من الأكاذيب التي يرددها "بهاليل" إيران ووكلاء "حزب الله" في مصر، إن الأخير هو الذي انهى "أسطورة" الجيش الإسرائيلي! هذا الادعاء ليس فقط "إهانة" لمصر ولمؤسستها العسكرية، وإنما "كذبة" كبيرة و"قرصنة" رخيصة، تستهدف اختطاف الحقائق التاريخية لصالح المشروع الشيعي التوسعي في المنطقة. الحقيقة المستقرة هي أن الجيش المصري هو الذي انهى "أسطورة" الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وذلك في حرب رمضان ( أكتوبر عام 1973 ). منذ حرب أكتوبر، لم يحقق الجيش الإسرائيلي أي نصر عسكري، إلا على المدنيين والمخيمات والمدن المختطفة على طريقة الجيش الأمريكي في أفغانستان عام 2001 الجيش الإسرائيلي، بعد هزيمته عام 1973، لم يعد ذلك "البعبع" الذي يثير الفزع كما كان قبل هذا التاريخ بمجرد ذكر اسمه، لقد خرج من تلك الحرب "مهزوما" على الصعيدين العسكري والنفسي، على نحو أحاله إلى قوة معطلة غير قادرة على تحقيق أي نصر عسكري حتى على مليشيات أو عصابات مسلحة في حجم ووزن حزب الله. وعندما قال الرئيس الرحال أنور السادات رحمه الله أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب مع الكيان الصهيوني، لم يكن يصادر على المستقبل لصالح ما يسمى ب"السلام".. وإنما لوعيه بأن الجيش الإسرائيلي خرج من حرب أكتوبر وقد جرده الجيش المصري، من كل أسباب القدرة على الصمود امام اي مواجهة عسكرية حتى لو كانت صغيرة.. حيث كانت نتائج العدوان الإسرائيلي على لبنان وعلى غزة فيما بعد هي أحد تجليات نصر أكتوبر العظيم. غير أن الجديد الذي ينبغي الإشارة إليه، هو أن جنرالات الجيش المصري، الذين انتصروا في حرب أكتوبر عام 1973، هم الضباط الذين شاركوا في صنع ثورة 25 يناير.. إذ يظل قادة الجيوش الحاليون الذين يشكلون المجلس العسكري، من القيادات التي تنتمي إلى "جيل أكتوبر".. وهو القاسم المشترك الذي يعطي للثورة المصرية طعما خاصا، يحمل إلينا بعد طول غياب عبق وعبير ونسمات نصر العاشر من رمضان العظيم. [email protected]