرفها إلا أنها قوى نفعية مستغلة تصطاد فى الماء العكر، فجرى فى العراق دم الأبرار سيالا حتى اليوم بلا جريرة ترتكب ، وتوقفت الأمة عن مسيرتها نحو التحرر والتقدم والنهضة التى كنا نطمح جميعا إليها منذ نعومة أظافرنا .
ولكن – هيهات أن يسمح الذئب الغادر مهلة أو فرصة واحدة حتى يشب الحمل الصغير عن الطوق ؛ فيدافع عن بقائه وهويته وحضارته وعروبته وإسلامه ، فلم يلبث أن فاجأنا بتدبير حاثة 9سبتمبر ، فألصقها بالسذج من أبناء الأمة من هنا أو هناك ، فإن كان أحد منهم فعلها ، فما كان إلا يدا للمتآمرين على أمتنا دون أن يعى أو أن يدرى ، فباغتنا العدو الأمريكي الخبيث بغزو العراق وأفغانستان ؛ فتعطلت المقومة الفلسطينية عن العمل ، وتشجع المحتل اليهودي الغاصب فى أرض فلسطين أن يدنس مقدساتنا فى القدس الشريف والمسجد الأقصى منتهى الإسراء ومبدأ المعراج النبوي صلى الله عليه وسلم ، وما تلا ذلك من ممارسات إرهابية أودت بالصومال وتقسيم السودان وترهب أمة الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها ، وتهدد البلاد والعباد فى كل مكان.
أقول ، لقد ساعدت امعظم الأنظمة العربية فى تخريب العراق وبوار مشروعاتها الكبرى نحو التقدم والازدهار ، بل حاربت جنبا إلى جنب مع المحتل الأمريكي الغاشم ، فكانت أمريكية أكثر من الأمريكيين ، فقد توحدت أهدافها مع الأمريكان ، إلا أن المحتل الأمريكي كانت أهدافه هدفين ، فشاركته القوى العربية فى هدفه التكتيكي وهو ضرب البنية التحتية للعراق حتى لاتقوم له قائمة بعد ذلك ، ظنا منها أنها تتجنب بذلك خطر صدام والعراق وكأنه هو العدو الأوحد لأمتنا العربية ، وهو نفس المخطط الأوربي القديم الذى لعبته بريطانيا فى بلادنا بالقضاء على الخليفة العثماني وفصل الدول العربية عن الخلافة العثمانية ، فقد خدعت الشريف حسين بأن يقود ثورة ضد الخلافة العثمانية سميت فى التاريخ العربي الحديث زورا بالثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين ، فقد خدعه مكماهون وزير حارجية العدو البريطاني ، لا عن طريق المحادثات والتعهدات المباشرة ، بل عن طريق مراسلات هى بين يدى أنظر إليها بين الحين والحين منذ أكثر من خمسين سنة وكلى ألم وحسرة على ضياع الحق العربي بيد حفنة من أبناء أمتنا من الطامعين فى العرش والتاج الزائف ، فذاقوا وبال المؤامرة والخدعة البريطانية الكبرى فى بلادنا ، فكما خدع الشريف حسين مكماهون خدعه صديقه لورانس الموسوم زورا بلورانس العرب ، فكان يقتل البدو على أنهم أعداء للثورة ، فما كان جزاء سنمار أقصد الشريف حسين الذى وعدوه بأن يكون ملكا على العرب ، ما كان جزاء سنمار إلا تاج الجزيرة ، فقد وهبوه قطعة صغيرة جدا هي إمارة شرق الأرض - وكأنها من تركة بريطانيا فى أرض العرب - ، أعطوه إياها بديلا عن شبه الجزيرة العربية والشام ( سوريا ولبنان وفلسطين ) ، فلم يجد بدا من القبول وإلا حرموه من كل شيء .
