لم يعرف ناديا الأهلى والزمالك، مثل هذا الظرف الاستثنائى فى تاريخهما معاً.. وهو أن يلتقى الفريقان معاً مرتين خلال أسبوع واحد، ودون أن يكون هناك أى نشاط كروى آخر، مما يجعل الضغط الاعلامى منصباً عليهما فقط، ولاشغلة أخرى له سوى الكلام عن المواجهة الجديدة بين فريقى الأهلى والزمالك لكرة القدم والتى ستقام يوم الأحد القادم، وبعد أسبوع واحد بالتمام والكمال من مواجهتهما التى فاز بها الأهلى (2/1) فى دورى دور الثمانية لبطولة أفريقيا للأندية. وبدون توقف فقد اضطر كل من البرتغالى مانويل جوزيه والألمانى راينر هولمان إلى فتح ملف (القمة) من جديد، وابتداء من اليوم استعداداً لمباراة الأحد القادم فى (السوبر المصرى).. أى انها مباراة ببطولة، واستعدادات الفريقين لها ستكون بكل الأوراق المتاحة للمدربين من لاعبين جدد وقدامى، لأنهما لن يكونا محكومين بالعدد المحدود فى القائمة الافريقية، ولذلك كانت تأكيدات جوزيه وهولمان فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب مباراتهما الأفريقية أن اللقاء فى السوبر سيكون مختلفاً فى الشكل والعنوان، لأنه بطولة منفردة. ومن جانبه أكد رئيس اتحاد الكرة سمير زاهر أن لقاء السوبر المصرى سيقام فى موعده يوم الأحد القادم، وأنه أعطى تعليمات فورية إلى لجنة الحكام الرئيسية بالاتفاق مع طاقم تحكيم أوروبى لإدارة هذه المباراة بين الأهلى والزمالك.. وأنه متفائل بنجاحها بعد السلوك المتميز الذى أظهره جمهور الناديين، والذى ضرب أوهام حالة الاحتقان التى تداولتها الفضائيات فى مقتل، حتى أنها روجت بشدة لتأجيل لقاء السوبر أو إلغائه. لقاء الذهاب الافريقى انتهى بفوز الأهلى على الزمالك (2/1) بعد أداء قوى بين الفريقين تجاوز عقبات وتحديات بداية الموسم الذى لم يبدأ بالأصل فى مصر، حيث ماتزال كل الأندية تؤدى برامج الاعداد لهذا الموسم، وتجاوز الفريقان أيضاً الصعوبة المتوقعة لدرجة الانسجام بسبب دخول عناصر جديدة فى الفريقين.. ولكن فى النهاية جاءت النتيجة معبرة عن الواقع، الذى يزكى الأهلى ويعطيه مقومات أفضل فى هذه المرحلة المبكرة من الموسم، لأن الأهلى أكثر استقراراً بجهازه الفنى الذى دخل مع الفريق عامه الخامس دون تغيير يذكر، وأيضاً عناصر تشكيلته الاساسية التى لم يدخل فيها خلال المباراة سوى عنصرين جديدين هما أحمد حسن صاحب هدف الترجيح وسيد معوض الذى شارك فى جزء بسيط من المباراة.. على العكس من فريق الزمالك الذى يتعامل مع جهاز فنى جديد عمره أسبوعان فقط، واضطر هولمان أن يعتمد على أكثر من عنصر جديد لم ينسجم مع الفريق بالقدر الكافى، مثل أجوجو الذى لعب بشكل اضطرارى لغياب شيكابالا وعمرو زكى، ثم هانى سعيد الذى دفع به هولمان فى منتصف الشوط الثانى فى مركز محورى بوسط الملعب فى محاولة لانقاذ المباراة بعد الهدف الثانى للأهلى، لكنه لم يفعل شيئاً. لذلك فقد