تسود حالة من الترقب قبل انطلاق المحادثات غير مباشرة بين إسرائيل ووفد من حركة حماس فى القاهرة اليوم لبحث تنفيذ خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب على قطاع غزة التى توشك على دخول عامها الثالث وذلك بعد إعلان واشنطن موافقة إسرائيل على خطة الانسحاب الاولى. وعلى منصته للتواصل الاجتماعى «تروث سوشيال» كتب ترامب «بعد مفاوضات، وافقت إسرائيل على خط الانسحاب الأولي، الذى عرضناه وأطلعنا حماس عليه وعندما توافق حماس على ذلك، سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فورًا، وسيبدأ تبادل الأسرى والمفقودين، وسنهيئ الظروف للمرحلة التالية من الانسحاب، التى ستقربنا من نهاية هذه الكارثة». اقرأ أيضًا | الوفد الإسرائيلي المفاوض يتوجه إلى مصر.. ومحادثات غزة تبدأ غدا وأكد ترامب أن هذا الانسحاب أولى لإتاحة الفرصة لإطلاق سراح الرهائن وأن خطته المكونة من عشرين نقطة تتضمن انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلى من غزة تنقل خلاله إسرائيل السيطرة إلى قوة دولية عربية - إسلامية سيتم إنشاؤها، كما تتضمن الخطة نزع السلاح من القطاع. من جهتها، كشفت هيئة البث الاسرائيلية أمس عن أبرز نقاط الخلافية بين حركة حماس وإسرائيل، قبل انطلاق المفاوضات غير المباشرة بينهما. وأوضحت الهيئة أن قضية خطوط الانسحاب تعد واحدة من ثلاث قضايا مركزية محل خلاف بين إسرائيل وحماس، وقالت إن الخلافات تشمل نزع سلاح حماس تدريجيًا، وربط الحركة إطلاق سراح المحتجزين بشروط إضافية. وقالت الهيئة إن التقديرات فى إسرائيل تشير إلى أن ترامب سيتمسك بخطته، ولن يربط إطلاق سراح المحتجزين بأى مسار آخر. وقالت الصحيفة إن نقطة الخلاف الأخرى هى إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على أنه حتى مع إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، لن تغادر القوات الإسرائيلية غزة إلا بعد استيفاء مطالب أخرى، بما فى ذلك نزع سلاح حماس وتحقيق الأمن العام فى غزة. من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس إن الجيش سيبقى فى مناطق سيطرة بقطاع غزة لحماية مستوطنات الموجودة فى غلاف غزة مؤكدًا أنه سيتم نزع سلاح حركة حماس. وأضاف كاتس «نتوقع الآن تنفيذ المرحلة الأولى فى القريب العاجل والإفراج الفورى عن جميع الرهائن». وأوضح أن «الجيش الإسرائيلى متمركز فى قلب مدينة غزة، وهو مستعد لأى طارئ، إذا رفضت حماس الإفراج عن الرهائن، فسيصعّد جيش الدفاع الإسرائيلى من وتيرة إطلاق النار حتى هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن». وأكد كاتس على أن قرار السيطرة على غزة، وانهيار المبانى المتعددة الطوابق، وكثافة عمليات الجيش الإسرائيلى فى المدينة، كلها عوامل أدت إلى إجلاء نحو 900 ألف من السكان نحو الجنوب، مما شكّل ضغطًا هائلًا على حماس . جاء ذلك بعد يوم من توجيه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش انتقادات لاذعة لنتنياهو، قائلا إن قراره بوقف الهجوم على غزة وإجراء مفاوضات لأول مرة دون استمرار إطلاق النار هو خطأ فادح وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت». من جانبه، قال وزير الأمن القومى اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير إنه «إلى جانب هدف تحرير المحتجزين، وهو أمرٌ بالغ الأهمية فى حد ذاته، فإن الهدف المركزى للحرب هو أن لا يبقى لحماس أى وجود» وشدد بن غفير على ضرورة «تدمير حماس» وهدد بأنه لن يكون جزءًا من الحكومة فى حال استمرت حماس بعد إطلاق سراح المحتجزين. وفى الوقت التى تتكثف فيه المساعى لبدء تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب، صعد الجيش الإسرائيلى منذ فجر أمس غاراته على مناطق واسعة فى قطاع غزة لا سيما أحياء مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال دمرت جامعة الأزهر فى مدينة غزة بالكامل. وقال المتحدث باسم الدفاع المدنى بغزة إن الاستهدافات مستمرة ولم تدخل أى شاحنة مساعدات إلى مدينة غزة منذ بدء الحصار عليها. واضاف أن افراد الطاقم لا يستطيعون انتشال عدد من جثامين الشهداء من مناطق عمليات الاحتلال.