ومازال العدو والمحتل الأمريكي يقبع على قلب العراق – مع أنه وعد سحب قواته وجيوشه الجبارة حتى نهاية 2011م ، إلا أنه لم يترك خيارا لأحد ، فقط سيبقى على قوة أمريكية لحماية أمن العراق ، فلا أدرى أى حماية هذه ، وممن ؟ إلا أن تكون حماية المصالح الأمريكية وتمكينها من السيطرة على مقدرات العراقيين واستنزاف مواردهم الطبيعية والحيوية ، ومنع تقدم العراق واستقلاله ، فتلك هي السياسة الأمريكية مع غير ا؟لأمريكيين بعامة والعرب والمسلمين بخاصة ، فعلمنا سر دعمهم لإسرائيل ، ولمعظم الأنظمة والحكام العرب والمسلمين ، فإن ضعفوا وكانوا ورقة محروقة ألقوها وساهموا فى زرع بؤرة حاكمة فاسدة أخرى تحت مسميات التحرر والديمقراطية وهكذا ، فقد نظروا للعالم كله كقطع فوق قطعة شطرنج ، أو كمسرح العرائس يحركون شخوصه المعلقة على المصرح بدوبار فى أصابعهم وبأيديهم .
المهم أننى الآن بعدما قامت ثورة تونس الخضراء ، تونس أبى القاسم الشابي ، أرجو ألا يكون هدفها – أقصد هدف من خلفها سواء من الجيش أو الحزب الحاكم – أرجو ألا يكون فقط الهدف ينحصر فى طرد الطاغية ، فقد تحقق هذا الهدف ببساطة شديدة ، فقد هرب الجبان الرعديد .
أما وقد كادت شجرة الطاغية أن تتحول إلى جذوعا خاوية ، فيبقى أن تتوحد قوى الحكماء فى تونس من كل قوى الشعب بلا استثنلء أحد على هدف واحد هو التغيير لبناء نظام ومؤسسات قائمة ثابتة دائمة تحكم البلاد ، فلا تعتمد على الأفراد مهما كانت صفاتهم وتضحيتهم ، بل نظام مؤسسي ثابت فى الزمان والمكان يحفظ على الأمة هويتها العربية والإسلامية ، كما يحفظ على البلاد كرامتها وحريته نريد نظاما يختار الحاكم ، لا حاكما يختار النظام 00 !
نعم فما نريده نظاما ثابتا يكون قادرا بكل مؤسساته التنفيذية والتشريعية والقضائية أن يختار الحاكم ، فلا بد من بنائه إلى مصادر ومراجع ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، ولا بد لهذه المصادر من علماء وحكماء ورجال وشباب مملوءا بالحيوية والوعى واليقظة لا يصول إلا فى الحق ومن أجل الحق والعدالة والحرية والكرامة ؛ أبطال مناضلون شجعان يحرسونها من التحريف والتبديل .
إن التغيير الكبير الذى نطالب به جميعا هو التغيير نحو العدالة والكرامة والحرية والديموقراطية السليمة لا ديموقراطية الفرد الواحد ، ولا ديموقراطية المحتل الغاصب أمريكي أو أوربي أو من هنا وهناك ، نريد دستورا ينظم طريقة الحكم الصحيح على أساس من العدالة والحرية والتكافؤ الاجتماعي والتوزيع الصحيح للثروة والاقتصاد بديلا عن احتكار القلة سواء الأفراد أو السوق.
نعم ؛ نريد نظاما يختار الحاكم ، لا حاكما يختار النظام 00 !
ومن هنا نحذر العقلاء من هنا وهناك من محبى الحكمة والكرامة والحرية الإنسانية - ن خوفنا على ثورة تونس الخضراء - نحذر من أن تسرق وتختطف ثورة الشباب ونضالهم لصالح حفنة من المرتزقة من هنا وهناك سواء من الشعب أو الحزب الحاكم أو تقسيمة مشتركة بين هؤلاء وبعض أحزاب المعارضة أو أفرادهم وغيرهم من أذناب الطاغية .
