قال وزير الدولة بالخارجية السودانية، عبيد الله محمد، إن أوغندا أبعدت متمردين سودانيين من أراضيها. وأوضح عبيد الله محمد في مؤتمر صحفي بالخرطوم عقب عودته من أوغندا، أن الزيارة "سيطرة عليها الجوانب الأمنية والعسكرية، ووجدنا تفهما من الرئيس الأوغندي لموقفنا من اتخاذ متمردين من الأراضي الأوغندية مأوى لهم". وعقد الرئيس الأوغندي يوري موسفيني لقاء مطولا مع وفد سوداني، زار أوغندا أمس الاثنين، ضم نائب الرئيس السوداني، حسبو محمد عبدالرحمن، ووزير الدولة بالخارجية، عبيد الله محمد، وعددا من المسئولين، وتناول عدة قضايا بينها الملف الأمني. وتابع الوزير السوداني: "علمنا أن أوغندا أبعدت بالفعل متمردين قبل الزيارة، وهذه بادرة جيدة منهم، لكن هناك عناصر أخرى لا تزال موجودة ونريد إبعادها". وكان الوزير السوداني صرح في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين عقب لقاء الوفد السوداني بموسفيني بأن الأخير تعهد ب"طرد قادة بارزين في الحركات المتمردة بالسودان (لم يذكر اسماءهم)"، من بلاده. وأشار الوزير السوداني إلى أن الطرفين "اتفقا على تشكيل آلية فنية لمناقشة القضايا الأمنية والعسكرية" رافضا تقديم مزيد من التفاصيل حول العناصر التي تم إبعادها أو تلك التي لا تزال موجودة في أوغندا. وبشأن اتهام كمبالا للخرطوم بدعم جيش الرب، قال عبيد الله "وجدنا تفهما من الرئيس موسفيني الذي قال لنا إنه يعرف أن السودان الآن ليس له علاقة بجيش الرب المتواجد في أفريقيا الوسطى". ومضى قائلا: "هذا الحديث من موسفيني أغنانا عن الخوض في هذه المسألة"، لافتا إلى أن الوفد السوداني، قدم دعوة رسمية لموسفيني، الذي "وعد بتلبيتها" حسب قوله. واتفق الطرفان كذلك على "عقد اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين التي لم تجتمع منذ زمن طويل، وبحث كيفية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين". وأوضح عبيد الله أن "المباحثات تطرقت أيضا للأوضاع في جنوب السودان، وأكد لنا موسفيني أنه لا صحة للحديث الدائر عن نشر 16 ألف من الجيش اليوغندي في جنوب السودان على الحدود مع السودان". وتابع "أوضحنا له أننا لا نقبل بنشر قوات يوغندية على حدودنا، لأن ذلك يوتر العلاقات بيننا، وهو أكد أن بلاده ليس بمقدورها نشر هذا العدد في جنوب السودان ولن تفعل". وتساند قوات أوغندية رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في حربه ضد نائبه السابق رياك مشار الذي يقود تمردا مسلحا ضده منذ ديسمبر 2013 . والعلاقة متوترة بين الخرطوم وكمبالا اللتين تتبادلان الاتهامات بشأن دعم أي منهما للمتمردين على الأخرى لأكثر من عقدين. ويعود التوتر بين البلدين إلى حقبة الحرب الأهلية السودانية بين الشمال والجنوب/ ما بين عامي 1983 – 2005 حيث كانت الخرطوم تتهم كمبالا بدعم المتمردين الجنوبيين. وبعد اتفاق السلام بين الشمال والجنوب والذي مهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي في 2011، استمر التوتر بين البلدين، حيث تتهم الخرطوم كمبالا بدعم متمردين يحاربونها في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وكلها مناطق متاخمة لدولة جنوب السودان. بينما تتهم كمبالا الخرطوم بدعم جيش الرب لزعزعة استقرارها واستقرار جنوب السودان. ويحارب جيش الرب بقيادة جوزيف كوني، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية الحكومة الأوغندية شمال البلاد منذ عام 1988 ولا يعرف لكوني مقر إقامة بعينه وتصنف واشنطن مجموعته كمنظمة إرهابية .