اليوم يدخل ناديا القمة مباراتين ستتحكمان بشكل مباشر في قمة السبت القادم خاصة وأن حالة كل منهما حاليا مختلفة عما كانت عليه في لقائيهما خلال نصف الموسم الحالي في بطولة الأندية الأفريقية التي خرج منهما الأهلي متفوقا أداء ونتيجة. الزمالك استعاد بعضا من قوته الضاربة في الملعب وخارج الخطوط من حيث قدرة جهازه الفني على قيادة المباراة ومفاجأة المنافسين تكتيكيا في أي وقت منها، من خلال القدرة على قراءة ما يجري داخل الملعب، والأوراق التي يلعب بها الفريق الآخر. لا استطيع أن أقول إن الزمالك حاليا في أحسن حالاته، لكن بالفعل هناك روح جديدة، ولاعبون هم الأفضل مهارات في مصر إذا عرفوا الاستقرار والهدوء النفسي ونالوا حقوقهم المالية، وهذا ما يفعله مجلس الادارة الحالي برئاسة الزميل مرسي عطالله الذي يمنح اللاعبين مكافآتهم عقب المباراة مباشرة. أية نتيجة أخرى للزمالك غير الفوز على "المقاولون العرب" ستعني إن الروح الجديدة ستنقلب إلى العكس تماما في مباراة القمة، فكما يقول الكرويون، الفوز يؤدي الى الفوز والهزيمة تجر الهزيمة! والزمالك فريق يتسم منذ سنوات طويلة بالحالة الفنية العالية وبالمزاجية أيضا! والهتاف لمدرسة الفن واللعب والهندسة، كثيرا ما اصطدم بذلك الكوكتيل الزملكاوي، الذي يترجمه اللاعبون بقمة الأداء والمزاج العالي في مباراة، ثم فجأة وبدون أية مقدمات ينقلب الحال إلى النقيض! ولذلك يخشى الزملكاوية من مباراة المقاولون لكونها تسبق لقاء القمة، وتقلقهم الشحنات الاعلامية الزائدة عن الحد التي نالها لاعبوه بعد فوزهم وأدائهم الجيد في مباراتي الاتحاد بالاسكندرية واسمنت السويس بالقاهرة! هذا القلق ترجمه مدربه أحمد رمزي حين طالب بعدم المبالغة، فالزمالك لم يحقق بطولة، ولم يصل إلى قمة الدوري الذي لا يزال محجوزا للاهلي! النظر الى التشكيل وقدرة مانويل كاجودا على تثبيته، ورفع لياقة لاعبيه البدنية لأنه يركز أكثر في تدريباته على نواحي اللياقة، يجعلنا نرى الأمر مختلفا، فهناك خط هجوم يتكون من جمال حمزة وعبد الحليم علي، وهما من أخطر المهاجمين في مصر لو كانا في حالتهما. أداؤهما في المباراتين السابقتين يشيران إلى أنهما يشكلان حاليا صداعا في عقل مانويل جوزيه مدرب الأهلي، الذي سيواجه لأول مرة مواطنه البرتغالي مانويل كاجودا، وكل منهما سيحاول اثبات أنه الأفضل تكتيكيا وإدارة للمباراة. خط وسط الزمالك يضم الداهية حازم امام الذي يوصل زملاءه لمرمى المنافس من أقصر طريق، وهي لعبة يؤديها في لمح البصر ولا يملكها غيره من لاعبينا المصريين! يخشى الزمالك أيضا في مباراة اليوم من الانذار الثاني، فلاعبو المهارات والتهديف لديهم انذارات، لذلك أي اعتراض على التحكيم أو أية لعبة خشنة أو غير قانونية ستكلف لاعبا أو اثنين أو اكثر الخروج من لقاء القمة، وسيكون خسارة كبيرة لمدربهم البرتغالي! إذا كانت هذه هي حالة الزمالك، فالأهلي من جانبه يعاني من الاصابات في لاعبيه المؤثرين، مثل الفدائي وائل جمعة الذي لم يتحدد حتى الآن مدى قدرته على المشاركة في القمة، كذلك محمد بركات ومحمد شوقي. لكن الأكثر تأثيرا في الأهلي وظهر ذلك خلال مبارياته السابقة هو غياب ظهيره الأيسر جلبرتو، إنه الدينامو الذي لا يهدأ والذي تشكل انطلاقاته خطورة كبيرة على دفاع الفرق المنافسة. الأهلي فاز بالسوبر الأفريقي مع أنه لم يكن مقنعا، وارتكب دفاعه أخطاء لم نكن نراها في السابق ومن احداها حصل انفراد كامل لمهاجم مغربي لو ركز فيها لأحرز هدفا بمنتهى السهولة، والحمد لله أنه لم يركز وان عقله طار في هذه اللحظة! كذلك لم يكن مانويل جوزيه موفقا في اختيار تشكيلته وتغييراته للاعبيه، كما أنه أخطأ في السابق في الاعتماد الكامل على لاعبين بعينهم بحجة الثبات دون أن يدفع ببدلاء أكفاء كان يمكنهم أن يسدوا غياب جلبرتو لو أخذوا فرصتهم عدة مرات مثل اللاعب المهاري محمد عبد الله الذي يجيد اللعب في الجانبين الأيمن والأيسر.. ولم يعط الفرصة حتى الآن للاعب الناشئ شديد قناوي الذي يشيد مدربوه بامكانياته العالية! عماد متعب كمهاجم نهاز للفرص ويشكل خطورة بالغة لم يكن جيدا في مباراة السوبر، وفلافيو ذهب لحضور مباراة ودية مع منتخب بلاده في كوريا الجنوبية، ولا أعرف سبب سماح الأهلي له بالسفر، على أن يعود يوم الخميس ليشارك في مباراة السبت! ستكون رحلة مرهقة تؤثر على مجهوده، إلا إذا كان جوزيه لا يضعه في اعتباره، مع أن هناك نقصا في هجوم الأهلي نتيجة أن أسامة حسني لم يتعاف تماما من اصابته! عموما تعودنا من الفريقين على مفاجأتنا في لقاءات القمة، فتظهر نجوم جديدة تتلألئ في سماء الكرة المصرية، وهذا ما نتمناه. [email protected]