ومن هنا أيضا من حق البعض أن يتخوف من عودة الطاغية مرة أخرى كما حدث مع أمير الكويت بخاصة أن المملكة السعودية ساهمت فى حماية الأخير وعودته مساهمة جبارة ، فيكون الوضع كما خططه الطاغية نفسه بأنه يترك الحكم – وكأن ذلك باختياره - لبعض الوقت حتى تسكن عاصفة الغضب الشعبي ، ففر حتى لا تقتلع جذوره من الأساس .
ولكن المدهش أن المملكة العربية قبلت الطاغية كما قالوا لا بوصفه حاكما لتونس – ولكن المدهش أنها هي دون سواها من الأنظمة العربية جميعا حتى دول الجوار الهارب الجبان ، بل إن دولا الأوربية كانت فى ظن الخائن الجبان صديقة رفضته كما رفضت أمريكا شاه إيران عميلها ضد الإسلام والعروبة من قبل.
لقد قبلت المملكة السعودية من جعل دخول المساجد للصلاة كسكر شاى وزارة التموين فى بلاد الطغيان بالبطاقة ، فلا يعبد التونسي ربه سبحانه وتعالى بحرية واستقلال ، فلا بد من تأشيرة وفيزا طاغوتية من بن علي أو طاغية القصر بنت القاع التونسي أو وزير الداخلية قاتل أبيه ، لقد قبلت السعودية أرض الحجاز خادمة الحرمين من يحارب المسلمين فى عقيدتهم وعبادتهم لله الواحد الأحد ، فيغلق المساجد وتفتح بأمره ، ونسي الفاسق أن المساجد لله سبحانه وتعالى فلا نشرك مع الله أحدا ، فقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى من ذلك ؛ من الشرك والشركاء ، فهو سبحانه وتعالى أغنى الأغنياء عن الشرك ، فقال سبحانه " إن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا "
وهذا لأمر بالغ الصعوبة على الفهم ، فليست المروءة العربية كما أفهم فى مداهنة الطغاة وممالئة الظالمين ، بل فى الوقوف مع المظلومين حتى يؤخذ له الحق ممن ظلمه ، فقد حضر رسول الله صلى الله قبل البعثة ( حلف الفضول ) وهو لدفع الظلم عن الظالم ورد الحقوق لأصحابها ، بل باهى بذلك لا فخرا بل تحريضا على الدفاع عن حقوق الإنسان والمظلومين ، وهو ما أمرنا به صلى الله عليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم فى رواه الإمام البخاري فى صحيحة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، وإتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. ونهى عن الشرب في الفضة، ونهانا عن تختم الذهب، وعن ركوب المياثر، وعن لبس الحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق "
وسار على ذلك الخلفاء الراشدين ، فرأينا خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين تولى الخلافة بعد رحيله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وهو يضع دستورا لفترة خلافته بأأن قال أن القوي فيكم ضعيف عندى حتى آخذ لبحق منه ، والضعيف فيكم قوي عندى حتى آخذ له حقه ؛ فهل كان أبو بكر الصديق يقبل بن علي لو فعل بدين الله وبالمسلمين وبرعيته حتى من غير المسلمين ما فعل ؟!
انظر ما فعل عمر الفاروق الخليفة الثانى رضي الله عنه مع سعد بن أبى وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة عندما شكاه أهل النفاق فى العراق ، فقد استحضره إلى دار الخلافة وحاسبة وسأله عما نسب إليه من مظالم حتى تحقق من براءته منها.
وكذا مع ما فعله مع بن عمر بن العاص والى مصر حينما جار على المصري ، فاستدعاه وأمر المصري يقتص لنفسه منه.
ولكن – هل تستجيب السعودية إلى مطالب تونس والثوار فى إعادة الطاغية الهارب لمحاكمته على ما اقترف هو ونظامه الفاسد من الإثم والفساد ؟
أم تصدره لمصر كما صدر إليها شاه إيران من قبل ؟!
