تمر مصر بمرحلة مفصلية من تاريخها القديم والحديث ، حيث تمثل مفتتح عهد جديد تحتاج فيه إلى تغيرات جذرية صلبة في العوالم الثلاثة عالم الأفكار والأشخاص والأشياء ، ومن ثم لا يحتاج الأمر إلى رئيس تقليدي وفقط ، بل يحتاج إلى رئيس نوعى خاص من طبقة الزعماء العالميين التحوليين أمثال ماوتسى تونج ، وغاندى ، ومحاضير و اوردغان ممن يصنعون تاريخ الأمم ويسطرون صفحات خاصة لهم في التاريخ الإنسانية ، أقارب ذلك بالأنبياء الخمسة أولى العزم الذين اصطفاهم واختصهم الله تعالى لمحطات تاريخية إنسانية خاصة، في حين كان هناك الكثير من الرسل والأنبياء لمهام ومراحل تاريخية عادية متتالية. بلا شك هو رئيس يجيء لمهمة انتحارية ، حيث سيستلم تركة مثقلة بالديون والمشاكل المعقدة داخليا وخارجيا ، في حين يقف على رأسه شعب يريد ان يجنى ثمار ثورته ويتخلص من فقره ومرضه وهمومه. ومن ثم أصبح واجبا علينا جميعا كخبراء ومثقفين وكل معنى بأمر مصر أن يسارع ويشارك بقوة في رفع مستوى الوعي بعملية اختيار رئيس مصر ونواب شعبها في المرحلة المقبلة . في هذا السياق تأتى هذه السلسة سأرسل بعض الرسائل الهامة والمركزة وبإيجاز لهذه الثلة الوطنية من كافة الاتجاهات والانتماءات ، و التي نذرت نفسها وتقدمت لشرف نيل المهمة وتحمل المسئولية فأعلنت عن ترشحها للرئاسة المصرية موجها رسائلي في محاور خمسة هى : تأكيد بعض الحقائق والمسلمات المتفق عليها ذات العلاقة بموضوع الرئاسة تحديات وأسئلة المرحلة استحقاقات الترشح أسس ومهارات الإتصال والتواصل مع شعبنا المصري العظيم عناصر التميز التي يمكن ان تميز كل مرشح عن الآخر وكيفية صناعتها و إن شاء الله في كل مقال أتناول شيئا من كل محور الشعب المصري وكأنه يقف على أطراف أقدامه معزز بكم ضخم جدا من الألم والمرارة التي أكسبته قدرا كبيرا من المعارف والخبرات بأساليب ومهارات تلاعب المسئولين والحكام ، وبعدما صبر على ظالمه ثلاثون عاما ، ثم قدم التضحيات الجسام وحسم الأمر في أيام معدودات ، لن يقامر باختيار عشوائي أو عاطفي يمكن أن يكلفه شيئا جديدا من عمره وعمر أسرته ، بل سيغامر بمعنى المغامرة بأن يدرس كل مرشح بعين فاحصة يفكر في تاريخه وانجازاته السابقة التي حققها في الشأن الخاص و العام ، وحجم ونوع الاستحقاقات التي يمتلكها كل مرشح ، بعدها سيفكر في قراءة خطة وبرنامج كل منهم ويتفحصها جيدا بعين معارفه وخبراته السابقة ليفرق بين الوهم والحقيقة وقد أكسبته الفضائيات شيئا من فك شفرات ملفات الشأن العام . ومن ثم يحتاج الأمر إلى احترام كبير جدا للمواطن المصري يتجلى ذلك في جودة وكفاءة ما سيقوم المرشحون من إعداده من ملفات وخطط ومشاريع يتم تقديمها للشعب المصري العظيم الذي سيغامر ولا يقامر، والفرق بين الاثنين التأني والدراسة العلمية المعمقة والمعايير والمؤشرات الفاصلة . بطبيعة الحال الأمر يحتاج إلى حيوية التواصل الدائم مع نبض الشارع ومركز إشعاعه من القلب وأعنى به الشريحة الدنيا الفقيرة المعدومة من المجتمع والتي تضم النسبة الأعظم من المجتمع المصري ، والتي كانت تنقسم سابقا إلى شريحتين شريحة دنيا فقيرة وربما معدومة ، وأخرى وسطى ميسورة نسبيا ، على أن يتم ذلك عبر جهاز متخصص في شكل مركز للبحوث والدراسات المجتمعية يتواصل مع واقع المجتمع بتحدياته وتطلعاته وآماله ومستجداته يرصدها ويبحث فيها وفى أسبابها وتداعياتها وآليات التعاطي المباشر معها ، ويجب ألا ننسى دائما أن الشارع الآن هو الفيصل الأول واللاعب القوى في الساحة المصرية والعربية. بمعنى ان