مليونية الإسلاميين

الأقلية السياسية "المهمشة"، ظلت خلال الأيام الماضية، تصرخ في الفضائيات خوفا من مليونية يوم غد!
الخوف كان بزعم أن أجواء التوتر غير مناسبة!.. فيما كان وكلاؤهم يثيرون الرعب والفزع في العباسية، ويوجهون شتائمهم وبذاءاتهم للجيش صباحا، ويواصلون استفزازهم له على فضائيات "غسيل الأموال" مساءا.
القلق لم يكن لوجه الله، وإنما خوفا، من اعادة الشارع الذي اختطفوه إلى الثوار الحقيقيين.. كان خوفا من تعرية وزنهم الحقيقي على الأرض.. كان خوفا من استعراض الخريطة السياسية الحقيقة على الفضائيات بدلا من تلك "المزورة" التي ظلت مختطفة ميدان التحرير بعد مليونية 8 يوليو، وتحولت إلى وثيقة "مضروبة" مورس باسمها كل عمليات البلطجة ضد المؤسسة العسكرية والشعب وفي أكثر نسخها بذاءة وقلة أدب.
اللهجة اختلفت بعد اصرار القوى الإسلامية على المضي قدما نحو التحضير لمليونية 29 يوليو.. حيث أعلن "المهمشون" عن ترحيبهم للمليونية وأبدوا رغبتهم في المشاركة بها!
إنها صنعة "ركوب الموجة" أو على الأقل، البحث عن مخرج لرتق الفضيحة المتوقعة حال بدا المشهد يوم الجمعة القادم، ذات فحوى اسلامي خالص.. سيما وأنه سيكون رسالة إلى العالم كله، بأن الرقم الأهم عادة ما يترفع عن شغب الشوارع غير المسؤول، وأنه عاد إليه لتصحيح الصورة واعادة الثورة إلى نقائها ووهجها واخلاقها النبيلة مجددا، فضلا عن ابراق الرسالة الأهم، الخاصة بأوراق اللعبة السياسة في مصر ما بعد الثورة.
وايا كان الأمر، فإن مليونية يوم غد، هي تعبير عن التيار الأساسي الذي شارك في صنع الثورة من جهة، وعن القوى الاجتماعية والثقل السياسي الأكثر تأثيرا في رسم صورة مصر الديمقراطية مستقبلا.. ويظل على التيار الأساسي "الاغلبية" مسئولية احتواء "الاقلية".. وعلى هذا الأساس فإنه من المفترض، ان يتحمل الاسلاميون مسؤوليتهم في أن تمتد مظلتهم لتشمل الجميع، بمن فيهم معتصمو الميدان، لأن من بينهم شبابا متحمسا حسن النية، قد يكون ضحية غوغائية اليسار المتطرف على الفضائيات، فضلا عن أن الثورة لم تكتمل بعد، وهناك فعلا مطالب مشروعة، لا ينبغي أن تترك بضاعة للمتاجرة بها من قبل القوى السياسية الانتهازية والحالمة في سرقة السلطة بعيدا عن الانتخابات.. أو ترك صورة عن الإسلاميين باعتبارهم قد خذلوا الثورة والثوار.. ولعل مراجعة المواقف على الأرض وداخل الحركة الإسلامية، تفضى بطبيعة الحال، إلى الاطمئنان لصحة خيار المليونية وتوقيتها.. ونأمل أن تكون مليونية للمصريين جميعا تعيد لميدان التحرير هيبته وقيمته الروحية مجددا.
almesryoonmahmod@gmail.com