حلوى المولد تصل إلى مقابر الإمام الشافعي

ببراءة لم تبددها الحياة وسط المقابر، التقطت زهرة محمد، نصيبها من حلوى المولد النبوي الشريف، ثم عادت لتختبئ في حضن والدتها، هاربة من مواجهة عدسات الكاميرا.
"زهرة" التي لم تبرح عامها الرابع بعد، لم تكن الوحيدة، إذ تكرر نفس المشهد مع عشرات الأطفال ممن تكتظ بهم مقابر الإمام الشافعي، في منطقة الخليفة، وتوجهت لهم مبادرة "هنا المحروسة" اليوم السبت، لتحتفل معهم بالمولد النبوي الشريف.
و"هنا المحروسة" مبادرة شبابية تأسست عام 2010 للعمل في التنمية المجتمعية وتنشيط السياحة بمصر، وفق مراسلة وكالة "الأناضول".
وفي ذكرى المولد النبوي، اختارت المبادرة التوجه إلى مقابر الإمام الشافعي حيث تعيش آلاف الأسر في أوضاع اقتصادية صعبة، تمنعهم من الاحتفاء بهذه المناسبة الإسلامية الجليلة، كي يوزعوا عليهم حلوى المولد، وبالونات، وأغطية شتوية.
ومثل أغلب المصريات اللاتي لا يتمالكن دموعهن حتى أثناء الفرح، علقت بدوية جميل، وهي سيدة أربعينية بدت على وجهها الدموع، على الهدية التي وصلتها بمناسبة المولد النبوي الشريف(حلوى وأغطية شتوية)، قائلة: "الحبيب محمد (خاتم المرسلين) يرسل لنا رحماته.. مدد يا رسول الله مدد".
وقال مدحت حامد رئيس مجلس إدارة جمعية "العالم بيتي" الخيرية، وهي جمعية غير حكومية تعمل في المنطقة، إن "هذه الفاعلية تمت بالتنسيق مع أفراد مبادرة "هنا المحروسة"، ل"إحياء فرحة المولد النبوي الشريف في نفوس آلاف الأسر المهمشة التي دفعها الفقر للعيش وسط الأموات حتى نسيهم الأحياء وكأنهم أموات أيضا".
ومضى: "مقابر منطقة الخليفة يعيش بها من 20 ل 25 ألف أسرة مصرية في ظروف نفسية واقتصادية وصحية صعبة للغاية؛ لذلك نفرح كثيرا حينما تلتفت لهم المبادرات الشبابية خاصة في المواسم الدينية".
واستطرد قائلا إنهم ربطوا بين الفاعلية الخيرية والاحتفال بالمولد النبوي، "حرصا منا على اقتفاء أثر النبي الكريم الذي نقلت لنا أحاديثه الشريفة توصياته بالفقراء والمحتاجين".
معتز زكريا مؤسس مبادرة "هنا المحروسة"، قال للأناضول إن "الاحتفال الذي نظموه في المنطقة، شمل توزيع بالونات وحلوى المولد النبوي التي اشتهرت مصر بتصنيعها منذ العهد الفاطمي، وكذلك توزيع أغطية شتوية على الأسر التي تعيش في المقابر لتقيمهم برد الشتاء".
وأضاف: "نظمنا أيضا معرضا مجانيا للملابس تنتقي منه تلك الأسر ما يناسبها".
وتولت المتطوعات من الفتيات كتابة عبارات تربوية بسيطة على أغلفة الحلوى التي توزع على الأطفال، تشمل إرشادات إسلامية بلغة عامية بسيطة تناسب مدارك الأطفال وكلها تحض على بر الوالدين والاعتناء بالنظافة الشخصية ومساعدة الآخرين.