"مصر أكبر من أن تستمر في هذا الخطأ" عندما يتحدث عالم مصري شاب مثل عصام حجي ليقول تلك الكلمات وأكثر منها منتقدًا النظام الحالي، ومطالبًا إياه -تزامنًا مع الاحتفال بعيد العلم- بضرورة دراسة مشروع العفو الرئاسي للإفراج عن الطلبة وأعضاء هيئة التدريس المحتجزين، فإن هناك ثمة خطأ ما يحدث في هذا البلد. "مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر" بهذا الشعار كان الاحتفال بأول عيد علم يمر على مصر بعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى، في الوقت الذي يقبع فيه الآلاف من الطلاب وأساتذة العلم والعلماء خلف القضبان، إما تحت ركام القبور أو مطاردون. هذا الخطأ الذي ربما أعلن عنه عصام حجي قائلاً: "بمناسبة عيد العلم فإن الجميع يدرك أن الحرية هي أساس الإبداع، لذا ناشد حجي الدولة، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن في هذا اليوم أكبر تكريم للعلم في مصر هو دراسة مشروع العفو الرئاسي للإفراج عن الطلبة وأعضاء هيئة التدريس المحتجزين. وأكد العالم المصري أنه لن يجادل في الأخطاء الذي ارتكبت من كل الأطراف والتي أدت إلى هذا الوضع ولكن مصر أكبر من أن تستمر في هذا الخطأ، مشيرًا إلى أن ما نحتاجه هو أن نكون يدًا واحدة للقضاء على الجهل فليس لنا عدو سواه. ورغم أن الآلاف داخل السجون إلا أن النظام لم ينتبه إلى أن هؤلاء كغيرهم لهم الحق في التعليم والإبداع، يحاكمون ويعتقلون بل ويموتون داخل السجون دون أن ينظر في أمرهم، فيوجد أكثر من 161 أستاذا جامعيا وأكاديميًا من مختلف الجامعات المصرية خلف القضبان، منذ أحداث الثلاثين من يونيو 2013. بخلاف ما يقرب من 2000 طالب معتقل منهم 22 فتاة منذ أغسطس الماضي. ليس ذلك فقط فهناك أكثر من 208 طلاب قتلوا في عدد من الأحداث منذ 30 يونيو منهم 6 طالبات في حين وصل عدد الطلاب المفصولين من الجامعة لأكثر من 510 طلاب، كما وصل عدد الأحكام التي حكم فيها لطلاب ب2377. ويعد من أبرز أسماء أعضاء هيئة التدريس الذين توفوا كان الدكتور ياسر طه مدرس كلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة (شهيد مجزرة الحرس الجمهورى) والدكتور عبد الرحمن عويس، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة (شهيد مجزرة رابعة)، ود.أحمد محمد بهجت عساف، مدرس مساعد قسم الفقه المقارن كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فرع تفهنا الأشراف (شهيد مجزرة المنصة). إضافة إلى العشرات من أعضاء هيئة التدريس تم وقفهم عن العمل وإحالتهم للتحقيق مثل مستشارة الرئيس المعزول محمد مرسي الدكتورة باكينام الشرقاوي والدكتور سيف عبد الفتاح وغيرهم كثيرون. وفي تصريح خاص ل"المصريون"، أكد الطالب محمد عدوى أحد طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة المفصولين، أن "عدد الطلاب المفصولين في الجامعة وصل إلى 124 طالبًا بسبب حرية التعبير، بينما كان جابر نصار رئيس جامعة القاهرة يحتفل بعيد العلم، فأنا بقول لجابر نصار إزاي أنت تحتفل بعيد علم وعندك طلاب متفوقين في جامعتك أنت مفصولين؟". من جهته قال حسين مجدي الباحث الحقوقي، إن الدولة تناقض نفسها لأن الذي تفعله معاكس تمامًا لما تفعله على أرض الواقع، "فالدولة بتحارب الحرية الأكاديمية في الجامعات المصرية وللطلاب في الوقت الذي بيدعى فيه الرئيس السيسي بأهمية البحث العلمى والوقت نفسه الدولة بتتحكم في العملية التعليمية من خلال تعيينها رؤساء الجامعات واتحادات الطلاب بالجامعات".