أشاد الاستشاري الهندسي الدكتور ممدوح حمزة، رئيس ما يسمى ب "المجلس الوطني" بإعلان الحكومة اعتزامها وضع مبادئ دستورية حاكمة، واصفًا إعلان الدكتور على السلمي نائب رئيس الوزراء في هذا الصدد بأنه "قرار سليم رغم أنه صدر متأخرًا، إلا إننا يجب أن نرفع القبعة له". لكنه هدد خلال لقائه بمنزله مجموعة من أعضاء حركة "شباب 6 أبريل" وعدد من قيادات الائتلافات الأخرى أمس الأول ب "الخروج عن النص" في حال التراجع عنه، في ظل الاعتراضات في أوساط الإسلاميين خصوصًا على الأمر، باعتباره التفافًا على نتيجة التعديلات الدستورية. واعتبر حمزة- والذي يعد من أشد الليبراليين تحمسًا لوضع الوثيقة- أن صوت "الليبرالية" انتصر في النهاية، وقال إن الفضل في ذلك يعود إلى المليونيات التي طالبت بهذا، متهمًا الإسلاميين بالرغبة في القفز على السلطة، وأنهم لا يريدون "الدستور أولاً"، رغبة منهم في الهيمنة على مقاليد الأمور بالبلاد لكن هذا لن يحدث ولن يسمح به. وشدد على أن "المبادئ الدستورية الحاكمة ستكون أولاً"، معربًا عن تحديه للقوى الرافضة والاشتباك معهم، "أهلا بالمعارك فإذا حشدت التيارات الدينية مليونًا سنحشد الضعف ولن نسمح لهم مرة أخرى يعبثوا بالبلد كما يشاءون، أو يحتكروا سلطة اتخاذ القرار، فهم ليسوا وحدهم بالبلاد، فمصر بها أحزاب وحركات سياسية كثيرة وكفانا نغمة أن 77% من الشعب قالوا نعم على التعديلات الدستورية". وسخر حمزة من تمرير التعديلات في استفتاء 19 مارس، بقوله إن "الشعب قال نعم إكراما للجلباب واللحية، وقال نعم وهو لا يعي بالضبط على اى شئ سيقول نعم أو لا"، على حد تعبيره. وحث الشباب المجتمعين معه أن يكونوا في حالة استنفار دائم وألا يتركوا الساحة للتيار الإسلامي ليرتع فيه كيفما شاء. بدوره، شكا الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة من الحملة التي قال إنها تستهدفه من قبل فصائل وتيارات مختلفة اتهمها بأنها لا تريد الديمقراطية للوطن وتريد عودة الحكم الديكتاتوري ليس في شخص الرئيس السابق حسني مبارك لكن في أشخاص آخرين عليهم السمع الطاعة فقط وترك العقل والعلم والفكر المستنير الذي يفيد الوطن ولا يؤخره. واعتبر البرادعي الذي عاب على منتقديه النظر إلى أفكاره على أنها أفكار هدامة ولا تخدم البلد- خلال لقائه مع شباب من أعضاء "الجمعية الوطنية للتغيير"- أن الأحداث تسير حاليًا كما هو مخطط لها، وذلك في أعقاب الإعلان عن وضع وثيقة المبادئ الحاكمة للدستور، مشددًا على أن الدولة المدنية ستقام لا محالة ولن نسمح بحكم آخر غير حكم العلم والعقل والديمقراطية. ونصح البرادعى الشباب الذي التقاهم عدم الظهور في الصورة حاليًا، خاصة وأن الإعلان عن وضع الوثيقة جاء من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو الأمر الذي يبرره حتى لا يؤدي بأن ذلك سيؤدي إلى اصطدام المجلس بالإسلاميين "وينقلبوا على بعض". وتوقع أن يحصل هذا الأمر قريبًا جدًا، لأن "التيارات الإسلامية ترفض وثيقة المبادئ الحاكمة.