يمتلك المرشح تقرير يومي أشبه بالتقرير الاستخبارتى الذي يقدم للرؤساء كل صباح قبل خروجه لشعبه، ينقل للمرشح الأحداث والأرقام والأسباب والتداعيات ويقدم الحلول والمقترحات والبدائل الساخنة التي تطفئ لهيب الأحداث اليومية في نفوس المواطنين ، والتي أعدها من أهم مسارات بناء القناعات وتوجيه الآراء . وفى مجال التحديات الأسئلة الكبرى التي تواجه مصر الآن : التحديات الأربعة الكبرى التي تواجه مصر الآن تواجه مصر الآن العديد من الأسئلة الصعبة والتي يأتي في مقدمتها وبشكل هام وعاجل التحدي المفتعل غياب الأمن والاستقرار عن الشارع المصري ، وتحدى التدهور الاقتصادي و تدهور حالة المواطن المصري وحاجته إلى قطف شيء من ثمار ثورته يسد به جوعه ويعالج به جزء من أمراضه ، والتحدي الثالث تفكك وربما تصارع القوى الوطنية على كعكة الثورة وغياب الهوية والمشروع الجامع الحاشد لهذه القوى مما بعثر وأضعف جهودها المتناثرة في اتجاهات متعددة، ورابعها تحدى العلاقات الخارجية وكيفية إدارة العلاقات الإقليمية و العالمية في ظل موازين القوى الحالية . هذه الأسئلة الأربعة تحتاج إلى إجابات منطقية عاجلة وشافية س 1 : كيف تستعيد مصر أمنها واستقرارها ؟ س 2 : كيف نحقق نقلة اقتصادية جيدة يشعر بها المواطن العادي؟ س 3 : كيف نوحد الجبهة الداخلية ونحشدها في اتجاه مشروع تنمية ونهضة مصر الحديثة ؟ س 4 : كيف نستعيد الدور الحيوي لمصر إقليميا وعربيا بما يضمن دعم جهود التنمية الداخلية ؟ وفى مجال استحقاقات ووسائل وأدوات التأثير والإقناع : التفرقة بين نوع الخطاب الموجه للشارع ، والآخر الموجه للنخب الثقافية بطبيعة الحال رؤية مرشح الرياسة ومشروعه وخطته الإستراتيجية لبناء مصر الحديثة يحتاج إلى جهود جبارة من البحث والدراسة والعمل التخصصي المهني في كافة مجالات الحياة ، وبالتأكيد يعكف عليه استشاريون وخبراء متخصصون هم الذين سيحددون مدى جودة وكفاءة وفاعلية مشروع كل منهم في سبيل الوصول لهدف الدولة الحديثة القوية ، وهذا شأن داخلي خاص بكل مرشح ، ولكن يبقى طريقة عرض هذا المخرج النهائي على الجمهور لضمان كسب إثارته وانتباهه وعقله ووعيه ثم صوته والتي يجب أن تصاغ على مستويين المستوى الأول : مستوى عموم الجمهور والذي يحتاج إلى كلمات مركز ومختصرة جدا وذات جاذبية لعقل ووجدان المواطن المصري تكشف عن المنافع التي ستتحقق لهذا المواطن وأسرته وقريته وكيفية تحقيقها باختصار ، فيدرك منها مدى تميز كل مرشح وقدرته على تلبية احتياجاته . فتتسرب بذلك إلى وجدان هذا المواطن عدة رسائل مباشرة أهمها أن هذا المرشح يشعر حقيقية بكل آلامه وآماله وأنه قادر على تحقيقها. المستوى الثاني : مستوى النخب الثقافية والتي ياتى دورها الخطير في أن لكل منها وسائله وأدواته التي يتواصل بها مع جزء من المجتمع المصري فيؤثر فيه بشكل مباشر أو غير مباشر ويساهم بشكل كبير في بناء قناعاته واتخاذ قراره وتوجيه صوته الانتخابي . هذه الفئة تحتاج إلى ملخصات موجزة ومركزة يجيب فيها المرشح عن الأسئلة الكبرى في مشروع تنمية ونهضة مصر الحديث يمكن ان تصاغ في كتيب تغلب عليه لغة الأفكار والأرقام والتجارب المماثلة فهذه ثلاثية إقناع النخب . يغلف ذلك كله بشعار عبقري يلخص كل ذلك في رسالة مزدوجة للجمهور والنخب معا ، شعار عبقري جميل يتغنى به أطفال الشارع ، وتتداوله النساء في الأسواق ، ويعجب به الشباب والفتيات فيرتدونه على ملابسهم ، وفى نفس الوقت يشرحه ويفنهد المرشح ومستشاريه وخبراؤه على منصة المؤتمر الانتخابي. [email protected]