قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر بساكي، إن "واشنطن في هذه المرحلة لا تزال تجمع الحقائق حول ما يحدث ببوركينا فاسو، ولن نحدد سياسة أو وضع قانوني في هذه المرحلة". جاء ذلك في معرض ردها على سؤال لأحد الصحفيين خلال الموجز الصحفي للوزارة من واشنطن حول ما إذا كان الولاياتالمتحدة ستعتبر ما حدث "انقلابًا عسكريًا". ودعت بساكي الجيش إلى إعادة مقاليد البلاد بيد السلطات المدنية لانتخاب رئيس لها. وأضافت بساكي : "ندعو مجدداً إلى تحول سياسي يقوده المدنيون ويتبع روح الدستور ويتحرك بأسرع ما يمكن تجاه انتخابات رئاسية حرة وعادلة". وأشارت بساكي إلى أن أن الوضع في بوركينا فاسو لايزال "غير واضح" بسبب "الفراغ السياسي الذي خلفه رحيل الرئيس بليز كمباوري والقادة الحكوميين بما في ذلك أعضاء الجمعية الوطنية (البرلمان)". وبحسب الخارجية الأمريكية فإن الولاياتالمتحدة تمنح بوركينا فاسو مساعدات بقيمة 14,8 مليون دولار ضمن الميزانية المالية لعام 2014 ، منها 5 ملايين دولار لبرنامج الغذاء لأجل السلام، و9,5 مليون دولار كجزء من برامج الصحة العالمية و250 ألف دولار ضمن ميزانية التدريب والتثقيف العسكري الدولي. وأطاحت انتفاضة شعبية تواصلت على مدى يومين في العاصمة البوركينية واغادوغو، اندلعت الخميس الماضي، وسرت عدواها سريعا إلى بقية مناطق البلاد، بحكم الرئيس البوركيني بليز كمباوري الذي امتد ل 27 عاما، وذلك عقب تقديم الأخير لمشروع قانون أراد بموجبه تعديل المادة الدستورية التي تقف عقبة أمام ترشّحه لولاية رئاسية ثالثة، في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2015. وعقب تقديمه لاستقالته من مهام الرئاسة في بوركينا فاسو، يوم الجمعة الماضي، غادر كمباوري العاصمة البوركينية واغادوغو في اتجاه الجنوب الشرقي للبلاد، الواقع على الحدود مع غانا، قبل أن يعبرها نحو العاصمة الإيفوارية ياموسوكرو، حيث حصل على اللجوء مع زوجته الإيفوارية. والسبت الماضي، أعلنت قيادة أركان الجيش في بوركينافاسو، في مؤتمر صحفي، أن العميد إيزاك زيدا، الرجل الثاني في الحرس الرئاسي تحت حكم ، كومباوري، هو الرئيس الانتقالي للبلاد. وتعهد زيدا، اليوم الإثنين، خلال لقاء مع دبلوماسيين وبحضور وسائل الإعلام بانتقال "في إطار دستوري" وفي "أقرب الآجال"، بحسب مراسل الأناضول. وفي الوقت الذي وصفت فيه المعارضة البوركينية والمجتمع المدني تسلّم الجيش لمقاليد البلاد ب "مصادرة" انتصار الشعب، أكّد العميد "زيدا" أنّ دور الجيش لا يتمثّل في "اغتصاب" السلطة، ولكن مهمته الأساسية هي تأمين العملية الانتقالية، دون تقديم تفاصيل حول موعد تشكيل الهيئة الانتقالية.