رفض المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس، الاستقالة المقدمة من الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، على خلفية أعمال العنف التي صاحبت مظاهرات "جمعة تصحيح المسار" أمس الأول، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده أمس مع المجلس، لبحث تداعيات أحداث الجمعة، في أعقاب الهجوم على وزارة الداخلية والسفارة الإسرائيلية من قبل متظاهرين غاضبين. وكان شرف توجه وأعضاء اللجنة الوزارية العليا للأزمات إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة حيث التقى بالمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس بحضور أعضاء المجلس الأعلي، لمناقشة تداعيات الهجوم على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار ما حدث. وجاء ذلك بعد أن عقدت مجموعة الأزمة الوزارية اجتماعًا طارئًا السبت برئاسة رئيس الوزراء بمقر مجلس الوزراء، تم خلاله بحث تداعيات اقتحام السفارة الإسرائيلية بالجيزة والاعتداء على مبنى وزارة الداخلية ومحاولة اقتحام مديرية أمن الجيزة؛ والتى أسفرت عن وفاة شخص وإصابة 837، إضافة الى وقوع أضرار مادية بعدد من سيارات الشرطة والأمن المركيى. وبالرغم من رفض المجلس العسكري استقالة رئيس الوزراء مقرا بعجز حكومته عن حماية البعثات الدبلوماسية ومنها السفارة الإسرائيلية والسعودية، إلا أن مصادر رفيعة أكدت أن استمراره في منصبة "مسألة وقت فقط". وأكدت أن هناك توافقا داخل المجلس العسكري على صعوبة استمرار شرف في منصبه، بعد فشل حكومته في تحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها. وطرحت المصادر، الدكتور علي السلمي والدكتور حازم الببلاوي نائبي رئيس الوزراء، كأبرز المرشحين لخلافة شرف، كاشفة عن إجراء مشاورات مكثفة معها لتولى المنصب. لكن السلمي اقترح أسماء لوزراء قوبلت برفض المجلس العسكري، نظرًا لهيمنة شخصيات معارضة ووفدية على الترشيحات. ومثلت أحداث العنف الأخيرة أحدث أزمة لشرف الذي راهن عليه الثوار في الدفع لتحقيق أهداف الثورة، لكن برزت مؤشرات قوية على محاولات "حرقه سياسيًا" خلال الفترة الماضية، بعد أن أثيرة قضية تعيين أقارب له في وظائف مهمة، فضلاً عن فتح ملف الأكاديمية العربية للنقل البحري وعدها من الملفات التي رأى مراقبون أن فتحها يهدف لتهيئة الرأي العام قبل الإطاحة به. ورأى المراقبون أن شرف قد يتم استغلاله "كبش فداء" في محاولة لامتصاص الغضب الأمريكي الإسرائيلي على اقتحام السفارة الإسرائيلية، بعد أن أثار ردود فعل أمريكية وإسرائيلية غاضبة.