رغم كونها أماكن بلا لحم أو دم إلا أنها كانت شاهدة على أحداث الثورة المصرية جميعها، طوال اربع سنوات هى عمر الثورة المصرية المجيدة، ظلت أماكن عدة بميدان التحرير شاهد عيان صامت على الاحداث "لتجسد تلك الأماكن أحداث الثورة بالتفاصيل فكل ركن وكل جدار شاهد على استشهاد وإصابة عدد من الشباب الثورى الذى أطاح بنظام فاسد استبدادى تمثل فى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك, ومن بين تلك الأماكن المبنى الخاص بالحزب الوطنى المنحل والذى كان يرفع شعار "ممنوع الاقتراب أو التصوير" إلا بأوامر من جهات سيادية, الجرافيتى على جدران الشوارع التى تحكى و تسرد قصص الشهداء والأحداث, كوبرى قصر النيل الذى كان دائماً الملجأ الأساسى للثوار وأخيرًا المتحف المصرى الذى حماه الشباب من الاقتحامات طيلة الأحداث . مبنى "الوطنى المنحل " 4 أعوام ولا يزال يبحث عن وريث "من أجلك كانت" علشان تطمن على مستقبل أولادك .. صوتك للوطني" كلمات هى الوحيدة التى تبقت من آثار حريق المبنى الخاص بالحزب الوطنى المنحل الذى شهد على العديد والعديد من القرارات السياسية والسيادة فى الدولة المصرية ليتحول هذا المبنى بعد حرقه منذ أحداث ثورة ال 25 من يناير تحديداً مساء 28 يناير 2011 والذى يطلق عليه "جمعة الغضب" وظلت النيران مشتعلة لأكثر من 36 ساعة. ولكن بعد أربعة أعوام من ذكراها إلى مجرد حطام وأسوار خارجية عالية مغلقة يختفى وراؤها صرح ضخم يبحث عن وريثه الشرعى بعد الجدل الواسع من جانب الحكومة والحركات السياسية و الأحزاب حول الاستفادة من هذا المقر إلى "آثار" وتحويله إلى مزار سياحى ومتحف أثرى او الاستفادة منه وهدمه وإقامة مشروعات تليق بمنطقة مثل وسط العاصمة "القاهرة". أقيم المبنى خلال فترة الستينيات، وذلك إبان حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر (1956- 1970)، حيث كان مقراً للاتحاد الاشتراكى، الحاكم وقتها، وكان الدور 12 بالمبنى مخصصًا كاستراحة للرئيس فى ذلك الحين أما فى فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات (1970-1981)، تم إلغاء الاتحاد الاشتراكى، فى عام 1976، ليتم تحويل المبنى إلى مقر للحزب الوطنى، كما أُلحقت به، فيما بعد، المجالس القومية المتخصصة والمجلس الأعلى للصحافة. جرافيتي"محمد محمود" يحكى قصص أحداث يناير إذا أردت أن تعرف أحداث الثورة بتوابعها فعليك زيارة "شارع محمد محمود" والنظر إلى الجرافيتى على الجدران فعقب اندلاع أحداث محمد محمود فى فترة الأحداث السياسية التى شهدتها ثورة ال 25 من يناير بالتحديد فى الفترة ما بين "19 و24 نوفمبر 2011" ظهرت فكرة الرسم على الجدران والتى تسمى ب "الجرافيتي" حيث قام عدد من الشباب الثورى خلال أيام الثورة برسم العديد من الرسوم الكاريكاتيرية على أسوار الجامعة الأمريكيةبالقاهرة و بامتداد شارع محمد محمود على جدران بعض العمارات وأسوار المدارس الملاصقة لها، كما ظهرت جداريات على الحاجز الخرسانى الذى وضعته السلطات الأمنية المصرية فى شارع محمد محمود لمنع تقدم الثوار إلى وزارة الداخلية . ليقوم الشباب برسم صورًا عديدة لأعدائهم منها للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك والمشير حسين طنطاوى بالإضافة إلى صور عديدة للشهداء خلال أحداث الثورة وعلى رأسهم الشهيد خالد سعيد الذى كان بمثابة الشرارة الأولى لانطلاق ثورة ال 25 من يناير, وجرافيتى يمثل الشيخ الأزهرى عماد عفت، أحد شهداء أحداث مجلس الوزراء فى ديسمبر ،2011 بالإضافة إلى سامبو ومينا دانيال وأحمد حرارة وضحايا أحداث ستاد بورسعيد وصورت بعض رسوم الجرافيتى فى واقع تمثيل الأحداث والاشتباكات والتى عرفت إعلامياً بأحداث "ماسبيرو" والتى كانت بين الأقباط وقوات الجيش أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون فى أكتوبر من عام 2011 والمواجهات بين القوى الثورية و الشرطة فى أحداث مجلس الوزراء , ليصبح الجرافيتى بمثابة الشاهد الوحيد على تلك الأحداث . المتحف المصرى شاهد على الأحداث عقب الأحداث المتتالية التى شهدها محيط ميدان التحرير بعد ثورةال " 25 يناير" كان للمتحف المصرى جانب كبير من الاهتمام حيث إنه يقع فى قلب الأحداث ومابين الاهتمام به وحرص المصريين على الحفاظ عليه طيلة الأحداث السياسية التى شهدها ميدان التحرير أثناء الثورة وأصبح المتحف شاهداً على أيام وأحداث ما من شك غيرت فى تاريخ مصر. تعرض المتحف لهجوم من لصوص وخارجين على القانون أثناء الأحداث ليقوم الشباب الثورى من مختلف التوجهات بحمايته طوال أحداث الثورة فى ال 18 يوماً خاصة بعد انسحاب قوات الشرطة من تأمينات مؤسسات الدولة خلال تلك الأحداث ولكن بإصرار من جميع العاملين به بدأ المتحف يتعافى و يفتح صفحه جديده فى تاريخه الممتد من 110 أعوام. كوبرى قصر النيل .. " ملجأ الثوار و الأحداث" كوبرى قصر النيل من أِهم شوارع منطقة وسط البلد وهو يقع بالقرب من ميدان التحرير و يعد أول كوبرى أنشأ فى مصر لعبور ضفتى النيل ويزين مدخله أربعة تماثيل لأسود مصنوعة من البرونز وقد تم البدء فى إنشاء الكوبرى عام 1869 فى عهد الخديوى إسماعيل ليشهد هذا الكوبرى العديد من التظاهرات منذ بداية عام 1951 عقب إلغاء معاهدة الصداقة المصرية البريطانية المعروفة باسم معاهدة 1936 وكانت القوى الوطنية قد توحدت فى الدعوة إلى هذه المظاهرة لتعلن عودة الكفاح المسلح ضد الوجود البريطاني. وأخيرًا فى عام 2011 ومع انطلاق ثورة 25 يناير لعب كوبر قصر النيل دوراً كبيراً فى سير الأحداث فقد كان الكوبرى طريق الثوار المقبلين من شتى بقاع القاهرة للوصول لميدان التحرير وشهد الكوبرى معارك ضارية بين المتظاهرين وقوات الشرطة وكان الصراع محتدمًا وسقط فيه العديد من القتلى والجرحى لكن الإرادة القوية للثوار تغلبت على أعوان الحاكم الظالم ليبلغ الثوار غايتهم عابرين كوبرى قصر النيل ليصلوا لميدان التحرير.