حدوتة مصرية.. اسمها الزمالك    جوزيه جوميز عن خصم السوبر الأفريقي: سأود مواجهة الأهلي إذا كنت سأفوز باللقب    جوزيه جوميز يتحدث عن.. اقترابه من تدريب الأهلي.. الحاجة ل8 صفقات.. وسحر جماهير الزمالك    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    بلينكن: طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية يعقد اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس    ملف رياضة مصراوي.. إصابة أحمد حمدي بالصليبي.. فوز الزمالك على الأهلي.. والموت يفجع رئيس الترجي    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    الزمالك: الكاف المسؤول عن تنظيم نهائي الكونفدرالية    19 صورة ترصد لحظة خروج جثامين ضحايا معدية "أبوغالب" من المشرحة    «أقدار مرتبة».. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهس سيدتين    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    التسجيل سند للمطلقات.. الخطوات والأوراق المطلوبة    شارك صحافة من وإلى المواطن    خبير في الشأن الإيراني يوضح أبرز المرشحين لخلافه إبراهيم رئيسي (فيديو)    كواليس اجتماع الكاف مع الأهلي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا لوضع ضوابط خاصة    أول رد رسمي من إنبي على أنباء تفاوض الأهلي مع محمد حمدي    رويترز: الحكومة الأيرلندية ستعلن اليوم الأربعاء اعترافها بدولة فلسطين    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 22 مايو 2024    عاجل - نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الجيزة.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني Natiga.Giza    قناة السويس تتجمل ليلاً بمشاهد رائعة في بورسعيد.. فيديو    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    «لقطة اليوم».. إمام مسجد يضع المياه والطعام لحيوانات الشارع في الحر الشديد (فيديو)    «من الجبل الأسود» تارا عماد تحقق حلم والدتها بعد وفاتها.. ماذا هو؟    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم وحديقة الخالدين    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    5 أسباب تؤدي إلى الإصابة بالربو.. تعرف عليهم    هل وفاة الرئيس الإيراني حادث مدبر؟.. مصطفى الفقي يجيب    كاميرات مطار القاهرة تكذب أجنبي ادعى استبدال أمواله    أمن قنا يسيطر على حريق قطار ولا يوجد إصابات    فيديو.. يوسف الحسيني يتحدث عن فِكر الإخوان للتعامل مع حادث معدية أبو غالب: بيعملوا ملطمة    الخارجية القطرية تدعو للوقف الفوري لما يجري في غزة    الهلال الأحمر الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الشهداء في جنين إلى 8 وإصابة 21 آخرين    أول فوج وصل وهذه الفئات محظورة من فريضة الحج 1445    حظك اليوم برج الميزان الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. لا تتردد    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    ضد الزوج ولا حماية للزوجة؟ جدل حول وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق ب"كلمة أخيرة"    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    قبل قدوم عيد الأضحى.. أبرز 11 فتوى عن الأضحية    عمر مرموش يجرى جراحة ناجحة فى يده اليسرى    بعبوة صدمية.. «القسام» توقع قتلى من جنود الاحتلال في تل الزعتر    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    بعد ضبطه ب«55 ألف دولار».. إخلاء سبيل مصمم الأزياء إسلام سعد    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    الأعلى لشئون الإسلام وقيادات الإعلام يتوافقون على ضوابط تصوير الجنازات    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد سير العمل والخدمات الطبية بمستشفى الحسينية    هل وصل متحور كورونا الجديد FLiRT لمصر؟ المصل واللقاح تجيب (فيديو)    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوارات هيكل (الجزء الرابع)
نشر في الشروق الجديد يوم 21 - 04 - 2010

واصل الكاتب الكبير تحليله لأحداث حربى 67 و73 فى برنامجه تجربة حياة، فى حلقة بعنوان المدافع والبشر:
بعد أسابيع من صدمة 5 يونيو سنة 67 كانت فى مصر فى واقع الأمر جبهتين، جبهة ميدان القتال والإعداد للحرب والوقوف وراء المجهود الحربى، وجبهة أخرى فى الجبهة الداخلية.
