فى دراستين منفصلتين قامت بهما شركتا الأبحاث الدوليتان المستقلتان "إبسوس" و"سيغما" للفترة بين يناير وسبتمبر من هذا العام 2014.. تبين أن قناة الجزيرة الإخبارية احتلت المرتبة الأولى عربيًا، فقد سجلت أعلى نسبة من المشاهدين العرب بمعدل يفوق أقرب أربعة منافسين مجتمعين، هى قناة العربية، بى بى سى العربية، فرنسا 24، وسكاى نيوز العربية، حيث بلغت نسبة المشاهدة 53,9% للأشهر التسعة الأولى لهذا العام. المفاجأة هنا أن الدراستين بينتا أن معدل عدد المشاهدين للقناة حوالى 23 مليون مشاهد يومياً منذ بداية العام إلى الشهر التاسع. وأنها تستحوذ على حوالى 42,17% من حصة سوق الأخبار التى تشاهد على مختلف القنوات بما فيها القنوات الترفيهية. وجاء تسعة من برامجها الإخبارية من بين أفضل عشرة برامج إخبارية شوهدت فى كل شهر من هذا العام. اخطر ما كشفته الدراستان أن أكثر من 23 مليون عربى يشاهدون الجزيرة يوميًا.. وهو ما يشير إلى قدرتها على التأثير وصوغ اتجاهات الرأى العام.. وفى المقابل لا توجد أية فضائية عربية أخرى تنافسها على هذه الاستحواذ الهائل والمرعب فى آن.. بما فيها الفضائيات الترفيهية. ولا يمكن بحال أن يكون هذا الإبهار عبثيًا أو عفويًا، وإنما يرجع إلى اعتبارات مهارية وحرفية.. صحيح أن الجزيرة مباشر مصر تحولت على سبيل المثال إلى أداة سياسية وليست إعلامية.. إلا أن تأثيرها وقدرتها على الإيذاء والوجع، ظل حاضرًا، لأنها كانت تقدم حملتها السياسية رغم كل التحفظات على الفحوى والمضمون بشكل مهنى مقنع.. وهو الفارق بينها وبين الإعلام المصرى الذى ظل يصرخ ويشتم ويخوض فى أعراض حكام قطر. فى مصر حالة من الفرح والحبور والاحتفالات بغلق قناة "الجزيرة مباشر مصر".. وهو الظاهرة التى تحتاج إلى تحليل وتفسير يفهمه صناع القرار فى القاهرة. الجزيرة قناة واحدة.. ولها إكسسوارات من بينها قناة ملحقة بها "الجزيرة مباشر مصر" ومع ذلك عجزت القاهرة التى تملك العشرات من القنوات الحكومية والخاصة المؤيدة من إيجاد إعلام بديل مبهر ويجذب المصريين بعيدًا عن الجزيرة "المزعجة". أريد أن أقول هنا: إن فرحة الإعلام المصرى واحتفالاته الصاخبة على غلق "مباشر مصر".. هو دليل إدانة لهذا الإعلام "الأهبل" الذى ظل ممسكًا بالطبلة طوال الوقت.. أمام فضائية عرفت تمامًا كيف تضحك عليه وضحكت الدنيا كلها معه. الإعلام المشلول والعاجز والأبله.. فرحان بغلق الجزيرة.. بعد أن هزمته مهنيًا وحرفيًا.. أيًا كان فحوى موادها الإعلامية والسياسية. الفرح بغلق الجزيرة.. يعنى أن مليارات الجنيهات أهدرت على هذا الإعلام المصرى "الغبي" الذى عجز مجتمعًيا فى مواجهة قناة صغيرة ملحقة بالقناة الأم.. ..إعلام خسارة فيه كل هذه الأموال.. ولو كان أصحابها يفهمون لطردوهم فى احتفالية تجريس تنقل على الهواء مباشرة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.