تؤكد كل الوقائع والمؤشرات أن قطاع الأخبار يدار بطريقة عشوائية وهو الأمر الذى إنعكس على شكل الشاشة ومضمون ما يقدمه من أخبار وتغطيات ولقاءات .. أقول هذا الكلام بعد متابعتى لعدة ساعات لما بثه القطاع أمس الجمعة .. حيث كرر برنامج القطاع الأشهر (صباح الخير يامصر ) أخطائه الشائعة ومنها استضافة شخصيات لا علاقة لها بالموضوع الذى يتم مناقشته ( مثلما حدث منذ أسابيع قليلة عندما تمت إستضافة د. مدحت خفاجى أستاذ جراحة الأورام الشهير للحديث عن أزمة سد النهضة الأثيوبى وأخطارها على مصر وكيفية التعامل معها ) .. حيث استضاف البرنامج د. وسيم السيسى إستشارى جراحة الكلى والمسالك البولية والباحث المتخصص فى علم المصريات , والمفاجأة أن د.وسيم كان يتحدث طوال الفقرة التى استمرت أكثر من 100 دقيقة حول تحليله لحادث العريش الإرهابى الذى أسفر عن إستشهاد 30 واصابة 50 آخرين من جنود وضباط الجيش المصرى , كما تحدث وسيم السيسى عن ضرورة تأخير الإنتخابات البرلمانية والمحاكمات العسكرية ..الخ . والمفاجأة أنه أثناء نفس الفقرة أخطأت مذيعة البرنامج التى لا أعرف إسمها عند تقديمها لأحد الضيوف عبر الهاتف ..حيث قالت : معنا على الهاتف اللواء كمال عارف وحاولت المذيعة استدراك خطأها لتقول اللواء كمال عامر وكانت المفاجأة أن الضيف نفسه صحح للمذيعة وفريق الإعداد وقال إنه اللواء عبدالمنعم سعيد رئيس العمليات فى حرب أكتوبر 1973 . والغريب أنه بعد إنتهاء البرنامج وأثناء نقل صلاة الجمعة على الهواء مباشرة من مسجد السيدة نفيسة فوجىء المشاهدون وأثناء تلاوة القرآن الكيرم بنبأ عاجل على الشاشة بعنوان .. (محلب : لن يستطيع أحد عرقلة استكمال خارطة الطريق ) ..ولا أدرى ما هو وجه الإنفراد فى مثل هذا الخبر التافه لكى يتم كتابته على الهواء أثناء صلاة الجمعة أم أن صفاء و(شلتها) أرادوا أن يجاملوا محلب بأى شكل كعرفان بالجميل لقيامه بإصدار قرار بتثبيت صفاء فى منصب رئيسة القطاع منذ أسابيع قليلة كما أنها تسعى لنيل رضا رئيس الحكومة لتحقيق حلمها الأكبر وهو التصعيد لمنصب رئيس مجلس أمناء إتحاد الإذاعة والتليفزيون . فى نفس السياق وفى نفس اليوم – الجمعة – جاءت تغطية القطاع بخدماته المختلفة لتداعيات حادث العريش الإرهابى بدائية ومتخلفة ولم تنجح فى مواكبة الحدث وقتصرت التغطية على بيان القوات المسلحة وبعض بيانات الشجب والإدانة التى أصدرتها بعض الجهات الرسمية وكلها بنفس الصياغة المكررة علاوة على اذاعة الأغانى الوطنية لفترات طويلة .. وحتى جنازة الشهداء من مطار الماظة لم يتم نقلها على الهواء , والغريب أن قيادات القطاع برروا فشلهم فى التغطية بأنهم يبحثون عن المهنية والمصداقية ؟ وهنا أسألهم : عن أى مهنية تتحدثون ؟ ولماذا لم تقوموا بإجراء لقاءات أو مداخلات هاتفية مع أهالى الشهداء والمصابين فى الحادث , وهل عجزتم بإمكانياتكم التى لا ينافسكم فيها أحد عن نقل بعض جنازات الشهداء على الهواء مثلما فعلت قنوات خاصة من بينها السى بى سى وغيرها ؟ وفى النهاية أقول : إن مثل هذه الأخطاء وتلك السياسات الفاشلة ستؤدى بما لا يدع مجالاً للشك إلى القضاء على البقية الباقية من تاريخ ماسبيرو العريق ..فهل تدخل الجهات الرسمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه , أم سيتم الإنتظار لحين تشييع جثمانه إلى مثواه الآخير ؟!!.