من «ترتر» شاهين إلى «تحرش» بهنسى.. بدوى والخياط يتسببان فى أزمة دبلوماسية.. الإبراشى وعراقى يتحولان إلى «مخبرين».. وريهام تحضر العفاريت "زلة اللسان" قد تغتفر لمن يرتكبها دون قصد، ولمن يعمل في أي مجال غير مجال الإعلام والصحافة، فالخطأ فيهما يعنى الوقف عن العمل لأجل غير مسمى، إلا أن البعض يفعل ذلك عن قصد، من خلال الإدلاء بتعليقات صادمة، تخرج في كثير من الأحيان عن الذوق والآداب العامة، غير مبال بغضب الجمهور، أو الاستخفاف بعقول المتابعين، وهو أمر بات من سمات المشهد الإعلامي الراهن. عام 2014، شهد العديد من السقطات الإعلامية، كانت من أبرزها ذلك الخبر الذي أعلنه التليفزيون المصري في 4يناير بالقبض على إخواني إرهابي قال إنه "اعتاد على تفجير نفسه"، ليسخر مذيع بقناة "الجزيرة"، قائلاً: "أنا عايز أعرف هو مات كام مرة قبل ما يقبضوا عليه". كانت التسجيلات التي بثها عبدالرحيم علي ببرنامج "الصندوق الأسود" على قناة "القاهرة والناس" قبل وقف بثه، والتي تضمنت تسريبات لمكالمات هاتفية لنشطاء سياسيين، أحد أبرز السقطات الإعلامية، بحسب العديد من الخبراء الإعلاميين، لأنه تجرأ على اختراق خصوصيات المواطنين. بعد أن فضل الإقامة بالولايات المتحدة رافضًا العودة إلى مصر، حتى لايتم اعتقاله مجددًا، هاجمت لميس الحديدي مقدمة برنامج "هنا العاصمة" على قناة "سى بى سي"، "المخترع الصغير"، قائلة: "فى ستين ألف سلامة.. وإن شا الله ما عنك رجعت.. ومصر فيها مليون واحد أنضف وأحسن منك". وعلى الرغم من كونه رجل دين في الأساس، إلا أن مظهر شاهين مقدم برنامج "الطريق" على شاشة "التحرير" اشتهر بعباراته وسخريته اللاذعة من الإسلاميين خصوصًا، ومنها مهاجمته لأحد المتصلين، قائلا: "الإخوان راجعين.. واحترم نفسك"، ليرد شاهين قائلاً: "عند أم ترتر". عندما تحدثت مراسلة قناة "التحرير" فى ميدان التحرير أثناء الاحتفال بفوز المشير عبدالفتاح السيسى برئاسة الجمهورية عن بعض حالات التحرش، ردت عليها المذيعة مها بهنسي بالقول: "مبسوطين بقى الشعب مبسوط". وإثر تعرضها لانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي والحركات النسوية ومبادرات التحرش لتبريرها واقعة التحرش، بررت ذلك بأنها "لم تكن تعلم أن الميكرفون مفتوحًا، ولم تكن توجه حديثها للمراسلة، واعتقدت أن الأمر مجرد إشاعة". لا يخفى كراهية أحمد موسى مقدم برنامج "على مسئوليتي" على قناة "صدى البلد" لثورة 25يناير، وحبه للرئيس المخلوع حسني مبارك، ما جعله يمنع أحد ضيوفه على الهواء من وصفه له ب "المخلوع"، قائلاً: "من فضلك ما تقولش على مبارك مخلوع.. مبارك تنحى ولم يخلع.. ومعنديش حد فى برنامجى يقول مخلوع". وصل الأمر ببعض المذيعين إلى حد تسببهم في أزمات دبلوماسية كما حدث عندما أغلقت رانيا بدوي، المذيعة بقناة "التحرير"، الهاتف في وجه السفير الإثيوبي بالقاهرة، محمود دردير، وقالت له: "أنت تجاوزت حدودك"، ردًا على قوله لها "أنت لا تفهمين في السدود" في إجابته على أحد أسئلتها. وردت بدوي على إجابة السفير بوصلة من الانتقادات الحادة واتهمته بأنه لا يجيد التعامل بدبلوماسية قبل أن تغلق الهاتف في وجهه، لتنتهى بإغلاق الخط فى وجهه، ولم تراع أن هناك علاقات عربية وإقليمية ودولية ينبغى ألا تكون محلا للنقاش، لأن فيها ثوابت. أماني الخياط، المذيعة بقناة "أون تي في" كادت أن