انقسام جبهتين من طبائع الأمور فى التاريخ كله فى الاستمرار فى ميدان قتال معبأ لأقصى درجة وهناك جبهة داخلية تساند فى ميدان القتال، لكن التعبئة بها ليست بالأوامر ولكن بالشعب وتعبئة مختلفة والتنبؤ والتنوع مختلف.
وجبهة ميدان القتال كان فيها جمال عبدالناصر القائد العام للقوات المسلحة فى هذا الوقت وكان الفريق فوزى وعبدالمنعم رياض وكان هناك مجلس وزراء ومجلس وزراء موجودون مهتمون أكثر بالمجهود الحربى فى جهات وفى مخابرات، وهناك جبهة تمثل الدولة بشكل عام وشكل إجمالى وبشكل معمق، ودولة موجودة تحاول أن تواجه المعركة الحربية على خط النار وجبهة أولى جبهة ميدان القتال يقودها جمال عبدالناصر، وهو كان هناك انقسام بين المدرسة الفرنسية والمدرسة الإنجليزية، الذى تحدثت عنه فى المرة السابقة والمدرسة الإنجليزية، التى تتمثل فى تشرشل، وهى القتال وأن نقف ونقاتل إلى آخر حد وفى كل شارع والجبال، وفى كل منطقة، والجبهة الأخرى المتأثرة بالمدرسة الفرنسية، التى تتصور الاستسلام لم يكن عندنا أحد على سبيل المثال يطالب بالاستسلام، لكن الجبهة الداخلية كانت بتجوب بأشياء أخرى، فأنا أتذكر أغنية صلاح جاهين يقول فيها الشعب يزحف زى النور شعب جبال والشعب بحور، كان شيئا جيدا أن يقال على الشعب، لكن الجبهة الداخلية العسكرية جبهة ميدان القتال، الأمور كانت واضحة، وأنا رأيى أن جمال عبدالناصر كانت لديه مشكلة فى ذلك الوقت من نوع غريب جدا، وقليل أن نرى قيادات لديها خبرات عسكرية، فهناك قادة قاتلوا بالفعل مثل جمال عبدالناصر فى حرب فلسطين ولديهم تجربة الإحساس بالجماهير وسط عمل شعبى وتعلق جماهير برابط معين بين شعب وبين قيادة.
قرار القتال
العسكرى الموجود فى جمال عبدالناصر ينادى بالقتال وروح المبادأة والسياسى الموجود فيه وهو الوجه الآخر من جمال عبدالناصر يعلم أن قرار المقاتل ينطوى على تضحيات كبيرة جدا وهو رجل خبرة.
فهو لديه زملاء له وجنود يقعون فى ميدان القتال، ويكون موجودا بينهم ويتصور أيضا واقع الأسر وهو أسرته نفسها كانت معرضة، ويصل لها جواب من إدارة الشىءون العاملة بالقوات المسلحة فى فلسطين باستشهاد فلان.
فهو كان يشعر وهو يدفع للقتال بكل وسيلة بأن هناك وجها آخر إنسانيا فقرار القتال يجب أن يؤخذ بأعصاب باردة، وأنا أتذكر تحديدا كيف كان يتعذب ويعلم ضغطه من أجل استمرار المبادأة ومن أجل القتال باستمرار وعدم ترك الجبهة العسكرية تخمد أو تبرد، كيف كان هذا مكلفا من الناحية الإنسانية الأخرى. لكن أعتقد أنه فى مجمل الأحوال أن الجبهة العسكرية كانت متحركة، وأظن أنه رأينا فيها أشياء بديعة فقد رأينا بعد أقل من أسبوعين، فكرة أن الإسرائيليين احتلوا سيناء فى منطقة الشمال شرق بورفؤاد، لم يحتلوها لأنها منطقة السبخة لم يستطيعوا دخولها حتى بعد 10 أيام، وتقرر الدخول فى معركة، وكانت معركة رأس العش وأظن أن الذين حاربوا فيها أبلوا بلاء حسنا، وأنه بالفعل ظلت هذه المنطقة موطئ القدم موجود، لكن بعد تضحيات واضحة وكبيرة بالدم.
