فى ذكرى مولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم, ألقى الرئيس السيسى كلمة إلى علماء الأزهر الشريف كان نصها : (....... مش معقول يكون الفكر إللى إحنا بنقدسه ده يدفع بالأمة دى بالكامل إن هى تبقى مصدر للقلق وللخطر والقتل والتدمير فى الدنيا كلها, مش ممكن يكون بالفكر ده, أنا مش بقول الدين أنا بقول الفكر ده إللى تم تقديسه نصوص وأفكار تم تقديسها على مئات السنين وأصبح الخروج عليها صعب أوى لدرجة إن هى بتعادى الدنيا كلها, بتعادى الدنيا كلها, يعنى الواحد وستة من عشرة (1,6) مليار هيقتلوا الدنيا كلها إللى فيها سبعة (7) مليار عشان يعيشوا هُمَّا, مش ممكن الكلام ده, أنا بقوله هنا فى الأزهر هنا أمام رجال وعلماء الدين, والله لأحاجيكم يوم القيامة أمام الله سبحانه وتعالى على إللى أنا بكلم فيه ده دلوقتى, إنت مش ممكن تكون وإنت جواه حاسس بيه, مش ممكن وإنت جواه تكون حاسس بيه لازم تخرج منه وتتفرج عليه وتقرأه بفكر مستنير حقيقى, دا إنتوا محتاجين تتوقفوا بشده وأنا بكلم بقول تانى إحنا محتاجين ثورة دينية . فضيلة الإمام : أنتم مسئولين أمام الله, الدنيا كلها منتظرة منكم, الدنيا كلها منتظرة كلمتكم, لأن الأمة دى بتتمزق, الأمة دى بتتدمر, الأمة دى بتضيع, وضياعها بأدينا إحنا ......) يا فخامة الرئيس : ليس عذرا أن تخطب أمام الأمة بل أمام العالم مرتجلا الحديث إذ تعترف بأن الإرهاب ليست عملا فرديا بل هو سمة المسلمين من خلال أفكار ونصوص مقدسة منذ مئات السنين أى منذ فجر الإسلام, تعادى الدنيا كلها بل وتحض على قتل كل البشر فيما سواهم, إن النصوص المقدسة يا فخامة الرئيس فى دين الإسلام هى القرآن الكريم, فهل تظن أن العالم ينتظر كلمة الأزهر فى تعديل تلك النصوص قربانا للغرب بما يوافق هواهم العلمانى ؟ ساء ما يحكمون . إن فخامتكم قد أهديت الغرب هدية لم يكن ينتظرونها ولم يتوقعونها من رئيس مسلم فقد وصمت الأفكار والنصوص المقدسة فى الإسلام بالإرهاب, وإن الغرب قد غزا أفغانستان والعراق والآن يغزون سوريا والعراق ويطلقون يد بشار فقتل 200 ألف سورى أمام الضمير العالمى الأصم, ومن قبل إحتلوا الوطن العربى كله تاركين دولة صهيونية شوكة فى ظهر العرب بل وإتهموا كل من يدافع عن نفسه تجاههم بالإرهاب فاتهموا حزب الله بالإرهاب وإتهموا حماس بالإرهاب حتى صدقناهم وسمعنا بآذانهم ورأينا بأعينهم وحكمنا بحكمهم, بل والآن نتهم نحن أنفسنا بالإرهاب . لقد قام فخامتكم بتكريم شيخ مشايخ الطرق الصوفية فى هذا الحفل ومنحته وسام الجمهورية من الطبقة الأولى, فكيف تطالب فخامتكم بثورة دينية وفى ذات الوقت تريد أن ترجعنا إلى متاهات الدولة الفاطمية بخرافاتها ؟ وماذا قدمت الطرق الصوفية للإسلام غير الموالد والحَضَرَاتْ والتمسح بالأضرحة مغررين بالسذج والجهلاء فى دين الله فإنصرف الشعب عنهم منذ عقود قريبة, وقد قدمت السينما المصرية فيلم (قنديل أم هاشم) لتوعية الجماهير من الجهل والتخلف, فى مقابل الجمعيات الأهلية الأخرى كالجمعيات الشرعية وجمعية رسالة وجمعية الأورمان الذين قدموا خدمات جليلة للإسلام والمسلمين برعاية الأرامل والأيتام والفقراء وعلاج المرضى ومع ذلك لم يجدوا إلا الريبة والشك من قبل الدولة . يا فخامة الرئيس : إن الإعلام فى عصرك فتح الباب على مصراعية للملحدين ليشككوا الناس فى دينهم بينما رجالك يحتسون النيسكافيه . وإذ يتجاهل إعلامك لفضيلة المفتى الحالى