ذكرت تقارير صحيفة إسرائيلية، أن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة تدخل في اللحظات الأخيرة للتراجع عن تنفيذ القرار الذي اتحذته اللجنة الوزارية برئاسة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء باستدعاء السفير المصري من تل أبيب، احتجاجًا على مقتل ضابط وأربعة جنود مصريين بنيران "إسرائيلية" بالمنطقة الحدودية يوم الخميس خلال ملاحقة مسلحين في أعقاب هجمات إيلات التي أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين. وقالت صحيفة "معاريف" الناطقة بالعبرية نقلاً عن مصادر لم تسمها، إنه في أعقاب قرار الحكومة المصرية استدعاء السفير المصري ياسر رضا من تل أبيب ردًا على مقتل الجنود المصريين، استدعى رئيس المجلس العسكري رئيس الحكومة وعقد معه اجتماعًا عاجلاً، وطلب منه بشكل واضح التراجع عن هذه الخطوة فورًا. وزعمت الصحيفة، أن طنطاوي وبخ شرف بشدة، وأجبره على إلغاء القرار، بعد أن قام السفير المصري بتل أبيب ياسر رضا بحزم أمتعته، استعداد لمغادرة إسرائيل والعودة إلى القاهرة لكنه ألغى سفره بعد أن تدخل رئيس المجلس العسكري في اللحظة الأخيرة لوقف تنفيذ القرار. وكان المجلس الوزاري المصري المصغر برئاسة عصام شرف أعلن في وقت متأخر يوم السبت سحب السفير المصري من تل أبيب إلى حين تقديم إسرائيل اعتذار رسمي، بعد أن حملها المسئولية الكاملة عن مقتل الجنود المصريين. واعتبر الرد الإسرائيلي متمثلاً في تصريح وزير الدفاع أيهود باراك الذي أعرب عن أسفه عن الحادث واعدا بتشكيل لجنة تحقيق في الحادث "غير كاف"، باعتباره "لا يتناسب مع جسامة الحادث وحالة الغضب المصرى من التصرفات الإسرائيلية". ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها، إن تدخل طنطاوي جاء في ضوء الرغبة لمنع تدهور العلاقات بين الجانبين، وذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي. وأضافت إن إسرائيل كانت ستضطر بدورها لسحب سفيرها إسحاق ليفانون ردًا على قرار مصر استدعاء سفيرها من تل أبيب، مضيفة أن المصريين فهموا أن الامر سيتحول بهذه الطريقة لأزمة شديدة في العلاقات من الصعب علاجها. وقالت المصادر، إنه "إذا ما غادر السفير الإسرائيلي القاهرة لن تتمكن أي حكومة سواء الحالية أو أي حكومة قائمة بالمستقبل بعد الانتخابات بالسماح لنفسها بإعادة السفير الإسرائيلي مرة ثانية للقاهرة بسبب الرأي العام الشعبي المعادي لتل أبيب". وأضافت: "بهذه الطريقة ستتدهور العلاقات بين الجانبين بشكل صعب في الوقت الذي لا نريد فيه نحن ولا مصر الوصول لهذا الوضع البائس والخطير"، على حد تعبيرها. من ناحية أخرى، حضر مصطفى الكوني نائب السفير المصري بتل أبيب، مأدبة إفطار أقامها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في منزله بالقدس مساء الأحد. وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن ضيف الله علي الفايز القائم بأعمال السفارة الأردنية حضر المأدبة أيضا. وتحدث بيريز عن أهمية السلام بين إسرائيل ومصر والأردن، وأضاف: "لا يمكنني إنكار أن الأحداث الاخيرة غير مشجعة لكني أعتقد أن السلام مع مصر والأردن مساهمة قوية لكل المنطقة وأطفالنا"، معتبرا أن اتفاقيني السلام مع كل من القاهرة وعمان جاءتا تحت شعار: "لا مزيد من الحروب وسفك الدماء". وتابع بقوله: "كان لدينا الكثير من الحروب وكلنا خسرنا العديد من شبابنا الطيبين وكثير من الأبناء والبنات لا نريد المزيد من هذا، نكن احتراما عميقا للشعب المصري كما نكن نفس الأمر للمملكة الأردنية". كما حضر ضياء حامد المتحدث باسم السفارة المصرية أبيب اجتماعا للمتحدثين باسم السفارات الأجنبية بإحدى الأكاديميات الإسرائيلية. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلاً عنه، إن مشاركته في الاجتماع جاءت لتؤكد أن "كل شئ لا يزال جيدا بين القاهرة وتل أبيب وأن الأوضاع ليست بالسيئة". وفي القاهرة، تلقى الدبلوماسيون العاملون بالسفارة الإسرائيلية مساء الأحد تعليمات بعدم الذهاب لمبنى السفارة بالجيزة والعمل من المنزل حتى تهدأ الأمور بين الجانبين. وذكرت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، أن التعليمات صدرت مع اندلاع المظاهرات الضخمة التي يقوم بها المصريون أمام مبنى السفارة ومطالبتهم بطرد السفير الإسرائيلي. في سياق متصل، ذكرت الإذاعة العبرية أن اللواء امير ايشل رئيس هيئة التخطيط بأركان الجيش الإسرائييلي تم إيفاده إلى مصر لعقد اجتماع خاص في زيارة في "منتهى الحساسية والاهمية"، موضحة أنه عرض على محاوريه المصريين النتائج الأولية للتحقيق في حادث مقتل رجال شرطة مصريين ووعدهم بإشراك الجانب المصري في التحقيق بموجب قرار وزير الدفاع أيهود باراك. ونقلت الإذاعة عن مصادر قولها إن الزيارة تهدف الى الحفاظ على العلاقات الامنية بين البلدين التي تضررت منذ تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وقالت إن رئاسة الوزراء الإسرائيلية امتنعت عن إقرار ما نشر مؤخرا حول وصول وفد إسرائيلي رفيع المستوى الى مصر لمناقشة موضوعي التهدئة والعلاقات مع مصر.