أدانت نقابة الأئمة والدعاة الإرهاب والعنف الذى تتعرض له البلاد من قلة مأجورة لا ينتمون للبلد ولا يعرفون عن تعاليم الإسلام. وأكد الشيخ عبد الناصر بليح، المتحدث الرسمى باسم النقابة، أن الإسلام ينبذ العنف والإرهاب ويقدم حلولًا وعلاجًا لهؤلاء المرضى النفسيين الذين يقوضون الأمن ويدمرون الاقتصاد ويقتلون الأبرياء. وأضاف بليح أن الإسلام وضع منهجًا قويمًا منذ بزوغه لمجتمع كان يعج بالفوضى والهمجية وإساءة الجوار والقتل والنهب والتخريب ووأد البنات.. فلم يكن المجتمع الذى عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحسن حالًا من المجتمعات العالميَّة الآن؛ فمشكلة العنف والإرهاب كانت متجذِّرة فيه بشكل رهيب، وتُمَارَسُ كأنها حقٌّ من الحقوق، فها هو ذا جعفر بن أبى طالب يصف للنجاشى حال المجتمع غير المسلم فى قريش قائلًا: “أيها الملك، كُنَّا قومًا على الشرك؛ نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونُسِيءُ الجوار، يستحلُّ المحارم بعضُنا من بعض فى سفك الدماء وغيرها، لا نُحِلُّ شيئًا ولا نُحَرِّمه…” وأشار بليح أن الإسلام خاطب عقول هؤلاء أولًا ودعاهم بالحكمة والموعظة والحسنة ومراقبة الله عز وجل فى السر والعلن..الدعوة التى تقوم على التعارف والتعاون، فالقرآن الكريم يؤسس لمبدأ التعارف بين الأمم والشعوب والحضارات: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }. (الحجرات، الآية: 13). وأضاف بليح أن الإسلام عالج جذور الإرهاب والعنف بعلاجه للعصبية والتعصب للقبيلة والحزب والجماعة ليجتث العنف والإرهاب من جذوره..إنه ينبذ التعصب للرأى الذى هو أول دلائل التطرف فالتعصب للرأى تعصبا لا يعترف معه للآخرين بوجود. وجمود الإنسان على رأيه وفهمه جحودا لا يسمح له برؤية المصالح وتبين المقاصد واستحضار ظروف العصر وفقه الواقع، كل ذلك يجعل صاحبه بعيدا عن روح المسالمة والمحاورة، ويزداد الأمر خطورة حين يراد فرض الرأى على الآخرين بالعصا الغليظة.. واستدل بليح على ذلك بما حكم به سعد بن معاذ على خونة بنى قريظة جزاء خيانتهم لرسول الله واستباحتهم لبيضة الإسلام وتعريض المدينة للاحتلال.. فحكم عليهم سعد يومها بأن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم وتؤخذ أموالهم وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك فائلًا:" والله لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات ".. وجيء بزعيمهم حيى بن أخطب وقال قولته المشهورة: "والله يا محمد ما لمت نفسى على عداوتك ولكن من يغالب الله يغلب".