ينتظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقاءه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولاية فلوريدا أواخر ديسمبر الجاري، في حين يشهد ملف قطاع غزة حالة جمود سياسي، وفق ما أفاد به مصدر إسرائيلي مطّلع لهيئة البث الرسمية، الجمعة. ونقلت الهيئة العبرية عن المصدر دون تسميته، قوله إن نتنياهو يفضّل تأجيل اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بقطاع غزة إلى ما بعد لقائه ترامب، مشيرا إلى أن الرؤية بشأن مستقبل القطاع لا تزال غير ناضجة، وسط غياب توافق واضح بشأن الخطوات التالية. وأوضح المصدر أن المشهد الميداني والسياسي في مناطق مختلفة، بما في ذلك قطاع غزة ولبنان وسوريا، لم يشهد تغييرات كبيرة، وأن التطورات مرتبطة بنتائج اللقاء المزمع بين نتنياهو وترامب. وأضاف أن النقاشات التي جرت مؤخرا بشأن المرحلة التالية من خطة ترامب الخاصة بقطاع غزة انتهت دون اتخاذ قرارات عملية، رغم تناولها ملفات جوهرية، من بينها نزع سلاح حركة حماس، وانسحاب أوسع لقوات الجيش الإسرائيلي من القطاع، إلى جانب إطلاق مسار لإعادة الإعمار. وبحسب المصدر، طُرحت خلال هذه النقاشات عدة سيناريوهات محتملة للتعامل مع قطاع غزة، راوحت بين انسحاب أمريكي كامل من أي دور مباشر، وبين وجود أمريكي ميداني عبر شركات أمنية خاصة، كما جرى تداول احتمال أن يتولى الجيش الإسرائيلي بنفسه مهمة نزع سلاح حماس، وهو ما قد يفضي في نهاية المطاف إلى فرض إدارة عسكرية على القطاع. وفي وقت سابق من ديسمبر الجاري، قالت متحدثة الحكومة الإسرائيلية إن نتنياهو سيلتقي ترامب يوم 29 من الشهر نفسه، لمناقشة المراحل التالية في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة. وأمس الخميس، قال ترمب إن نتنياهو سيزوره على الأرجح في فلوريدا خلال عطلة عيد الميلاد، دون ذكر موعد محدد. يذكر أنه في 29 سبتمبر الماضي، أعلن ترامب خطة للسلام ووقف الحرب بغزة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع وتشكيل حكومة تكنوقراط ونشر قوة استقرار دولية. وفي 10 أكتوبر المنصرم، دخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فيما خرقت إسرائيل بعض بنوده وماطلت في الانتقال إلى المرحلة الثانية متذرعة ببقاء جندي لها في الأسر بغزة، رغم أن الفصائل الفلسطينية تواصل عمليات البحث عنه وسط الدمار الهائل الذي خلفته الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين. وكان المفترض أن يُنهي الاتفاق إبادة جماعية ارتكبتها تل أبيب على مدى عامين بدءا من 8 أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 70 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد على 171 ألفا، لكن إسرائيل تواصل حتى اليوم خروقاتها وحصارها الخانق على القطاع.