ببساطة هل يمكن القول إن الفتنة الدامية في العراق وأحداث العنف في السعودية والتحركات الجارية أو التي جرت في منطقة الخليج مقدمة وتبرير لإرسال قوات عربية إلى العراق لكي ترفع العبء عن قوات الاحتلال وتعمل تحت شعار حفظ السلام بينما تقبع القوات الأمريكية في قواعدها آمنة ومسيطرة على النفط وعلى الأوضاع الاستراتيجية في العراق وما حوله. إن الصورة تبدو وكأن الأمر كذلك. لقد تفجرت الفتنة العراقية بمجرد وفور رحيل وزيرة الخارجية الأمريكية عن المنطقة وسط حديث بأنها بحثت إرسال قوات عربية مع الحكومات التي زارتها.والفتنة الحربية التي تحمل كل علامات العمليات الاستخبارية الإسرائيلية والأمريكية بدأ استخدامها لتبرير إرسال قوات عربية تحت حجة انها هي الاقدر على احلال السلام لاسيما وان الصراع بالعراق أصبح الآن (حسب تصوير أجهزة الدعاية الغربية والعربية) صراعا بين مسلمين وعرب وليس صراعا مع محتلين أجانب بل على العكس فإن الاحتلال وتداعياته اختفت من الصورة تماما وظهر فقط الصراع الطائفي. ويثبت هذا التصور أن تركيا (عضو حلف الأطلنطي والمشتاقة باستماتة إلى إظهار الولاء للغرب) تحركت في 27 فبراير لتدعو إلى عقد اجتماع حول ما وصف بالعنف الطائفي تحضره دول الجوار مع تركيز خاص على مصر والبحرين وهو ما يلفت النظر لآن مصر هي المطلوب منها إرسال قوات أكثر فضلا عن توصيفها على أنها بلد سني في حين توصف البحرين بالبلد الشيعي لوجود كتلة شيعية كبرى هناك. إذن الفتنة العراقية تبدو بكل المقاييس كما لو كانت العذر والمبرر لإرسال قوات عربية بحجة حل الصراع بين الأشقاء المسلمين والعرب وهذا أمر قد يمر بينما كانت الفكرة السابقة إرسال القوات العربية لحفظ السلام وتحمل أعباء قوات الاحتلال. ويتضافر مع هذا العذر تفجر عدة أحداث أمنية في السعودية نسبت إلى القاعدة مما يفتح الطريق لتبرير إرسال القوات العربية المتنوعة إلى العراق الذي يوصف الآن بأنه المقر الرئيسي للقاعدة في المنطقة بجانب أن القاعدة متهمة بأنها أشعلت الفتنة الطائفية. ولذلك سيبدو منطقيا أن تدخل بعض الدول الخليجية على الخط تحت تبرير العمل الوقائي ضد هجمات القاعدة المتصاعدة. ويتواكب مع هذا التيار التحضيري لإرسال القوات العربية إلى العراق فورة من التحركات في دول مثل البحرين والإمارات والكويت جاءت على غير المنتظر وفي فترة من الهدوء وإنكماش النشاط بحيث بدت هي الأخرى بدون أي مبرر سوى أنها جاءت بدافع التشاور مع تلك الحكومات لتمويل ومساندة عملية إرسال القوات العربية. إن هذه القراءة للأحداث ربما تكشف عما سيحدث في الأيام القادمة [email protected]