حملت منظمة هيومان رايتس مونيتور السلطات المصرية مسؤولية وقوع أكثر من 22 قتيلا من المشجعين فى محيط استاد الدفاع الجوى فى 8 فبراير 2015، وذلك أثناء توجههم لحضور مباراة لكرة القدم بين فريقى إنبى والزمالك والتسبب فى تزاحم الآلاف من المشجعين بسبب بطء إجراءات الدخول وقيام قوات الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع متسببة بإصابتهم بإسفكسيا الخنق وقتلهم. وأدانت المنظمة ما وصفته باستخدام القوة المفرطة غير مبرر مع أى تجمهر كان، سواء كان تظاهرة أو جنازة أو مباراة رياضية، كما أدانت ما وصفته بشدة الاستهتار بأرواح المواطنين المصريين وتعمد قتلهم فى أى مناسبة أتيحت لهم مطالبة الأممالمتحدة بتشكيل لجان تقصى حقائق والتحقيق فى جميع التهم المرتكبة على أيدى السلطات المصرية بدءا من ثورة 25 يناير 2011 والمستمرة حتى اليوم وجلب مرتكبى هذه الجرائم إلى العدالة. وقالت المنظمة فى بيان لها، إنها تلقت شهادات من بعض الأهالى تفيد أيضا باستخدام قوات الشرطة للرصاص الحى الذى تسبب فى مقتل أبنائهم عن طريق التسبب فى إصابات مباشرة فى الرأس والرقبة. وأكدت رايتس مونيتور أن استمرار إهدار الحق فى الحياة للمواطنين المصريين على أيدى السلطات المصرية لا يمكن السكوت عنه أو السماح بحدوث المزيد منه، كما حملت النيابة العامة والسلطة القضائية مسؤولية السماح لمرتكبى جرائم القتل تلك بالإفلات من العقاب وتعتبرهم شركاء فى كل الجرائم بل تحملهم مسؤولية التستر عليهم والاشتراك فى جريمة إطلاق التهم على الضحايا واعتقالهم بدلاً من محاسبة الجاني. وأشارت المنظمة إلى أن الدعوات لحضور المباراة بدأت عن طريق الصحف والقنوات الإعلامية التى قامت بدعوة مشجعى نادى الزمالك ردًا للجميل كما جاء على لسان إدارة نادى الزمالك، ما أدى إلى توافد عشرة آلاف من جماهير الكرة إلى محيط الاستاد يوم الأحد الماضى ومحاولة الدخول إليه عن طريق ممر داخلى ضم آلافا من المشجين تبعه الدخول إلى قفص حديدى وأسلاك شائكة، لم تكن موجودة فى أى من المبارات السابقة، بينما بقيت بضعة آلاف خارج الاستاد منتظرين الدخول مع انتشار قوات الشرطة فى محيط المكان وعند المداخل. وأضافت أنه بحسب رواية بعض الشهود، فإن اشتباكات كلامية حدثت بين ضباط وجنود الأمن المركزى مع المشجعين الذين حذروا المشجعين من حدوث أى فوضى أو شغب، موضحين نيتهم فى استخدام العنف فى حال حدوث ذلك. وتابع بيان المنظمة أنه فى حوالى الساعة السادسة مساء وقبل بدء المباراة بساعة واحدة أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المشجعين الذين احتشدوا من أجل الدخول، وهو ما تسبب بحالة من الذعر والفزع ومحاولة للهرب من الاختناق بالغاز، أدت إلى إصابة العديد من الضحايا وسقوط ضحايا قتلى ومع ذلك استمرت قوات الشرطة فى إطلاق المزيد من قنابل الغاز والخرطوش تجاه المشجعين، بالإضافة إلى قيامها بمطاردة والقبض على بعضهم أثناء محاولتهم الفرار من التكدس والنجاة من الغاز المنتشر. واستطرد البيان أنه فى الساعة السابعة وقبل بدء المباراة قامت وزارة الداخلية بإصدار بيان قالت فيه إن الأعداد الغفيرة للجمهور الذى جاء دون حمل تذاكر دخول حسب قولهم قاموا بمحاولة اقتحام بوابات الدخول، ما دعا القوات إلى محاولة إيقافهم ومنعهم من التعدى على المنشآت واتهمتهم بتعطيلهم حركة المرور ومنع الحافلات من الوصول إلى الاستاد. كما برر البيان استخدام القوة المفرطة ضد المشجعين بأن القوات اضطرت إلى التعامل بالغاز لتفرقة الحشود، حرصا منها على سلامتهم ولولا ذلك لحدثت أضعاف الإصابات. وصدر تقرير رسمى من مصلحة الطب الشرعى يفيد بأن أسباب الوفاة كانت لجروح فى الصدر والوجه والاختناق بسبب التدافع، بينما أكد العديد من شهود العيان أن السبب الرئيسى للوفاة كان الاستخدام المفرط للعنف واتهموا السلطات المصرية بارتكاب مذبحة جديدة سموها مذبحة الدفاع الجوي. من جانبها اعتبرت المنظمة أن استخدام قوات الشرطة والأمن المركزى الغاز المسيل للدموع والرصاص تجاه حشود لا يمكنها الحركة بسبب الزحام الشديد يوضح أن نية القتل العمد كانت مبيتة وليست هذه هى المرة الأولى التى تتسبب فيها قوات الشرطة باختناق الضحايا فى تكدسات أو داخل أماكن مغلقة فقد سبق ذلك مقتل 37 ضحية داخل عربات ترحيلات سجن أبو زعبل وبنفس الطريقة بعد أن قامت القوات بإطلاق الغاز المسيل للدموع متسببة بمقتلهم نتيجة الاختناق بالغاز. وبحسب بشهادة أحد الناجين الذى ذكر أن أفرادا من الشرطة المرافقة لهم أخبروهم بنيتهم فى قتلهم داخل عربات الترحيلات إن لم يصمتوا. وتعد هذه هى المرة الثانية التى تقوم فيها قوات الشرطة المكلفة بتأمين المباراة بالتصدى للجمهور باستخدام الرصاص والخرطوش والغاز المسيل للدموع متسببة بمقتل عدد كبير من المشجعين، ففى بورسعيد فى نفس الشهر من عام 2012 فى الواقعة المعروفة بمذبحة بورسعيد سقط 74 مشجعا بعد مباراة الأهلى والمصرى قتلى وما زالت التحقيقات مستمرة حتى الآن. وأضاف البيان أن وزارة الداخلية وقوات الشرطة مستمرة فى انتزاع المزيد من أرواح المواطنين يوميا بشكل انتقامى ووحشى وغير مسبوق، ويزداد عنفا يوما بعد يوم، فتارة تفرق الحشود بالرصاص بتهمة ارتكاب جريمة التظاهر وتارة أخرى بتهمة حضور المباريات بل وتوجه لهم أصابع الاتهام بالتسبب فى قتل أنفسهم أيضا.