وعندما جاء الإسرائيليون على الضفة الأخرى وهم مفاجأون بالوصول لضفة قناة السويس، فالإغراء للوصول لقناة السويس عندما وجدوا الطريق مفتوحا أمام الإسرائيلين سنة 67 كانت هناك قوات كثيرة لم يأخذوا بالهم، وأظن أننا خسرنا فى هذه الحرب 6 آلاف، وكانوا من الممكن أن يصلوا ل60 ألفا لو لم يغتر الإسرائيليون بفكرة الوصول لشاطئ قناة السويس، ولو أمكن للقوات أن تخرج وتنقذ، صحيح أن الكثير كان غاضبا لكن أنقذ كثيرون، وقلت الخسائر مما كان يمكن أن تكون عليه الحمد لله، لكن عندما وصلت إسرائيل شاطئ قناة السويس وهم يريدون تقليل أعباء التعبئة العامة لأن التعبئة العامة لإسرائيل عبء لا يحتمل فبدأوا فى إنشاء مواقع مراقبة، وتحولت لنوع من الدشم وأصبحت فيما بعد ما نسميه الآن خط بارليف، ولكن فى بداية إنشائهم لهذه الدشم (وهى عبارة عن مواقع محصنة صغيرة على مواقع مختلفة من قناة السويس) بدأت عملية إطلاق النار، وبدا هناك نوع من حرب المدافع تدق هذه المواقع كل ما تجد شيئا منهم تخرجه.
وبعد ذلك حدث شىء مهم للغاية متمثلا فى إغراق المدمرة الاسرائيلية إيلات، التى وضعت لتسد فوهة قناة السويس، والتى لم تغطها الدشم المتمثلة فى خط بارليف، وبدأت فى دوريات بمنطق أنها تكمل غلق قناة السويس وتكمل خط الدشم، وفى يوم من الأيام قابل الفريق فوزى جمال عبدالناصر يقول له إن شباب البحرية مستفزين من هذه المدمرة، وهم فى اعتقادهم أنهم بإمكانهم إغراقها، لكن هذا يحتاج لقرار سياسى فى هذه اللحظة لأنه بالكاد استطعنا تثبيت وقف إطلاق النار بشكل أو بآخر ومعارك تدمير الدشم دائرة على الجبهة، وعلى الرغم من خطورتها فى لفت الأنظار إلا أنه ليس ثابتا على الخطوط، وأن الإسرائيليين بدأوا فى ضرب مصانع تكرير الوقود فى السويس، وكان هذا مكلفا تكلفة عالية للغاية لو كنا تركناه لكن فى هذا الوقت بدأ مهندسون بالقيام بعمل بطولى، وتم فك مصانع التكرير تحت النار، ونقلت تقريبا سليمة بخسائر قليلة جدا بجوار الإسكندرية بمنطقة الملاحات بعيدا عن ضرب المدافع والطائرات.
وعندما نقل الفريق فوزى رغبة شباب البحرية بوضع مخطط وضرب المدمرة إيلات، أعطى جمال عبدالناصر الضوء الأخضر، لتنفيذها ونفذت بنجاح كبير، وأنا أمامى تقارير المجلس الدولى الأمريكى فى ذلك الوقت، التى فيها مقتل 47 ضابطا وجنديا إسرائيليا ونحو 100 جريح، أما تقرير المجلس الأمن القومى الأمريكى يقولون إن القوارب المصرية وجهت لإيلات 4 صواريخ، واندهش التقرير لدخول 3 صواريخ فى المدمرة مباشرة وصاروخ واحد وقع بالقرب منها، ويقول التقرير إنهم مندهشون من هذه الدقة والجرأة وهذه البسالة وبنجاح ضخم جدا.
«الجبهة الداخلية»
كانت هناك جبهة حية، فى قناة السويس ولكن فى الداخل سنترك جبهة ميدان القتال وهى تؤدى دورها بالتصاعد وبالمخاطر وبنزيف الدم لكن المهم ألا تقف الجبهة وتبرد وتخمد لأن هذا مهم جدا إذا أردت أن تحصل، وهذا منطق العالم كله الروس والأمريكان والعالم العربى مسألة مهمة فضلا عن أهمية القتال فى حد ذاته هناك لفت أنظار إلى أن هناك شعبا يقاوم وحتى لو وقف فيها وحده.
