هاجم أكثر من 300 من المتظاهرين، بعد ظهر اليوم الجمعة، المنشآت الفرنسية والمسيحية ب "زندار" ثاني كبرى المدن في النيجر، على بعد 900 كم شرقي العاصمة نيامي، احتجاجا على غلاف صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية، وفقا لمصدر محلّي. ويأتي هذا الاحتجاج في وقت حظرت فيه النيجر توزيع الصحيفة الفرنسية في كامل أرجاء البلاد ذات الأغلبية المسلمة، واصفة الصورة الكاريكاتورية للرسول محمد في غلاف عددها الأخير ب "الاستفزاز المؤلم". وفي اتصال أجراه معه مراسل الأناضول، قال "ماهامان لاوال" وهو صحفي بإحدى الإذاعات المحلية في النيجر، أنّ "المحتجّين لبّوا نداء الله أكبر حين توجّهوا نحو العديد من أحياء المدينة"، موضحا أنّ المتظاهرين قاموا بإحراق العجلات المطاطية ونهبوا بعض الممتلكات العامة". ومن جانبه، قال أحد الموظّفين من سكان المدينة يدعى "مامان إيرو"، إنّ المحتجّين "هاجموا، في طريقهم، المركز الثقافي الفرنسي وكنيسة واقعة غير بعيد عنه"، مؤكّدا أن المظاهرة لم تكن عفوية بالمرّة، وأنّه وقعت الدعوة لها منذ الاثنين الماضي، حيث سرت في المدينة دعوات للاحتشاد عقب صلاة الجمعة. ولإحتواء الوضع، استخدمت قوات الأمن النيجرية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما لم يتم تسجيل أي إصابات حتى وقت متأخر من بعد ظهر اليوم الجمعة. وكان سكان مدينتي "زندار" و"مارادي" (مدينة اقتصادية تقع على بعد 600 كم شرق العاصمة نيامي)، تظاهروا، في 2006، احتجاجا على رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد نشرتها، آنذاك، صحيفة دانماركية.