تستعر الآن أزمة كبيرة بين الدول الخليجية مجتمعة وبين بيروت، بسبب تطاول حزب الله "الإيراني" في لبنان، على البحرين، واتهامها ب"الصهينة"! الأمين العام للميليشيات الإيرانية في لبنان، حسن نصر الله، قال منذ أسبوع، إن "في البحرين هناك مشروعًا شبيهًا بالمشروع الصهيوني"!! نصر الله هدد بتسليح شيعة البحرين، إذا لم تطلق السلطات البحرينية، سراح الزعيم الشيعي البحريني المتطرف والموالي لإيران "على سلمان" الأمين العام لما يسمى ب"حركة الوفاق".. وذلك بالتزامن مع تهديد مرجعيات شيعية إيرانية كبيرة، بمعاقبة البحرين وبطريقة لا تخلو من الغطرسة والاستعلاء الفارسي التقليدي على العرب وعلى المسلمين السنة! لبنان الرسمية استشعرت الحرج، وسارعت إلى "الاعتذار" للبحرين، على لسان رئيس الحكومة تمام سلام، ووزير العدل أشرف ريفي، الذي وصف حزب الله بأنه "يثبت مرة جديدة أنه يلعب دور الأداة للنفوذ الإيراني في المنطقة"، وأضاف: "ما ألمح إليه حزب الله من تهديد مبطن للبحرين، والإساءة إليها، يتجاوز كل الخطوط الحمراء، فبالإضافة إلى المشاركة في الحرب في سوريا دعمًا للنظام الديكتاتوري، والتدخل في العراق واليمن، لحساب إيران وبطلب منها، تأتي التهديدات للبحرين، لتعكس مزيدًا من السلبية والأخطار على لبنان". وندد ريفي بسماح فريق لبناني لنفسه ب"التصرف كما لو أنه مرشد الجمهورية، ومقرر سياساتها". هذا هو موقف لبنان.. ومصر في طبعتها الجديدة بعد مرسي لا تعتبر منطقة الخليج الرئة الوحيدة الآن التي يتنفس عليها الاقتصاد المصري المتدهور، وإنما تعتبرها ضمن مجالها الحيوي والاستراتيجي، وكلنا يتذكر قول الرئيس عبد الفتاح السيسي للخليج حال تعرض للتهديد "مسافة السكة"، في تعبير مقتضب يعني عدم التردد، في قطع لسان ويد أي دولة تعتدي على دول الخليج.. وكان المقصود هو إيران وكل أزرعتها الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها حزب الله في لبنان! غير أن "مسافة السكة" تم طيها في أدراج صانع القرار، مع التهديدات الصريحة والفجة التي تعلن عنها إيران بشكل أو بآخر، للبحرين خاصة.. ولم يصدر من القاهرة، ولا حتى "عتاب" خجول لإيران وهي ترفع حذاءها في وجه الخليج كله، بما فيه الدول المؤيدة للسلطة الجديدة في مصر! ولا أدري ماذا ستفعل "مسافة السكة" مع دول "معادية" ولكنها تصطف مع موقف القاهرة المؤيد / المتسامح مع النظام الديكتاتوري والدموي في دمشق؟! ولا أدري ماذا ستفعل "مسافة السكة" مع "بغداد الطائفية" والتي ارتكبت ولا زالت مذابح دموية بحق أهل السنة غرب الفرات.. وتعتبر في الوقت ذاته المنصة العربية لصواريخ إيران الموجهة إلى عواصم الخليج العربي؟!.. ماذا ستفعل "مسافة السكة"، والقاهرةوبغداد الآن "سمن على عسل" أكثر من أي وقت مضى؟! "مسافة السكة".. فقدت قيمتها مع اضطراب الرؤية الرسمية المصرية، بشأن ملفات المناطق الملتهبة في المنطقة، وتناقض مواقفها الرسمية "والعرفية" مع مواقف حلفائها الخليجيين في الملف الإيراني والسوري والعراقيواللبناني.. ما يحملنا على التساؤل مجددًا بشأن ما إذا كانت "مسافة السكة" موجهة للداخل المسكون بالثورات المكتومة والمحتملة أم للخارج المتربص فعلاً بأمن الخليج وثرواته وهويته العربية السنية؟! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.