بالنسبة للجبهة الداخلية فلما نقول الشعب «يزحف زى النور شعب جبال وشعب بحور» هذا كلام جميل لكنه كلام أغانى، وأنه فى واقع الأمر شعب طبقات وشعب فئات بأفكار والشعب حياة كل يوم، وبالتالى نحن لدينا مشكلة كبيرة فى تعبئة الجبهة الداخلية، فالأخيرة من الممكن أن تتماسك جدا فى حالة حرب مستمرة وحرب متصلة، ولكن إذا كانت عندنا حرب فهى حرب بطيئة لا تحرك الأعصاب كما ينبغى، ونحن كنا نحتاج لوقت بعد تعرض قواتنا المسلحة لكارثة يوم 5 يونيو وما بعده، فمن الطبيعى أن تظهر فى الجبهة الداخلية ما يسمى فى اللغة الفرنسية بالملاذ أو الإحساس بالضيق والإحساس بعدم الراحة، وكان ذلك طبيعيا بعد أحداث 5 يوينو، الذى استوجب إعادة نظر بعدها وهذا فى كل الأمم، وفى كل الشعوب، وأصبح فى الجبهة الداخلية شعور بالضيق والاكتئاب والقلق، وأصبح هناك وجع حقيقى كل الناس تشعر به، وكان ينبغى التنبوء إليه، وأنا أعتقد أن جمال عبدالناصر كان لديه الاستعداد لكى يفهم ما فى داخل الجبهة الداخلية ويفهم أنه بعد التعبئة، وبعد الشدة كلها وأنه بعد كل ما جرى ستحدث لحظة عودة للنفس والتفكير والتأمل واللوم والحساب وطلب الحساب، فهناك شعور طبيعى جدا بهذا الشكل.
«التيار الإسلامى»
لكن الجبهة الداخلية بدأ فيها ظهور تيار كبير هو التيار الإسلامى ودخل هذا التيار فى أفكار ومحاولات وتجارب وأصبح مشروع، فبعد سقوط الخلافة نشأت فى مصر حركة الإخوان المسلمين، وتصورت أن الجانب الإسلامى سيكون مستضعفا فى فترة ما بعد سقوط الخلافة وأنه يحتاج لتنظيم قوى، وهو ما فعله حسن البنا.
وبدأ التصور فى تحالف الإخوان المسلمين مع الملك فاروق وأنه مؤسس فكرة الخلافة فى ذلك الوقت فى تصورهم ثم اختلفوا مع مجمل الحياة السياسية فى مصر والوفد، وهم قريبون من الملك والوفد بعيدون عن الملك فى ذلك الوقت، وبدأ الصدام وصعد التنظيم السرى فى ذلك الوقت، ودخل التنظيم السرى وبدأت حركة الاغتيالات وتعرض رئيسهم حسن البنا للقتل بأمر من الملك فاروق، وذلك بعد أن فقد فاروق رئيس وزارئه وقائد جيشه وأهم مستشاريه المستشار حسن خازندار.
فى الإخوان المسلمين هناك تيار مقاتل بشكل أو بآخر وعندما جاءت الثورة تصور «الإخوان المسلمين» أن لهم فى الثورة أكثر مما كان لهم ثم وقع صدام أنا لا أريد الدخول فيه، لكن النتيجة كان هناك تيار إسلامى كله موجود قد يكون نتيجة الحرب، واعتقدوا أنه بعد الوصول للمأزق، الذى فيه القيادة اعتقدوا أن يكون الإسلام هو الحل.
