في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتزايد فيه الضغوط اليومية، تحول النوم من حق طبيعي إلى حلم بعيد المنال لدى كثيرين، لم يعد الأرق مجرد حالة طارئة، بل بات ظاهرة مزمنة تؤثر على الصحة النفسية والجسدية، وتحد من جودة الحياة، ولأن الأرق ليس نوعا واحدا، فإن فهم أشكاله المختلفة يعد خطوة أساسية نحو علاجه الفعال. وفي هذا التقرير نعرض 6 أنواع شائعة من الأرق، ونوضح أسباب كل منها وسبل التغلب عليها، وفقا لما نشره موقع Sleepopolis. اقرا أيضأ|دراسة: النوم بين الساعة 10 و11 مساءً يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب 1. الأرق الحاد (المؤقت): هو أكثر أنواع الأرق انتشارا، ويظهر عادة نتيجة ضغوط مفاجئة مثل فقدان وظيفة أو التوتر قبل حدث كبير كاختبار أو زفاف، يستمر هذا النوع من الأرق من عدة أيام إلى نحو 3 أشهر، ويزول غالبا بزوال السبب، من وسائل العلاج الفعالة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، استخدام الروائح المهدئة مثل اللافندر، وتثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ بشكل يومي، كما ينصح بالابتعاد عن الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل. 2. الأرق المزمن (طويل الأمد): يشخص هذا النوع عندما يعاني الشخص من صعوبة في النوم ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل، ولمدة تتجاوز الثلاثة أشهر، غالبا ما يكون مرتبطا بضغط نفسي طويل الأمد أو مشاكل صحية مزمنة كالاكتئاب أو القلق، العلاج المعرفي السلوكي (CBT) يعد أحد أنجح الوسائل العلاجية، حيث يركز على تعديل التفكير السلبي المتعلق بالنوم، كما يفضل تجنب المنبهات مساء وممارسة نشاط بدني خفيف بانتظام. 3. الأرق النفسي-الفسيولوجي: يحدث نتيجة ارتباط النوم بالقلق والتفكير المفرط، بحيث يشعر الشخص بالنعاس خلال اليوم، لكنه بمجرد الذهاب إلى السرير يتنبه ذهنه فجأة، كثيرا ما ينجح المصابون بهذا النوع في النوم خارج السرير كالأريكة أو أثناء السفر، كسر العلاقة بين القلق ومكان النوم هو أساس العلاج، ويشمل إعادة ترتيب الغرفة، الذهاب إلى السرير فقط عند الإحساس الحقيقي بالنعاس، وتجنب البقاء في السرير إذا لم يتمكن من النوم خلال 20 دقيقة. 4. الأرق المتناقض: يتميز بإحساس الشخص بعدم النوم مطلقا، رغم أن القياسات الطبية تؤكد أنه نال قسطًا معقولا من النوم،السبب يعود إلى خلل في الإدراك الذاتي للنعاس. الدعم النفسي والتوعية، إلى جانب تسجيل مفكرة نوم يومية، يساعدان في إعادة الثقة بقدرة الشخص على النوم،العلاج السلوكي وتمارين التأمل والاسترخاء تساهم بشكل كبير في التحسن. 5. أرق بسبب عادات نوم سيئة (أرق نظافة النوم): ينتج هذا النوع عن ممارسات خاطئة مثل استخدام الأجهزة الإلكترونية في السرير، أو تناول الكافيين في وقت متأخر، أو النوم في بيئة غير مريحة، الحل يبدأ بتعديل نمط الحياة: خلق روتين نوم منتظم، استخدام السرير فقط للنوم، وتحسين بيئة النوم من حيث الإضاءة والهدوء ودرجة الحرارة، تقليل التعرض للشاشات والإضاءة البيضاء قبل النوم أيضا له تأثير إيجابي كبير. ومهما اختلف نوع الأرق، فإن التعرف على أسبابه وفهم طبيعته هو المفتاح الأول للعلاج الفعال، الأرق ليس مشكلة بسيطة، بل قد يتحول إلى عامل رئيسي في تدهور الصحة إذا لم يعالج بشكل علمي ومدروس، تنظيم نمط الحياة واللجوء إلى الطرق العلاجية المناسبة سواء سلوكية أو طبية ،يمكن أن يعيد للنوم مكانته كركن أساسي في جودة الحياة، إذا كان الأرق يزورك كثيرا، فربما حان الوقت لتعرف نوعه وتبدأ خطوات التعافي منه.