كشفت مصادر زراعية عن أن المبيدات التى تصرفها الدولة للفلاحين للقضاء على آفات القطن منتهية الصلاحية منذ عدة أعوام، وتلجأ وزارة الزراعة إلى تمديد صلاحيتها بالتزوير بوضع ملصق بمدة صلاحية جديدة على العبوات التى تبيعها للمزارعين بأسعار مدعمة فى الجمعيات الزراعية. ذكرت بعض الصحف ان مراسليها حصلوا على عبوة من مبيد كندو 5%، ويوزع فى مركز أجا التابع لمحافظة الدقهلية، ويظهر من العبوة التى توزعها وزارة الزراعة، ممثلة فى المعمل المركزى للمبيدات، تاريخ الإنتاج الذى يبدأ من 30/3/2011 إلى 29/3/2012، وخلف الملصق وضعت الوزارة ملصقا آخر على العبوة بتاريخ إنتاج مختلف، ثم يظهر أخيرا ما طبعته الوزارة على العبوة وهو تاريخ إنتاجها الأساسى فى 2007 وتمتد إلى عامين، إلى 2009، وهو ما يعنى أن المعمل المركزى للمبيدات قام بتغيير تاريخ صلاحية المنتج 3 مرات. ورجح محمد صفى الدين، المزارع بكفر الشيخ، أن يكون السبب وراء عدم فعالية المبيدات التى توزعها وزارة الزراعة من خلال الجمعيات الزراعية هو انتهاء صلاحيتها، مؤكدا أن العبوات التى اشتراها لأفدنته الثلاثة لم تأت بأى نتيجة. وفى الوقت الذى ادعى فيه موظفون بمكتب الدكتور منير ألمظ، مدير المعمل المركزى للمبيدات، أنه غير مسموح له بالإدلاء بتصريحات صحفية، قال أحد الباحثين بالمعمل، الذى فضل عدم نشر اسمه، إن المعمل يلجأ فى بعض الأحيان إلى إعادة تحليل المبيدات الزراعية، لمعرفة مدى صلاحيتها للاستخدام وفعاليتها من عدمه بعد مرور فترة صلاحيتها، مستنكرا مد الصلاحية لأكثر من عامين. فى حين جزم الدكتور سميح عبدالقادر، أستاذ علم المبيدات والسموم البيئية ورئيس اللجنة القومية للسميات بأكاديمية البحث العلمى، بأن تداول المبيدات الزراعية المنتهية الصلاحية يعتبر كارثة، فالدراسات العلمية أثبتت أن استخدام المبيدات منتهية الصلاحية قد يتحول إلى مبيد سميته تعادل ألف ضعف السمية العادية له قبل انتهاء الصلاحية. وأفاد جمال أبوالخير، المهندس الزراعى والموظف بجمعية قرية الإنشاصى، بأنه تقدم بشكوى أخرى حول قيام المعمل المركزى للمبيدات بتوزيع مبيد للحشائش منتهى الصلاحية، والذى اضطر الفلاحون لشرائه؛ لأن الجمعيات الزراعية ربطت صرف الأسمدة المدعمة بشراء المبيدات.