تحل الذكري السنوية لثورة 25 يناير، التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، غدا الأحد، من دون احتفالات، وسط ترقب لاحتجاجات متوقعة، فيما فككت قوات الأمن عبوات ناسفة. وقررت الحكومة تأجيل الاحتفالات حدادا على رحيل ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، فيما تمركزت مدرعات تابعة للجيش في مداخل الميدان، استعدادا لمواجهة أي دعوات لاقتحامه من قبل محتجين, وشهدت البلاد اليوم السبت، مظاهرات محدودة في عدة محافظات، وتفكيك عبوات ناسفة، بحسب ما رصده مراسلو الأناضول. وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع الوفد الإعلامي الذي رافقه في زيارته لدولة الإمارات، في 19 من الشهر الجاري، أن الحكومة تعد احتفالا بثورة 25 يناير خلال أيام، غير أن رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، قرر أمس الجمعة إلغاءها عقب الإعلان عن وفاة عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وخلال العامين الماضيين، كانت الحكومة تدعو لاحتفالات في ميدان التحرير تقوم بتأمينها ولا تسمح بالمشاركة فيها إلا لمن يخضع لإجراءات أمنية مشددة لدى دخوله الميدان، وفي المقابل كان المعارضون للسلطة يدعون للاحتجاج في نفس المكان، غير أن قوات الأمن كانت تحبط مبكرا أي محاولة لاقتحامه. وتمركزت مدرعات الجيش عند مداخل ميدان التحرير، وسط القاهرة، وميدان ورابعة العدوية، لمواجهة الاحتجاجات، كما انتشرت قوات الأمن في محيط الميدانين والشوارع المحيطة بهما بشكل مكثف، بحسب مراسل الأناضول. وفي وسط القاهرة، نظم نشطاء معارضون للسلطات الحالية، مسيرة عصر اليوم، فضتها قوات الأمن، ما أسفر عن مصرع فتاة، بحسب وزارة الصحة. فيما قالت وزارة الداخلية إنه "تم رصد ما يقرب من 50 شخص بمنطقة وسط القاهرة، قاموا بإطلاق الألعاب النارية والشماريخ، إلا أنهم تفرقوا فور وصول القوة الأمنية، وتم ضبط 6 منهم"، مضيفًا: "عقب ذلك تبلغ بإصابة إحدى المواطنات ونقلها إلى المستشفى لإسعافها إلا أنها توفيت متأثرة بإصابتها". وفي اطار نفس الاستعدادات، اجتمع محمد إبراهيم وزير الداخلية ظهر اليوم السبت، مع مساعدي الوزير والقيادات الأمنية المعنية، لمراجعة وتقييم الخطط الأمنية قبل 25 يناير. وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية تلقى مراسل "الأناضول" نسخة منه، إن الوزير "شدد خلال الاجتماع على تعظيم الدور الوقائي والاستباقي لمواجهة الجريمة بكافة صورها". فيما أعلن مطار القاهرة، حالة الطوارئ، وتشديد الإجراءات الأمنية، تحسبا لأي أعمال عنف قد تحدث، حيث كثفت السلطات من إجراءاتها على مداخل ومخارج صالات السفر والوصول ومباني المطار والطرق المؤدية إليه، بحسب بيان صادر بالمطار، تحدثت ل"الأناضول"، طالبة عدم الكشف عن هويتها. كان اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية لمصلحة الأمن العام، قال يوم الجمعة الماضي، إن أجهزة الأمن تمكنت من استباق احتفالات ثورة يناير بضبط 570 من مثيرى الشغب قبل تنفيذ أحداث عنف في المحافظات خلال ذكرى الثورة. وأضاف شفيق في تصريحات صحفية، أن وزارة الداخلية حشدت أكثر من 230 ألف شرطى وضابط فى جميع الطرق والميادين فى كمائن ثابته ومتحركة لمنع تدفق أي محاولات لإحداث عنف. كما نظم معارضون للسلطات الحالية، مظاهرات محدودة، بعدة محافظات دعوا فيها إلى الخروج في مظاهرات غدا الأحد، لإحياء ذكرى الثورة. وخرجت مسيرات في محافظاتالإسكندرية، والمنوفية والشرقية والغربية وكفر الشيخ ودمياط، والقاهرة والجيزة والمنيا والفيوم وبني سويف، رفع فيها المشاركون صورا لمرسي وشارة رابعة، مرددين هتافات تدعو للمشاركة في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير2011 حتى تحقيق أهدافها، والمطالبة بإسقاط السلطات الحالية. كما شهدت عدة محافظات، سيناء والسويس، والمنوفية والشرقية والغربية، وبني سويف والمنيا، تفكيك قوات الأمن لقنابل بدائية الصنع.