أنحى الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر 1973 باللائمة على المجلس الأعلى للقوات المسلحة – الذي يدير شئون البلاد - في أحداث العنف التي رافقت "جمعة تصحيح المسار"، بعد أن سحب قواته ومعداته وترك البلاد مرعى لما وصفهم ب "البلطجية"، محذرًا من "مؤامرة" تتعرض لها مصر يتحمل تداعياتها الشعب المصري نتيجة ل "أعمال البلطجة". وتساءل عن السبب وراء انسحاب القوات المسلحة ومدرعاتها منتصف ليل الجمعة من أكثر المواقع الحساسة والمنشآت ذات الأهمية، ومنها مديريات الأمن والمحاكم والنيابات والبنوك والكنائس وغيرها من المنشآت، والتي تعرض بعضها لمؤامرات تحاك لمصر وتستهدف تشويه صورتها عالميًا. ورأى أن هناك تسيبًا في مواجهة الأحداث ونتج عنه وفاة ثلاثة من المواطنين وجرح 1049 مواطنًا، في إشارة إلى المواجهات التي وقعت عند اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية وفي محيطها وفي مواجهات دارت مع قوات الشرطة أثناء محاولة لاقتحام مقر مديرية أمن الجيزة. وأكد الشيخ حافظ سلامة إنه "لو أن القيادة العسكرية ومعها الداخلية لم يتخلوا عن هذه المناطق الحساسة لما تعرضت لهذه الأخطار"، منتقدًا عجز الداخلية- المنوطة توفير الأمن في ربوع مصر- عن حماية مقر الوزارة الذي تعرض للهجوم مساء الجمعة وحطم المتظاهرون شعاره، وكذلك أحرق مبنى الأدلة الجنائية الملحق بالوزارة. واعتبر أن "هذا يدل على أن هناك يدًا خبيثة من داخل وزارة الداخلية هي التى قامت بهذا العمل وإلا فأين كان الألف المكلفون بحماية مقر وزارة الداخلية"، موضحًا أن "الوزارة بجميع الشوارع المحيطة بها متاريس وقوات لحماية الوزارة وأن المتظاهرين لم يخرجوا من مصانع أو شركات إنما تجمعوا فرادى وكان يمكن تفريقهم أفرادًا كما تجمعوا أفرادًا بالحسنى والوسائل المشروعة". وأعرب الشيخ حافظ سلامة عن استنكاره أيضا لما تعرضت له مديرية أمن الجيزة من "أعمال تخريبية"، وعجزها هي الأخرى عن حماية نفسها برجالها، على الرغم من المسئولية الملقاة على عاتقها بتوفير الأمن في محافظة الجيزة، واضعا ما جرى في إطار "مؤامرات ضد أمن وأمان مصر". وقال إن "الشعب المسكين هو الذى يتحمل كل هذه الخسائر التي تنتج عن أعمال البلطجة"، رافضًا إطلاق وصف المظاهرات عليها، لأنه "لن تكون المظاهرات لأي سبب من الأسباب أن تكون تخريبية إلا بيد خبيثة التى تندس من البلطجية وأصحاب السوابق الذين اتجهوا بالذات إلى مبنى الأدلة الجنائية". وختم قائلاً: "إني ألوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة على سحب قواته ومعداته، وترك البلاد مرعى لهؤلاء البلطجية".