قال قيادي إخواني بارز إنهم لا يقبلون تهديد مصالح الأجانب في مصر، وأن تزايد معدلات العنف والتفجيرات لا علاقة لهم بها، وتمثل غضبًا شعبيًا متصاعدًا ضد السلطات الحالية. وأوضح أحمد رامي، القيادي البارز بجماعة "الإخوان المسلمين"، أنهم "لا يقبلون تهديد الأجانب ومؤسساتهم ومصالحهم داخل مصر"، وأن "أزمتهم مع الحكومات التي تدعم الانقلاب وليس مع المواطنين". جاء ذلك ردا على بيانات نشرتها قناة "رابعة"، المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، والتي تبث من تركيا، الأسبوع الماضي، قالت إنه "صادر من قيادة الثورة المصرية، يمهل فيه الأجانب والسفارات والشركات الأجنبية، أيامًا لمغادرة البلاد، قبل أن يتم استهدافهم من قبل الثوار والمقاومة الشعبية". وقال رامي الذي يقيم خارج مصر في تصريحات إلى وكالة "الأناضول" عبر الهاتف: "الأجانب ضيوف في بلادنا، لهم عقد أمان في أعناقنا حال إقامتهم في بلادنا، ومن أخلاق الإسلام إكرام الضيف". وأضاف: "كما أنه لا ذنب لهؤلاء في قرارات حكوماتهم الداعمة للانقلاب". وردًا على التفجيرات التي تشهدها البلاد، قال رامي: "لابد أن يدرك الجميع أن الغضب الشعبي يتزايد بين يوم وآخر، وخرج الغاضبون من بوتقة الإخوان لمظلة أوسع هي الشعب المصري الرافض لسياسات النظام الحالي". وتشهد مصر خلال الأيام الماضية، تفجيرات متعددة في القاهرة والمحافظات، بالإضافة إلى أعمال عنف وشغب وقطع طرق، ومهاجمة مقار حكومية، أعلنت عن تبني معظمها جماعات أطلقت على نفسها اسم "المقاومة الشعبية" و"العقاب الثوري". وتابع: "حجم الإخوان في وسط الحراك الحالي، لا يتجاوز 10%، فإن كان الإخوان بدرجة ما، لهم ضوابط تنظيمية، فضلا عن الشرعية في استخدام العنف تمثل في مجملها قيدًا عليهم، فإن غيرهم لا يلزم نفسه بما يلزمون هم أنفسهم به". وأشار القيادي البارز بالجماعة إلى أن "جماعة الإخوان تتخذ من السلمية منهج أصيل لها، لن تحيد عنه، لإسقاط الانقلاب". وأضاف: "لقد حسم الإخوان موقفهم من العنف والإرهاب منذ الفترة الأولى للتأسيس، وقبضت الجماعة على جمر الحق والتزمت الخط المستقيم والنهج السلمي والنضال المدني والتدافع السياسي والتمسك بآليات الديمقراطية وخيارات الشعب وربت أجيالا عدة على ذلك النهج القويم لأن ذلك فوق أنه ثابت من ثوابت فهمها، فهو مبدأ عقيدي تتعبد به إلى الله الذي هو غاية سعيها". وتابع: "ستبقى ثورتنا سلمية، ولن يزيدنا هذا الظلم والبغي والعدوان الذي نتعرض له إلا ثباتًا وصمودًا، وإصرارًا على دحر الانقلاب العسكري، واستعادة حريتنا وكرامتنا وسيادتنا". واختتم رامي بالقول: "الإخوان لا يحتاجون كل دقيقة إلى إعادة التذكير بموقفهم الثابت والاستراتيجي باعتماد النضال السلمي والمدني لاسترداد الثورة ومكتسباتها الديمقراطية وإقرار أهدافها التغييرية بما يحفظ المؤسسات ويحقق السلم الأهلي عبر عدالة حقيقية وتمكين واضح للثورة وإرادة الشعب".