يصادف اليوم العالمي لصحة الجهاز الهضمي فرصة للتوعية بأهمية العناية بأحد أكثر أجهزة الجسم تأثيرا على الصحة العامة، إذ تتأثر المعدة والأمعاء بالعوامل النفسية، ونمط الحياة، والنظام الغذائي، مما يجعل فهم المؤشرات المبكرة والوقاية ضرورة يومية وليست ترفا طبيا. اقرا أيضأ|في اليوم العالمي ل«صحة الجهاز الهضمي».. نصائح ذهبية لحماية معدتك أكد الدكتور حسن عوض، استشاري أمراض الباطنة وعضو الرابطة الطبية الأوروبية، أن وجود أعراض مزمنة مثل الانتفاخ المتكرر، الغازات الزائدة، الإمساك أو الإسهال المستمر، إضافةً إلى ارتجاع الأحماض، يعد مؤشراً على وجود خلل في الجهاز الهضمي. كما حذر من تجاهل تغيرات لون أو شكل البراز، أو فقدان الشهية والوزن بشكل مفاجئ، إذ تعد علامات تستدعي التدخل الطبي العاجل. وأضاف الدكتور عوض، خلال مداخلته مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الصحة النفسية تلعب دورًا رئيسيا في صحة الجهاز الهضمي عبر ما يعرف ب"محور الدماغ والأمعاء"، مشيرا إلى أن التوتر والقلق يؤديان إلى اضطراب في حركة الأمعاء، وزيادة في إفراز الأحماض، مما يفاقم من أعراض مثل القولون العصبي، والانتفاخ، والآلام الهضمية، لذا فإن معالجة الجانب النفسي يُعتبر جزءًا أساسيا من خطة العلاج. وفيما يتعلق بمتلازمة القولون العصبي، أشار إلى أن قلة النشاط البدني وسوء التغذية المرتبطين بنمط الحياة العصري يسهمان في تفاقم هذه الحالة، وشدّد على أهمية تناول أطعمة غنية بالألياف، وشرب الماء بانتظام، وتضمين البروبيوتيك الطبيعي الموجود في الزبادي والمخللات، مع التقليل من السكريات الصناعية والدهون المشبعة. ولفت إلى أن حوالي 70% من خلايا المناعة في الجسم تتركز في الأمعاء، ما يجعل من صحة الجهاز الهضمي أمرًا محوريًا في الوقاية من العديد من الأمراض والعدوى. في اليوم العالمي لصحة الجهاز الهضمي، من المهم التذكير بأن العناية بصحتك تبدأ من أمعائك. فالتوازن بين الجسد والنفس، والتغذية السليمة، والنشاط اليومي، ليسوا فقط وسائل للراحة الهضمية، بل عناصر أساسية لبناء مناعة قوية وحياة صحية طويلة.