إننى فى حيرة – والحق يقال – من أمر الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة بقبضة البطش والطغيان الأمني ، فمع أن الأنظمة الأوربية فوجئت بثورة الأبطال فى تونس الخضراء وخلع الطاغية من جذوره ، إلا أن كل ما سمعناه جاء من فرنسا وأمريكا ، فالأولى رفضت استقبال خادمها الأمين من قبل أن يحكم البلاد وطيلة حكمه حتى يوم هروبه ، فلم يقصر فى الوفاء لسيده ، فتركته يتأرجح فى الجو ساعات لا يجد له معين ، فقد غفل عن ربه سبحانه وتعالى واحتمى بأعداء الدين.
أما الثانية ، فكعادتها – حتى لا يظن بها أنها فقدت مصادرها المعلوماتية ووهنت قبضتها – فقد أصدرت بيانا عاما لا يفهم منه شيئ لا لها ولا عليها ، فلا يستطيع أحد أن يمسك عليها غلطة يحاسبها عليها ، فلعل الطاغية يعود ، ولعله لا يعود ، فموقفها موقف المنافقين أصحاب فلسفة المنفعة البرجماتية ، ، فهو بيان دبلوماسي فج اعتاد عليه فى المواقف الغامضة عليها ؛ إلا أنها تريد مع ذلك أن توهم السذج ممن مازالوا يصدقونها فيما تقول أنها المهيمنة على العالم وأن بيدها 99 بالمئة من حل مشاكل العالم 00 !
وكل ما قالته أن على الشعب التونسي أن يتحلى بضبط النفس كما هي عادتها فى البيانات التى تصدرها كلما اعتدت القوى الإسرائيلية المحتلة على قطاع غزة وفلسطين بالتجريف والحق والإبادة الجماعية.
ولكن – إن كان هذا حال المتربصين من الغرب الأوربي أو الأمريكي ، فهل تحاول ا"لأنظمة العربية أن تساعد فى خطف الثورة التونسية عودة تونس مرة أخرى لصالح الأنظمة الظالمة المستبدة باسم الديموقراطية الأوربية والأمريكية الزائفة؟
. وهل تمكن - كما يتكهن البعض – الطاغية من العودة ليحكم تونس مرة أخرى ؟
ولمصلحة من هذه المرة ؟
وما قيمة تلك التضحيات الجسام التى بذلها الثوار الأحرار دون خوف أو تردد ؛ وما أهميتها ؟
لقد سمعنا لوم النظام الليبي للشعب التونسي على استعجاله فى طرد بن على ؟
ثم إنه لم يتراجع ، فقناعته أن بن علي أو الزين كما يحب أن يسميه هو أفضل حاكم لتونس ليس فقط رئيسا حتى سنة 1014م ، بل على طول الحياة .
وهو نفس المعنى الذى تروج له الأنظمة العربية ، فها هى الأحزاب فى لبنان تروج لنفس المعنى بخصوص مرشحيها ، فالمسألة خرجت عن المعقول 00
ومن هنا قرأنا لكتبة النظام ومنظريه من أمثال الدكتور / عبد المنعم السعيد والدكتور مصطفى الفقى والدقاق والأخوين مكرم وعبد الله كمال والشوارعيلزم 00 وغيرهم من الشيوعيين والماركسيين القدامى والمرتزقة المحدثين ومن الظلمانيين العلمانيين والماسونيين رواد الروتارى والليونز والجمعيات المشبوهة أنصار تحرير المرأة والطفل والشواذ ؛أولئك الذين ينعقون مع كل ناعق.
ومن هنا فإننى لا أدرى علة تشكيك الدكتور / عبد المنعم السعيد فى ثورة الشعب التونسي على الطغيان ، تلك الثورة الجميلة ( ثورة الياسمين ) ؛ ثورة فاجأتنا كما قالت : إحدى الليبيات أن الشعب التونسي شعب مفاجآت كما فاجأنا بالثورة ضد بورقيبة ، فادأنا بالثورة ضد بن علي00 !