تتسبب في أزمة مع المغرب، بعد أن قالت إن اقتصادها يقوم على أعمال منافية للآداب، ما دفع وزارة الخارجية للاعتذار، وكذا السفير المصري للمغاربة في بيان رسمي، بينما تم إيقاف صاحبة الأزمة عن الظهور في القناة، بعد أن فجرت غضب الشعب المغربي. يوسف الحسيني, مقدم برنامج "السادة المحترمون" الذى يقدمه على فضائية "أون تى فى لايف"، عرض صورًا لمدرسة منهار سقفها فى أحد البلدان العربية على أنها بمحافظة الوادى الجديد، وقام بإجراء مداخلة هاتفية لوكيل وزارة التربية والتعليم صلاح محمد صلاح، اتهمه فيها بالتقصير والإهمال، وهو ما أنكر المسئول وأكد أن الصور مفبركة ولا تمت بصلة لمدارس الوادى الجديد ولا جمهورية مصر العربية. إسلام بحيري، الباحث الإسلامي، قال فى برنامجه على فضائية "القاهرة والناس"، إن دخول الجنة ليس قاصرًا على المسلمين فقط، بل إن غير المسلمين سيدخلون الجنة أيضًا، وإن الإنسان بعمله وليس بعقيدته، وإن الآيات التى ذُكر فيها لفظ النار وجهنم كان المقصود بها "الكفار ومشركو مكة"، فى عهد النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - الذين نص عليهم وحددهم القرآن الكريم. ما يفعله "توفيق عكاشة" بسبّ أى فصيل ضده كل يوم على قناته، يعتبر سقطة كبيرة، إذ لا يهدأ فى برنامجه إلا بعد أن يشتم ويسب كل من كان ضده على سيبل المثال سبه المستمر لفلسطين وثوار 25 يناير وكل من كان ضد النظام. خلال الفترة الأخيرة، ظهر ما يسمى ب "الإعلامي المخبر"، الذي لايجد حرجًا في العمل مع أجهزة الأمن؟، في أعقاب واقعة القبض على الدكتور محمود شعبان أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر، بعد ظهوره مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه "العاشر مساء" على فضائية "دريم"، إذ واجه الأخير انتقادات على نطاق واسع على قيامه ب "تسليم" ضيفه للأمن، بعد أن ألقى القبض عليه من أمام استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي. وعاد الجدل ليتكرر بعد موجة هجوم عنيف تعرضت لها منى عراقي، مقدمة برنامج "المستخبي"، الذي يعرض على قناة "القاهرة والناس"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مساهمتها في القبض على أفراد شبكة للشذوذ الجنسي الجماعي داخل حمام بخار للرجال، في شارع باب البحر في منطقة رمسيس في قلب القاهرة، قالت إنه تُقام داخله وصلات شذوذ جنسي جماعي. كما استحوذت ريهام سعيد، مقدمة برنامج "صبايا الخير"، على فضائية "النهار" على النصيب الأكبر من الجدل، خاصة بعد أن عرضت حلقة عن "مس الجن"، لتبرر الأمر بأنها تهدف من ورائها إلى وجود حل عملى لمثل هذه الحالات، التى تنتشر داخل المجتمع المصرى، نافية إحداثها "شو إعلامي". وقال الكاتب الصحفى يحيى قلاش، عضو مجلس نقابة الصحفيين سابقًا، إن "السقطات الإعلامية كثيرة ومتنوعة ما يدل على افتقاد الكثير من الإعلاميين للمهنية". واعتبر أن "الكارثة الحقيقة تكمن فى قيام غير المتخصصين وغير المؤهلين إعلاميًا لممارسة الدور الإعلامى بصورة خاطئة، ويساعدهم فى ذلك قنواتهم الإعلامية التى تبحث عن الثراء من خلال الإعلانات ورفع نسبة المشاهدة بتقديم مضمون إعلامى هادم للمجتمع". وأضاف قلاش، أن "المنظومة الإعلامية مختلة لعدم وجود رقابة داخلية ولا من الجهات المنظمة للعمل الإعلامي، مؤكدا أن الإعلامى أصبح يفتقد الجانب الأخلاقى".