لكن كان هناك من التيار الإسلامى فى ذلك الوقت أعتقد أنهم خرجوا خارج الحدود قليلا، وأنا فى ذهنى أتذكر موقف الشيخ متولى الشعرواى أنه حينما سمع بضرب الجيش المصرى قام وتوضأ وصلى ركعتين لله حمدا لله على أن السلاح السوفييتى، الذى كان فى أيدى القوات المصرية لم ينتصر، هذا السلاح شيوعى أم ليس شيوعيا، بل سلاح فى أيد وطنية يقاتل فى يد الوطنية ويقاتل فى يد الإسلام، وأنا أعتقد أنه كان هناك تجاوز للخطوط الفاصلة بين ما هو عام أو ما هو خاص ومحدد، وبين ما هو فئوى وحزبى. واعتقد أنها حالة متجاوزة بما فيها الثورة وفكرة الوطن، وحينما يكون هناك عدوان على الوطن فهذه قضية أخرى مختلفة.
فالإخوان كان موجودا بين شعب جبال وشعب نور، وهو كلام صلاح جاهين والإخوان كانوا موجودين ككتلة فى ذلك الوقت ليس فقط حزينة مثل كل الناس، ولكن تتصور فى نفسها القدرة على أن تكون بديلا، كما أن الشيوعيين قد تصورا أنهم باستمرار فى تناقض مع الوطنية بالمعنى التقليدى، وكانت لهم رؤى والحركة الثورية العالمية، وكل هذه الأشياء والتنقلات الطبقية المتجاوزة الحدود إلى آخره، ويتصوروا أن التجربة الوطنية، والقومية فى مصر وقد وصلت إلى هذا المأزق، وكان هناك خلط بين الحرب والثورة كعمل ثورى خارق للعمل الطبيعى وما بين الثورة بمعناها الاجتماعى، وفى ذلك الوقت إخواننا الشيوعيون أن الثورة كانت لطبقة متوسطة صغيرة وأن هذه الطبقة قامت بعمل أنصاف حلول وآن الآن، جاء الوقت لتكون هناك حلول ثورية كاملة، وأنا أعتقد بعد أن دخلت فى معارك عنيفة وبعضها قاسٍ أن هذا أيضا ليس هو الموجود وأن بمقدار ما ألاحظه من التيار الإسلامى وخروجه وحتى فى ذلك الوقت ظهر التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وكان فيه الدكتور سعيد رمضان وجاء فى تصوره حركة إسلامية عالمية مثل الحكومة الأممية شيوعية تحت لواء الاتحاد السوفييتى بصرف النظر عن أى شىء آخر، وكان إخواننا الشيوعيين فى موقف آخر نقيض للإخوان المسلمين، لكن فى نفس الاتجاه والمنطق وهو أنه جاء وقت الحزم ووقت الفرز ووقت القطع وإما أناس مقاومين أو مستسلمين، أو أناس مع أو ضد أفكارهم وهذا لا يقبل أنصاف حلول.
«استقطابات خطيرة»
وللأسف انتقل هذا من مشاعر عامة لبعض أجنحة السلطة مثل الجناح الاشتراكى كضرورة الحزم، ودخلنا فى استقطابات خطيرة بأن الجبهة فى القتال على خط السويس مشتعلة وموجودة فى القاهرة وفى البلاد أشياء أخرى مختلفة فى النوع وهذا طبيعى، كنت أدعو فى وقتها لتفهمها ووضعها فى إطارها الصحيح مع الإخوان المسلمين ومع التيار الإسلامى ومع التيار الشيوعى، ونشأت أيضا مراكز كثيرة جدا فى القاهرة، بمعنى أنه عدد كبير جدا من المسئولين السابقين، وهذا طبيعى، وعدد من أبناء العائلات القديمة التى أضيرت بالقوانين الاشتراكية، وهذا طبيعى ومنطقى أيضا، وبدأ موجود فى النوادى كنادى الجزيرة والصيد والسيارات كانت هناك أعداد تتكلم على أن الاعتماد على الحرب كلام لن يصح، وأنا أتذكر بعد خروج الضباط من الخدمة ظلوا متمركزين فى نادى سبورتنج بمصر الجديدة، ويقولون ليس هناك أى فائدة من المعركة لأنه كلما شاهدنا من الروس سلاحا لم يفعل شيئا، وأن الأمريكان سيعطون الإسرائيليين ما هو أقوى منه.
