قالت شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين"- التابعة للامم المتحدة- نقلا عن تقارير منظمة الصحة العالمية إن مصر لديها معدلات انتشار عالية للغاية للأمراض المزمنة مثل التهابات الكبد وتليف وسرطان الكبد، وإن معدلات الإصابة الناجمة عن إجراءات علاج الأسنان أو الإجراءات شبه الطبية في مصر أعلى من الدول المجاورة والدول الأخرى التي لديها ظروف اقتصادية واجتماعية ومعايير صحية مشابهة. وذكر مسئولون فى الشبكة أن مصر صعدت من جهودها لكبح فيروس التهاب الكبد "سي" عن طريق فتح مراكز للعلاج وتقديم الدواء المجاني للفقراء وإطلاق حملة ضخمة لتوعية الجمهور. ونقلوا في هذا الإطاتر عن وحيد دوس رئيس الحملة الوطنية لمكافحة الفيروس الكبدى "سي" "لقد تمكنا من تخصيص المزيد من الأموال لعلاج الفيروس هذا العام. كما وفرنا العلاج المجاني ل 140,000 مريض العام الماضي وحده". وكانت منظمة الصحة العالمية أرجعت فى وقت سابق انتشار العدوى بالفيروسات الكبدية الوبائية الى إجراءات اتخذتها وزارة الصحة المصرية فى اواخر الخمسينات وحتى مطلع الثمانينات لمكافحة مرض البلهارسيا حيث تنقلت الفرق من قرية إلى أخرى من أجل أخذ عينات البراز والبول. وكان يتم علاج المصابين بالديدان بحقنهم بالطرطير المقيئ (tartar emetic). وكان المريض يحتاج إلى ما يصل إلى 16 حقنة على مدى ثلاثة أشهر لقتل تلك الطفيليات. ولم يكن أحد يعرف آنذاك أن التهاب الكبد سي كان كامناً في دم بعض المرضى وكان من النادر تعقيم الإبر بصورة كافية لقتل فيروس مثل التهاب الكبد الفيروسي "سي". وقال حسين الأمين الأخصائي بجامعة أسيوط إن "ما يحتاج الناس إلى معرفته هو أن التهاب الكبد سي يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة في الكبد. والأشخاص المصابون بالمرض منذ عقود مضت قاموا بنشر الفيروس في جميع أنحاء بلادنا". يذكر أن مصر خصصت نحو 100 مليون دولار لعلاج التهاب الكبد سي هذا العام وتم إنشاء قاعدة بيانات وطنية لالتهاب الكبد الفيروسي سي لأول مرة لتمكين مخططي الصحة من وضع سياسات لمكافحة الفيروس. وحصل ما يقرب من 160 ألف شخص على اللقاح المضاد لمرض التهاب الكبد الفيروسي "سي" العام الماضي وتخطط الحكومة إلى إعطاء اللقاحات إلى المزيد من المصريين في الأعوام القادمة ، وقد تم أيضاً إنشاء العديد من المراكز المتخصصة في أمراض الكبد. وقالت منال حمدي السيد العضوة في الحملة الوطنية لمكافحة فيروس سي "تقدم المراكز خدمات لا غنى عنها للأطفال الحاملين للفيروس. وأحد المهام التي تقوم بها تلك المراكز هي تحديد نوع العلاج الذي يجب على الأطفال اتباعه". وتشير التقديرات إلى أن هناك 3 أطفال من بين كل 1000 طفل يحملون الفيروس، وهذا يشير إلى أن العدد الإجمالي للأطفال المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي "سي" في مصر هو 240 ألف وأن هذا العدد لا يمثل سوى جزء فقط من عدد المصريين الأكبر سناً الحاملين لنفس الفيروس. وطبقاً لوحيد دوس فإن 25 % من الناس الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً و3 %ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و 30 عاماً مصابون بالتهاب الكبد سي ، وان التمويل الحكومى مازال عاجزا عن تلبية الاحتياجات الوطنية وقال حسين الأمين وهو أخصائي بجامعة أسيوط، إن "المشكلة في هذا المرض هي أن علاجه مكلف جداً. وهذا يعني أن الحكومة تحتاج إلى إنفاق المزيد والمزيد من الأموال لو أرادت إيقاف الانتشار الكبير للفيروس". ويقول الخبراء أن علاج المريض الواحد يكلف ما يصل إلى 8,333 دولاراً في العام، وهناك عدد كبير من الناس لا يمكنهم دفع مصاريف علاجهم وهو ما يعني أن الحكومة هي التي تتحمل تلك المصاريف. وتؤكد منال حمدي السيد من الحملة الوطنية لمكافحة فيروس "سي"، أن "قافتنا الطبية نفسها هي أيضاً جزء من المشكلة، فالأدوات المستخدمة بواسطة أطباء الأسنان والحلاقين والعاملين في المختبرات الطبية في أنحاء البلاد هم أيضا عوامل وراء انتشار التهاب الكبد "سي". فبعض الحلاقين نادراً ما يعقمون أدواتهم وهو ما يفتح الطريق أمام الإصابة بالمرض على نطاق واسع".