توقعت وكالة الطاقة الدولية نمو إمدادات النفط العالمية بمستويات أقل من توقعاتها السابقة، بعدما خفضت الدول المنتجة معدلات الإنفاق على الإنتاج والذي قد يستمر حتى نهاية العقد الحالي، تزامنا مع توقعاتها بارتفاع الطلب بواقع 5.2 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020. وقالت الوكالة في تقريرها حول " توقعات النفط على المدى المتوسط"، والذى حصلت وكالة الأناضول على نسخه منه اليوم الثلاثاء إن انخفاض أسعار النفط لن يقدم حافزا قويا لزيادة الطلب العالمي كما كان متوقعا، مشيرة إلى أن ثورة النفط الصخري جعلت منتجي النفط من غير الأعضاء في أوبك، أكثر استجابة لتأثيرات تقلب الأسعار، مما سيمهد الطريق في النهاية لانتعاش سريع نسبيا في أسعار النفط. وفقدت أسعار النفط أكثر من 50 % من قيمتها منذ منتصف العام الماضي، فيما اقتربت الأسعار من أدنى متسوى تقريبا في 6 سنوات خلال الشهر الماضي. وأشارت إلى أن الانخفاض الأخير في أسعار النفط العالمية، سوف يؤدى إلى حدوث توازن في سوق النفط مما سينجم عنه تغيير في طريقة التفكير التقليدية المتعلقة بمدى استجابة العرض والطلب. وقالت الوكالة إن إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة سوف يستعيد الزخم قرب نهاية الفترة المتوقعة في التقرير (2020)، وذلك مع تعافى الأسعار كما ستبقى أمريكا الشمالية المصدر الرئيسي لنمو المعروض من النفط الصخري لباقي العقد. وأشار تقرير التقرير إلى أنه على العكس من ذلك، فإن روسيا، والتي تعد واحدة من كبار الدول المنتجة للنفط من خارج أوبك، تواجه عاصفة مثالية تتمثل في انخفاض أسعار النفط، وكذلك العقوبات الدولية المفروضة عليها، فضلا عن تقلبات العملة الروسية (الروبل) مما سوف يدفع انتاجها النفطي إلى الانكماش. وتوقع التقرير ارتفاع حصة أوبك من إمدادات النفط العالمي، مقارنة بالانخفاضات التي لحقت بحصتها السوقية مؤخرا، ولكنه أشار إلى أن التعافي فى حصة أوبك السوقية لن يصل إلى المستويات التي كان عليها قبل ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي. وقالت ماريا دى هوفين الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: "رد الفعل الاستثنائي هذا بانخفاض الأسعار (النفط) هو مجرد مثال آخر على كيف غيّر النفط الصخري السوق العالمي". وأضافت دى هوفين فى التقرير الذى أطلق اليوم من معهد الطاقة بلندن أن اتجاه أوبك لترك السوق يتوازن من تلقاء نفسه هو انعكاس لهذه الحقيقة، وربما تنجح هذه الخطوة بشكل فعال فى تحويل النفط الصخري إلى منتج يتأثر باضطرابات الأسعار، ولكنها لن تخرجه من السوق، بل ربما يخرج النفط الصخري في الحقيقة أكثر قوة. وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه بفرض بقاء العقوبات الدولية على إيران كما هي فإن نمو إنتاج أوبك من النفط الخام من المتوقع أن يبقى محدودا عند 200 ألف برميل يوميا سنويا، مشيرة إلى ان الغالبية العظمى من الإمدادات الجديدة ستتأتى من العراق، ولهذا فإنها ستكون عرضة لمخاطر ضخمة بسبب حالة عدم الاستقرار الجيوسياسية التي تحيط بالبلاد. وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه من المتوقع في الوقت الحالي أن ينمو الطلب العالمي على النفط، بشكل أسرع قليلا من قدرات المعروض مما سيؤدى إلى تشديد سوق النفط العالمي بشكل تدريجي. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن انخفاض أسعار النفط، قد يزيد من مخاطر حدوث اضطرابات سياسية في الدول التي تعتمد اقتصاداتها على تصدير النفط، والتي لا تتمتع باحتياطيات مالية ضخمة، ولكنه فى الوقت ذاته يمثل حافزا لتعزيز وتحفيز نمو الإنتاج.