قررت محكمة الصلح والجزاء الثانية في ولاية ديار بكر، جنوب شرق تركيا، حجب أقسام بعض الصفحات على الإنترنت، نشرت الرسومات المسيئة للنبي محمد، التي تضمنها غلاف عدد اليوم من مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة. وجاء قرار المحكمة، عقب تقييمها لطلب قدمه المحامي "أرجان أزغين"، وهو من سكان الولاية، يطالب فيه بحجب الوصول إلى الصفحات المذكورة. وورد في نص القرار: "إذا تجاوزت حرية التعبير توعية المجتمع، وكانت الوسائل في هذا الإطار لا تتناسب مع الهدف، فإن حماية القيم الدينية، وكرامة، وشرف الأشخاص، تكون مقدمة على حرية التعبير". واحتوى غلاف "شارلي إبدو" الصادر اليوم على رسم كاريكاتوري للرسول محمد، حاملًا لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي"، وعباره ساخرة هي "الكل مغفور له". وقتل 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، في السابع من الشهر الجاري، في هجوم استهدف مقر "شارلي إبدو" المجلة الأسبوعية الساخرة في باريس، أعقبته هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات. وأعلنت الشرطة الفرنسية أن المشتبه بهما في الهجوم على مقر الصحيفة وهما الشقيقان الفرنسيان، سعيد كواشي، وشريف كواشي، قتلا أثناء قيام الشرطة بمحاولة تحرير رهينة كانت بحوزتهما في بلدة دامارتان جويل، شمال شرقي العاصمة. وقد أثارت المجلة جدلاً واسعاً عقب نشر رسوم كاريكاتورية "مسيئة" للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم المرسلين في سبتمبر 2012، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات في دول عربية وإسلامية. وكررت المجلة الساخرة، إساءتها للرسول محمد، في أكتوبرالماضي، عندما عنونت على غلافها الرئيسي "ماذا لو عاد محمد؟"، حيث أفردت صورة لمن وصفته بأنه نبي الإسلام، مصورة إياه كاريكاتوريًا، راكعًا على ركبتيه، فزعًا من تهديد مسلح، يفترض انتماؤه لتنظيم داعش.