والحقيقة أنا لن أدخل فى تلك التفصيل ، و لكننى أحببت كلاما لأحدهم من بلادنا العربية أن شعب تونس حقق ما قاله أبو القاسم الشابي منذ مئة عام :
إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلى *** ولا بد للقيد أن ينكسر
والحق أن ربنا سبحانه وتعالى طالبنا بالتغيير ؛ تغيير أنفينا إن نحن طالبناه بمعونتنا على التغيير والتحرر من أيدى الطغاة المغتصبين.
وقد نبهنا نبينا صلى الله عليه وسلم بضرورة العمل ، فقال لمن طلب منه أن يدعو له ليكون رفيقه فى الجنة : ساعدنى على نفسك بكثرة السجود .
المهم ، أن الشعب التونسي فعلها وهرب الطاغية الجاهل الغبي الجبان ، بعدما صرح هو بلا تلميح إلى جهله وغبائه وجبنه .
1- أما جهله : فقد قال أن معاونوه خدعوه.
2- وأما غباؤه ، فقد قال : فهمتكوا كلكم .
3- وأما جبنه فظاهر من فراره وهروبه.
إذن انتصر الشعب التونسي فى أول خطواته الحاسمة وهي التخلص من الطاغية .
ويبقى التنبيه على اليقظة حتى لا تختطف الثورة بأيدى السحرة وأذيال الحية الطاغية.
لقد دهشت عندما تكلم الدكتور عبد المنعم السعيد وهو من النخبة المثقفة بالحزب الوطني وريس مؤسسة إعلامية تغرف من قوت الشعب عندما قال : أن التوانسه بعدما تخلصوا من بن علي لا يعرفون ما يفعلون مثلهم مثل عادل إمام فى فيلم ( الإرهاب والكباب ) ، فالشعب لا يستطيع أن يقوم ب 00 وتفكر ، ثم قال بلغة الفصيح لما يصيح ؛ قال : مش عارف أجد لها كلمة بالعربية حأقولها بالغة الإنجليزية ، لا يستطيع الشعب يبلور مطالبه قال ذلك بعدما أتى بالكلمة الإنجليزية التى تنقح عليه والتى بحث عنها لتنقذه بالمعنى الذى يريده بعدما فهمت رسالته بعجز اللغة العربية عن التعبير عما يرده ، مع أنه هو الذى أظهر عجزه عن فهم اللغة العربية ؛ فقد شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء أنها أقوى اللغات وأدقها فى شرح الحقائق العلمية واستيعابها ، فمازالت تدرس المصطلحات العلمية فى الطب والكيمياء والجبر بمصطلحاتها العربية التى احتفظ بها العلم الحديث لصلاحيتها ودوامها .
وكان عليه لو صدق ، وهو من المفترض محسوب على الباحثين والأكاديميين أن يصرح بأن الطغاة يعزلون الشعب عن زعماء الإصلاح فيه بعد قمع الإصلاحيين وقهر الشعب وتجهيله ، فلا يستطيع الزعماء أن يتحدوا فى حزب أو جبهة سياسية معارضة تضع تصورا لنظام حكم حر عادل ، فالطاغية هو الذى يمنع شعبه من ممارسة الحكم الديموقراطي بقهر زعماء الشعب الحقيقيين وقمع كل من يحاول أن يعارض أو يطالب بالإصلاح السياسي والدستوري .
ومن هنا طالبنا كثيرا بضرورة أن يتحد كل المعارضة فى الشعب المصري تحت قيادة واحدة ولتكن أيا من كان ولو كان البرادعي مع ما لنا عليه من تحفظات ، حتى إذا تحقق التغيير المطلوب من تعديل الدستور فى بنوده سيئة السمعة المشهورة ، يذهب كل من المتخالفين كل منهم إلى ليلاه ، فيستطيع الشعب أن يختار بين مرشحى الرئاسة ونواب الشعب دونما قهر أو استعلاء.
