خلافا للرسم الكاريكاتوري لمن يفترض أنه النبي محمد والذي ظهر اليوم الأربعاء على غلاف أول عدد من أسبوعية "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة بعد نحو أسبوع من الهجوم عليها، احتوى أيضا عدد المجلة على رسومات أخرى ساخرة للأخوين "كواشي" المتهمان بتنفيذ الهجوم على "شارلي إبدو" والذين أعلنت الشرطة الفرنسية قتلهما في وقت لاحق. وخرج العدد في 16 صفحة بدلا من 8 صفحات، كما كان مقررا محتويا على غلاف باللون الأخضر يظهر عليه رسما كاريكاتوريا للرسول محمد، حاملا لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي" وعباره ساخرة هي "الكل مغفور له". كما احتوت المجلة على رسومات كاريكاتورية تعبر عن وفاء الصحيفة لضحاياها الذين قتلوا في الهجوم كما أعيد نشر رسوم كاريكاتورية لهم. وتناول العدد كذلك رسما كاريكاتوريا للأخوين كواشي المتهمين بتنفيذ الهجوم على المجلة ويظهرهما الرسم في زي أسود مدججين بالسلاح يحلقان في السماء بأجنحة يبحثون عن "الحور العين" (نساء الجنة بحسب المعتقد الإسلامي)، ليقول لهم شخص آخر: "إنهن مع فريق شارلي ابدو أيها القبحاء". وفي نفس السياق، أعادت الصحيفة رسم كاريكاتوري قديم ل"تيجنوس" وأحد من ضحايا الهجوم ظهر فيه 3 من المتشددين يقولون لبعضهم "لا يجب المساس بأحد من شارلي ابدو وإلا سوف يتحولون لشهداء ويدخلون الجنة ويظفرون بكل الحور التى تخصنا". وفي الصفحة الأخيرة، يظهر رسم كاريكاتوري آخر يعقد مقارنة بين من أسماهم بالمتطرفين القتلة وبين العاملين بصحيفة "شارلي ابدو". وظهر في الكاريكاتور رسام يعمل بجدية وكتب أسفل الرسم "25 عاما من العمل"، وفي المقابل "شخص ملثم يقتل أبرياء وكتب على الكاريكاتور"25 ثانية من العمل". ولم يغفل فريق "شارلي ابدو" الإشادة بالمظاهرات والمسيرات الضخمة التي شهدتها فرنسا الأحد الماضي بمشاركة رؤساء وسياسين من دول مختلفة. ورسمت "كورين ريى" مشهدا للمظاهرات الداعمة "لشارلي ابدو" على صفحتين ووضعت عنوانا لها "أكتب اسمك أيتها الحرية". وفي الصفحة الأولى، كتب رئيس تحرير المجلة "جيرارد بيارد" يقول: "منذ أسبوع استطاعت شارلي الصحيفة الملحدة، صنع معجزات أكبر من معجزات الأنبياء والقديسيين". كما كتب "باتريك بيلو" أحد أصدقاء الرسام شارب أحد أبرز رسامي شارلي ابدو والذي راح ضحية هجوم الأربعاء الماضي مقالا قال فيه "سيكون شارب سعيدا جدا بارتفاع مبيعات هذا العدد التاريخي". وشهدت المتاجر الفرنسية اليوم إقبالا كبيرا على شراء العدد الأول من "شارلي إبدو" بعد هجوم الأسبوع الماضي. وقتل 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، الأربعاء الماضي، في هجوم استهدف مقر أسبوعية "شارلي إبدو"، الساخرة في باريس، أعقبته هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات. وأعلنت الشرطة الفرنسية أن المشتبه بهما في الهجوم على مقر الصحيفة وهما الشقيقان الفرنسيان من أصول جزائرية، سعيد كواشي، وشريف كواشي، قتلا أثناء قيام الشرطة بمحاولة تحرير رهينة كانت بحوزتهما في بلدة دامارتان جويل، شمال شرقي العاصمة.