فاز الأهلى بفارق الاستقرار والثقة، ومع ذلك لم يكن الزمالك ببعيد عن أجواء المواجهة والندية والرغبة فى الفوز، وهذا ما يعبر عن فارق الهدف الواحد فى النتيجة النهائية، وقد لعبت الأخطاء الدفاعية الساذجة لمدافعى الزمالك سبباً رئيسياً فى هدفى الأهلى، وهذا باعتراف راينر هولمان. الأهلى تقدم بهدف مباغت بعد 28 دقيقة من الكفاح المتبادل بين الفريقين والخطورة النوعية على مرمى كل من عبدالواحد السيد وأمير عبدالحميد، حتى بدا للمتابعين أن المباراة يمكن ان تكون بلا أهداف بسبب الأداء التكتيكى الذى عمد إليه المدربان جوزيه وهولمان، فتحركات المهاجمين تصطدم بزحام لاعبى الفريق الخصم من نصف الملعب وحول منطقة الجزاء.. ولكن بكل بساطة وبشكل مفاجئ يهدى مدافع الزمالك محمد عبدالله الكرة بسهولة شديدة للصاروخ الأحمر جيلبرتو الذى يعكسها فى غمضة عين إلى مواطنه فلافيو المنفرد ليحولها بدوره وبشكل مباشر داخل شباك عبدالواحد السيد.. وكان هذا الهدف سبباً فى تحولات تكتيكية جديدة على أرض الملعب من الفريقين. بعد الهدف تمكن الأهلى من السيطرة على أحداث اللقاء، ولكنه لم يستغل هذه السيطرة لاحراز اهداف أخرى مستغلاً حالة الاهتزاز النفسى التى لحقت بفريق الزمالك.. ولأن الهدف غال جداً، فقد كان حرص لاعبى الأهلى للحفاظ علىه أكبر من سعيهم لإضافة هدف آخر على الأقل حتى انتهى الشوط الأول بهذا الهدف. وعلى العكس كانت الصورة مع بداية الشوط الثانى، فظهر مع هذه البداية إصرار لاعبى الزمالك على إدراك الفوز والضغوط بشدة على الأهلى ومحاصرته فى نصف ملعبه بحثاً عن هدف التعادل، وكانت تحركات مدروسة وفعالة، وبدأ أمير عبدالحميد يظهر فى الصورة أكثر من اللازم.. ونتيجة لهذا الضغط تمكن النجم جمال حمزة من التعادل للزمالك بقذيفة ماكرة وجدت لمسة سحرية من مدافع الأهلى وائل جمعة، لتشق طريقها بسهولة إلى شباك الحارس أمير وتهزها بقوة برغم محاولته لمنع الكرة، ولكنها كانت بعيدة عن يده. الهدف أكد حالة الإجادة المشتركة بين الفريقين.. ولكن يبقى عامل الخبرة والاستقرار ذا تأثير خفى، ومتمثلاً فى الإرادة الجامحة للاعبى الأهلى الذين استعادوا فوزهم بعد دقائق قليلة وبقذيفة أخرى من النجم أحمد حسن فى شباك عبدالواحد السيد، وهى قذيفة من ضربة حرة مباشرة أحسن لاعبو الأهلى تقديم الخداع لها ليصوبها أحمد حسن أرضية قاتلة بعد دقائق من هدف الزمالك. بعد هذا الهدف حدثت تحولات مهمة جدا على أرض الملعب بدخول محمد سمير ليبرو الأهلى بدلاً من وائل جمعة، ثم سيد معوض بدلاً من فلافيو لدعم الوسط والدفاع، بينما خرج اجوجو ولعب عبدالحليم على، ثم هانى سعيد بدلاً من أبو العلا، ولم يخدم هذا التغيير هجوم الزمالك.. لتنتهى المواجهة بفوز الأهلى وحصوله على الثلاث نقاط، ليتساوى بذلك مع ديناموز هرارى بطل زيمبابوى على صدارة المجموعة الافريقية الأولى..