WAG THE DOG

لست من مدمني مشاهدة الافلام الامريكية، ولا العربية طبعا ومن باب أولى، واعتقد اعتقادا حاسما بان أغلب الافلام مضيعة للوقت، لكن هناك افلام قليلة تستحق المشاهدة، منها فيلم انصحكم جميعا بمشاهدته – خصوصا هذه الأيام – الفيلم اسمه (WAG THE DOG)، ودون الدخول في الترجمة الحرفية فهو كما اوضحه الفيلم في عبارة سبقت العرض يعني الفعل الذي يقوم به الكلب عندما يدور حول نفسه مطاردا ذيله، منشغلا عن كل ما حوله!، اما المعنى المقصود فهو صرف انتباه الشعب عن شيء مهم وشغله بشيء أكثر اثارة، وأقل اهمية!!
والفيلم من نوعية الكوميديا السوداء انتاج عام 1997، ومأخوذ من احدى الروايات الاكثر مبيعا بعنوان «البطل الأمريكي»، من بطولة المبدعين داستن هوفمان وروبرت دي نيرو، ويدور حول مشكلة تقع في البيت الابيض قبل الانتخابات بأيام، ويطلب الرئيس الامريكي من مستشاريه «إلهاء» الشعب وتوجيه الرأي العام بعيدا عن متابعة تداعياتها!
ويتفتق ذهن المستشارين العباقرة عن استدعاء فريق سينمائي محترف من هوليوود ليقوم بشكل سري للغاية بافتعال «حرب» في «البانيا» - سماها الفيلم بالاسم، كما سمت الرواية الاصلية الرئيس على انه جورج بوش!- وتضم الحرب تفاصيل انسانية تضم «اختراع» كل عناصر التشويق والاثارة و«اختلاق» فتاة صغيرة، وقطة مسكينة وفريق إنقاذ امريكي على طريقة رامبو..
بس كفاية عشان «محرقش» عليكم الفيلم الذي لا اعرف لماذا تذكرته الآن، وانا اطالع اخبار الصحف والفضائيات حول اغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر بعد شكوى الجيران!.. وبناء الجدار حول السفارة، بهدف حماية مصالح السكان، ثم هدم الجدار، واقتحام سفارة الصهاينة، ومقتل 3 متظاهرين، واصابة اكثر من الف، ثم الهجوم على مديرية أمن الجيزة، ووزارة الداخلية، واحراق جزء من مبنى ملاصق لها، وتصريحات معالي وزير العدل، التي شغلت مصر كلها لحل فزورة الدولة الخليجية الصغيرة التي دفعت 182 مليون جنيه لاسقاط مصر!! وهي فزورة تحتاج الى سيف الدين «قطر» لحلها، بدلا من «الدوحة» اللي احنا فيها!
يحدث ذلك كله، بينما تتم جلسات المحاكمات «العادلة» للرئيس المخلوع، وتتأجل شهادات سيادة المشير وسيادة رئيس الاركان التي حبس الناس انفاسهم لسماعها، ثم تتم اعادة تفعيل قانون الطوارئ، ونحن مشغولون عن كل ذلك بمتابعة اشاعات و«فوازير» وتفاصيل المظاهرات، وتناحر «قوى الثورة» حول من المسؤول عن المظاهرات.. ومن هم أبطال ازالة الجدار،.. ومن ارتكب حماقة الهجوم على مديرية الأمن.. والداخلية.
والآن.. أتتساءلون معي: هل نجحوا في شغلنا عن الثورة وتحقيق إنجازاتها بتفاصيل وأفعال.. وفوازير محبوكة؟..
حفظ الله مصر وشعبها من كيد الكائدين.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
قالوا «الفلول» بتصول.. أنا قلت قلتم إيه..
يا صحاب كبار العقول دلاديل لديل البيه
مين اللي ساب العجول ترمح في قلب البيت
غير اللي طمعان ينول كل المغانم ليه؟!
مختار عيسى (يوميات يناير)