ملحوظة : لقد توقعت حل مجلس الشعب وقلت لأحد معارفى ونصحته ألا يدخل الترشيحات ، فسوف يأخذ المرشحون هذه المرة صفعة تدير وجوههم ، فقط بعدما ينفقون مدخراتهم طمعا فيما هو آت من نهب وسلب واغتصاب لحقوق الشعب 00 !
وهاهو الشباب المصري بلا سابق ؟إنذار يتظاهر مطالبا بحق الأمة حتى أجبر رؤساء الأحزاب وأوجعهم فهم فى حيرة من أمرهم ، بل كشف عن عورات الكثيرين منهم ، ناهيك عن فضيحة الحزب الوطني .
وإن كان هذا هو واقع الحال فى الأنظمة العربية ، فليكن – فقط أن تكون هناك عدالة ومساواة بين الجميع حكام ومحكومين ، فلن يسكت المظلومين والمقهورين ، فتتسع رقعة المظاهران من أجل التغيير ، فمن حق كل مواطن أن يقول كما قال ذلك الممثل الهزلي فى فلمه الكومدي : عايز حقى 00 !
أما أنا وبجد وبحق : أريد حقى لا كما ينادى بمطالبه غيرى ، ولكن – أريد حقى الشرعي ، فهو ليس رغيف من جوع ، فهو حق طبيغي للجميع ، فكلنا يطلبه ، ولا وظيفة من بطالة ، فهي مطلب خيوي لكل أبنائنا ، ولا عدالة اجتماعية ، فهى السبيل الوحيد لرفع الأجور والتخلص من غلاء المعيشة ومساواة المؤهلات المتماثلة فى الأجور والمرتبات ، وتضيق الخناق على الفوارق الطبقية ، فلا يعقل أن يكون واحدا يملك مليارات الدولارات يتحرك داخل المجتمع وخارجه وينفق ماله بسفه وكأنه دولة وحده ، فالأحكام القضائية والمحاسبة القضائية بمنأى عنهم ، فيفلتون من الضرائب بمجرد أن يسمع مأمور الضرائب أسماءهم ، وآخرين لا يجدون قوت يومهم ، بل تؤخذ منهم ضرائب بطريقة عشوائية وبطريقة مقنعة ، فلا يفلتون منها وهى ظالمه ، بل لا يعرفون حتى السبيل إلى رفع ذلك الظلم عنهم ، فالدولة فى واد لا تسمع لهم ، والشعب فى واد يئن من وطأة الظلم وتحت قهر الحاجة ، فقط سيناريو جاهز تردده الأبواق الإعلامية فى كل مرة تصدع به رؤسنا وتلوث به أسماع أبنائنا ، إما بمواكبة فرية تحرير المرأة والشواذ ، وإما بالتبشير بمعدلات التنمية ومؤشرات الاستثمار والسياحة فى مصر.
نعم أريد حقى الشرعي وهو بوضوح واضح حق أمتى العربية والإسلامية فى الحياة والكرامة والحرية والعدالة والمساواة والحضارة ، فتعود إلى سابق عهدها تحتضن أبناءها من أهل الكتاب من غير المحاربين ، وتنبذ كل ملحد وثني مشرك بالله سبحانه وتعالى ، فلا يتسع قلب مصر أبدا إلا لمن يعبد الله سبحانه وتعالى ربا واحدا ، فلا رب سواه ، ذلك رب العالمين.
ومن هنا نقول : أن التغيير المطلوب الذى يجب أن تلتف حوله كل التيارات فى مصر تحت شعاراتها المختلفة مهما كانت هو بإيجاز بسيط تغيير مواد الدستور سيئة السمعة ، المادة 76 ، 77 ، 78 ، وغيرها مما يعرقل حركة تقدم المجتمع وكفاحه نحو الحق والعدل والمساواة والكرامة والحرية والحضارة بمفهومها العربي والإسلامي ، فلا نستورد هويتنا من غيرنا ممن فقد كرامته واستقلاله ونسي ربه سبحانه وتعالى.
( وعلى الله قصد السبيل )
000
دكتور / عبد العزيز أبو مندور
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.