الدكتور شوقى علام, بينما يفتح أبواقه للمفتى السابق الدكتور على جمعة فأفتى بمجموعة من الفتاوى لهدم بنيان الأسرة المتدينة فأباح الزواج العرفى بين طلاب الجامعاب بدون موافقة وعلم أهلهم وفتوى أخرى تبيح الزواج بدون إشهار وبدون ولى وبدون ورقة وبدون مأذون وأباح فضيلته أيضا ترقيع غشاء البكارة للفتاة المنحرفة وقد أفتى أيضا بوجوب إتصال الزوج المسافر تليفونيا بزوجته قبل أن يصل ليلا للمنزل لإتاحة الفرصة لهروب العشيق, فماذا بقى من الدين يا فخامة الرئيس ؟ , وفى حين يحظر وزير الأوقاف أى خطيب يخرج عن النص مع أن تأثيره لا يتعدى 1000 مواطن, نرى رجالك يتركون ثروت الخرباوى أن يتخلى عن شتم الإخوان السفهاء ليفتى فى الدين فيقرأ ويسمع آرائه المنحرفة ملايين المواطنين, وها هو الدكتور سعد الدين الهلالى الذى إختاره رجالك عضوا بلجنة الخمسين لتعديل الدستور يفتى بأن شهادة ألا اله إلا الله هى شرط الإسلام الوحيد بينما شهادة أن محمدا رسول الله ليست ضرورية على حد قوله وقد رد فضيلة الإمام شيخ الأزهر بأن فتوى الهلالى منكرة . وها هو الدكتور جابر عصفور وزيرك للثقافة يصدر فى مجلات وزارة الثقافة ما يطعن فى القرآن الكريم والرسول والصحابة, وقد رد عليه الأزهر الشريف في بيان نشر فى جريدة الأهرام أن مجلات وزارة الثقافة نشرت ما نصه حرفيا : (إن القرآن لا تزال توجد فيه حتى الآن الأخطاء النحوية واللغوية), (ليس فى القرآن إعجاز، وليس فيه تحدٍّ, وإن اختراع مصطلح “الإعجاز” إنما جاء تبخيسًا للذات لكى يبدو القرآن إزاءها أعظم من أن تقوى نفس على أن تأتى بمثله), (وأن الإسلام على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قد تحول إلى صنيعة حربية وعسكرية منذ غزوة بدر)، (وأن الرسول كان يحكم بوثيقة جاهلية، وليست إسلامية) 0(وأن الرسول قد فرض على الناس إتاوة أو جزية أو خراجًا أو رشوة يسوؤهم أداؤها ويذلهم دفعها), (وأن الرسول وصحابته عندما حاربوا يهود خيبر قد كانوا ظالمين معتدين لأن أهل خيبر لم يكونوا قد عادوا النبى والمؤمنين، ولا أساءوا إلى النبى أو إلى الإسلام بشيء), وأيضا يتَّهمُوا الصحابة بأنهم : (غيروا روح الإسلام والشريعة حتى لقد طفحت على وجه الإسلام البقع الخبيثة), ويقولون عن أبي بكر الصديق : (إنَّه قد إغتصب حقوق النبي، وأنَّ خلافته قد انتشر فيها الجشع والفساد، وأنه قد أنشأ دِينًا غير دِين النبى), وأيضا نشرت وزارة الثقافة فى مجلد "من العقيدة إلى الثورة ج2 ص639" ما نصه : (إنَّ الإنسان هو الذي خلق الله، وليس الله هو الذي خلق الإنسان، وأن لفظة الله هي تعبير أدبي أكثر منه وصفًا لواقع، وتعبير إنشائي أكثر منه وصفًا خبريًّا، وأنَّ أيَّ دليل يكشف عن إثبات وجود الله إنما يكشف عن وعي مزيف) يا فخامة الرئيس : إن كل مواطن مصرى شريف يتأمل مذهولا حين يرى الراقصة قدوة لأمهاتنا بعد تكريم نادى الطيران لها كأم مثالية, وحين يرى تراخى الرقابة إذ توافق على عرض فيلم يدعو لنشر الرذيلة ( فيلم حلاوة روح ) . وإن الرأى العام قد صدم إثر الحكم بحبس مدرب كاراتيه بلدية المحلة لمدة سنتين فقط فهو حكم حبس بطعم البراءة على جرائم وفضائح تقشعر لها الأبدان فى مقابل الحكم بالإعدام على ما يزيد على 1500 رجل معارض متهمون بقطع الطريق أو بالهجوم على أقسام الشرطة بل إن ممن حكم عليهم رجل كفيف ورجلان قبطيان, ويا له من عجب أن يشترك الأقباط ورجل كفيف مع الإخوان فى الهجوم على أقسام الشرطة ؟؟؟ والعجيب أن أصدرت فخامتكم قرارا جمهوريا بالعفو عن الرجل الكفيف, فلماذا لم تتخذ فخامتكم أى إجراء تجاه هيئة القضاة فى هذه القضية, فربما كان هناك أبرياء آخرين كثيرون ؟ وكذلك حبس نشطاء سياسيون لمدة خمسة عشر عاما لإعتراضهم على قانون التظاهر, حتى أنه لم يسلم الصحفيين من أحكام بالحبس لبضع سنوات . إذن فلماذا عجز القانون يا فخامة الرئيس فى ردع الفجار بينما حطم القانون رؤؤس المعارضين, وكما تعودنا فى مصر نحن لا ندين أحكام القضاء الشامخ, ولكن من حقنا أن نلوم رجال السيسى الذين يجمعون الأدلة الباطلة ويقدمونها للقضاء فيدينون بأدلة البهتان أناس معارضين شرفاء فى مقابل أدلة لتبرئ الفجار ليتجرأ السفهاء على هتك الأعراض وتصوير النساء أثناء الفاحشة ونشر الفساد والإباحية فى البلاد, فلذلك نفاجأ كل صباح فى عصر السيسى بعنتيل جديد يعبث بأجساد النساء بالصوت والصورة ولا رادع لهم, فلماذا لم تغلظ عقوبة من يصور النساء كما غلظت عقوبة التحرش ؟ ولماذا يعاقب القانون النساء الداعرات ويخلى القانون سبيل الرجال المتلبسين؟ ولماذا يروج القانون للدعارة بإذن الزوج ؟ إذ أن القانون يجيز للزوج السماح بالإفراج عن زوجته المتلبسة فى بيت العشيق . بل إنظر لماذا يترك رجالك الإنحرافات الأخلاقية بين الشباب والفتيات فى أغلب الحدائق العامة نهارا جهارا بل وفى السيارات السوداء بل وفى داخل الجامعات, هذا يحدث يقينا فى عهدك يا فخامة الرئيس . وكأنه لا قيمة للشرف والعفة والفضيلة فى عصر السيسى . يا فخامة الرئيس : إن أبناء الصحوة الإسلامية فى مصر يطالبونك بتطبيق الشريعة الإسلامية وتغيير القوانين المخالفة لأحكام الشريعة, وهى معركة سلمية ونبيلة أن يسعوا فيها لتطبيق الشريعة بديلا عن النظام الذى يرسخ لعلمانية الدولة ويفصل الدين عن الدولة فيقلص الشريعة فى قانون الأحوال الشخصية وقانون الميراث فقط ويمنع تطبيق الشريعة فى القانون المدنى والجنائى والتجارى والإجتماعى والإدارى,,, إلخ وكأن الشريعة لا تصلح لهذا العصر, كما يطالبونك بتعديل البنوك إلى النظام الإسلامى, فطالما أن بنك مصر للمعاملات الإسلامية يتوسع فى فروعه إلى 37 فرع بسبب نجاح التجربة الإسلامية فما المانع من تطبيق التجربة على كل البنوك وجعل المعاملات الإسلامية هى الطريقة الوحيدة فى التعامل مع جميع البنوك ؟ يا فخامة الرئيس أنت تفقد كل يوم مئات الألاف من مؤيديك بسبب رجالك الذين يحرصون على فرض المنهج والفكر العلمانى والإباحية والفساد فإن كنت تدرى فتلك مصيبة وإن كنت لا تدرى فالمصيبة أعظم, وأنت نفسك دأبت دائما فى حديثك على أنك تخاف الله وكأنك العارف بالله من دون الناس, فكيف لم يتمعر وجهك غضبا من الهجوم العلمانى المنظم من قبل رجالك فى حق دين الله أو خجلا لهذة الفواحش فى حق نساء مصر, ولماذا نرى سيفك بتارا فى مواطن تحتاج إلى الحكمة واللين فى حين نراك خوارا فى مواطن تحتاج إلى بطش ؟ يا فخامة الرئيس إن أى منصف يدرك حجم الجهد الهائل من فخامتكم للرقى بحال البلاد فى أجواء شديدة الصعوبة داخليا وخارجيا ولن ننسى لك أن منعت حربا أهلية مؤكدة يوم 30 يونيو فجزاك الله عن مصر خيرا, ولكنا نحذرك من رجالك الذين يوهمونك بأن الحق على لسانك وأفعالك, لا ياسيدى الرئيس فأنت لست ملهما بل أنت بشر تخطأ أكثر مما تصيب, فإن إعجاب المرء برأيه كانت آفة من سبقوك .اللهم ورد السيسى إلينا ردا جميلا .