فى وقته تماماً – على الأقل بالنسبة لى – جاء كتاب : مائة عام من معارك الإسلاميين فى مصر ، للكاتب العبقرى محمود سلطان ، توقيت الكتاب مثالى بامتياز ، فالكتاب يحكى عدداً من أشهر معارك الإسلاميين فى مصر خلال القرن الماضى ، بينما تدور معركة كبرى وتاريخية فى سلسلة هذه المعارك . فإذا كنت من أبناء الحركة الإسلامية فإن هذا الكتاب يقدم لك خدمات جليلة ، يكفى أنه يذكرك بأنك فى معركة ، وأنك جندى على ثغر من ثغور الإسلام ، يكفى أن يذكرك أن من سبقوك سلموك الراية مرفوعة عالية ، وأن من سبقوك قاتلوا قتال الأبطال الأشاوس بالرغم من أن خصومهم كانوا أقوى وأوقح من خصومك بكثير . كمثل كاتبه الرائع جاء الكتاب جرعة مركزة من النضال والمقاومة والإستماتة دفاعاً عن حياض الشريعة أمام جحافل النفاق والزيف واستباحة كل مقدس ومحاولة لخلخة كل ثابت ، الكتاب يعطيك شحنة مشاعر ، ويمدك بوقود سوبر فى زمان المعارك الفاصلة ، الكتاب يجبرك مع كل سطر وكل معركة من معاركه على إدراك مدى تطابق الليلة بالبارحة بشكل مدهش وعجيب ، النفاق ملة واحدة ، والشبهات هى هى ، والكذب هو هو ، لا جديد سوى فى الإسم والرسم ، أما الدجل ، والقبح فواحد . الكتاب شحنة مركزة من المشاعر النضالية ، ووثيقة محترمة لمائة عام من الصراع بين القابضين على الجمر وبين الأذناب ، وقد ألهمتنى صفحاته أفكاراً أظنها مهمة ، كما منحتنى معاركه – إضافة إلى الشحنة العاطفية القوية - منحتنى أيضاً نوعاً من الفهم والإدراك والتصور الكلى للمشهد الحالى . فى هذا الكتاب رأيت سنة التدافع سنة حاضرة لا تتخلف وأدركت أن استراحة المقاتل تكون عند باب الجنة وأن على الإسلاميين أن يدركوا أن الصراع بين الحق والباطل أزلى وأبدى ، لذا فلا يصلين احدهم العصر إلا فى بنى قريظة، وفى هذا الكتاب عشت مع مداخلات كاتبى المفضل محمود سلطان وإشاراته العبقرية التى تنم عن وعى عجيب لطبيعة المعركة ونفسية الخصوم ، فى هذا الكتاب رأيت التاريخ يعيد نفسه ، بل رأيت المعارك القديمة أشد وأشرس ، ورأيت خصوم التيار الإسلامى القدامى أكثر وقاحة وبجاحة وقبحاً ، فى هذا الكتاب إكتشفت أن خصومنا نسخة واحدة ، بيوتهم أوهى من بيوت العنكبوت وحجتهم داحضة ، سلوكهم واحد فى الكذب والتشويش والحيدة وجحد الحق إذا كان عليهم ، فى هذا الكتاب رأيت صناعة الغرب للنخب العربية ثم زراعتها بدهاء إبليسى لتقوم بدورها فى نشر العلل فى جسد أمتنا الطاهر ، فى هذا الكتاب تذكرت الأزهر الجميل الذى يزمجر ويتوعد ويكشر عن أنيابه حين يتجرأ واحد من السفهاء على جناب الدين ، فى كتاب مائة عام من معارك الإسلاميين فى مصر خضت فى غرفتى بعد صلاة الفجر كل يوم ولأسبوع خضت معركة الإسلام وأصول الحكم ومعركة الشعر الجاهلى ومعركة وليمة أعشاب البحر ومعركة نصر أبو زيد وغير ذلك من المعارك ، وقفت فى هذه المعارك مع الرافعى وشاكر وغيرهما منافحاً ومدافعاً وعاضاً بنواجذى على أعز وأغلى ما أملكه ألا وهو دينى حتى أفقت على الورقة الأخيرة فى كتاب : مائة عام من معارك الإسلاميين فى مصر ، لواحد من أبطال هذه المعارك وواحد ممن ساهموا فى الاستماتة لإيقاظ الوعى الشعبى فى العشرين سنة الأخيرة من عمر هذا البلد ، فى النهاية وجدتنى ولأيام بعد الإنتهاء من هذا الكتاب المثير أقول : محمود سلطان شكراً ملاحظة : فى نهاية الكتاب تأكدت أن المعارك مهما اشتدت فإن الإسلاميين لم ينهزموا فى النهاية قط ،وأن العاقبة لنا ولابد . [email protected]