وهناك من المثقفين أيضا فقد جاء لى توفيق الحكيم فى مبنى الأهرام القديم، وهو من هو فى الحياة الثقافية والفكرية فى مصر ودخل عندى، وكنت أفخر وقتها بالمجموعة الكبيرة المثقفة التى اشتغلت معى فى الأهرام ولن تتكرر فى تاريخ مصر.
وعندما جاء لى توفيق الحكيم، شعرت بوجود شىء خاصة أنه لم يحدثنى هاتفيا، وقال لى أنا وأحد أصدقائنا نريد أن نجلس معا ولم يوافق على الجلوس فى الأهرام واقترح أن نجلس فى فندق يسمى إيزيس أمام هيلتون النيل وقتها وذهبت فى تمام الساعة السادسة، وجدت الدكتور حسين فوزى الناقد الفنى وزكى نجيب محمود والدكتور لويس عوض، وقلت وقتها إننى أمام مجمع حكماء، وقال لى لويس إنه حاول أن يدعو طه حسين للجلوس معنا لكنه لأسباب معينة ولأنه لا يخرج ليلا وهم قمم كل فى مجاله وليس هناك أى مناقشة فى ذلك.
ثم بدأ توفيق الحكيم يقول نريد أن نتحدث فى الموقف الموجود لأن هذا الموقف يحتاج إعادة النظر فى أشياء كثيرة جدا وترك توفيق المجال لحسين فوزى للشرح، وتولى الأخير الشرح وكان منفعلا للغاية وهو يتحدث لى، وكان ملخص كلامه أننا الآن فى حاجة لمراجعة وأننا فى الوطن العربى، وفى مصر بطبيعتنا نتجه باستمرار شمالا عبر البحر وإلى فرنسا وأن هذا هو مجال التقدم الحقيقى ومفتاح التقدم، وأما موضوع العرب فكان غير مقتنع به، وتساءل حسين فوزى: ما الذى بيننا وبين اليهود بالضبط فلم أرد عليه ولم أقاطعه؟
وأكمل يقول من الممكن أن نسألهم: ماذا يريدون وأن الاستمرار فى الحرب دون مراجعة مواقفنا، وأنا كان لى رأى أقوله فى كل مكان، كل رجل مفكر له رأى ذو قيمة دعه يطرحه دون تردد وكل فكرة تطرأ لرجل سياسى أو غير سياسى وهو ورائه تجربة لابد من مناقشتها، لأنه لو بقينا نخاف من المناقشة سنظل فى إطار المعروف والموصوف وبلا أمل.
وكان لدى استعداد أن أسمعهم دون مقاطعة أحد لكنى فوجئت بحسين فوزى ولويس عوض ونجيب محفوظ.
وحاولت التحدث فى كل كلمة أثاروها قلت لهم وذكرتهم بأننا الآن فى معركة وطنية، وذكرتهم بمواقف الفرنسيين المقابلين لهم حتى فى التجربة الفرنسية وحتى مع استسلام بيتان، وذكرتهم بالمفكر الفرنسى الشهير أندريه الذى كان فى ذلك الوقت تطوع فى الطيران وألف فرقة ودخل فى قتال لأن فى لحظة من اللحظات الأوطان تستدعى كل أبنائها وهنا خطر حقيقى.
وتحدثت عن العروبة وتناقشنا فيها كثيرا ولكنى كنت أرى أنه ليس هذا الوقت المناسب لها، لكن هذا كان قلقا حقيقيا من مثقفين لهم قدرهم ولهم إسهامهم فى تشكيل وفى تكوين الفكر فى هذا البلد وقلت لهم، أنا مستعد أن أرتب لكم تقابلوا جمال عبدالناصر، رفض الجميع إلا حسين فوزى، ولابد أن أقول أن توفيق ولويس عوض ونجيب محفوظ لم يكونوا متحمسين، وطلبوا منى الحديث معه، وقالوا لى إنهم يثقون فى نقل أفكارهم بطريقة منطقية.
لكن كل هذا فى الجبهة الداخلية ينعكس فى أشياء كثيرة جدا، وينعكس فى أنه فى أوقات الأزمات لكن الأفكار لا تبنى على الطريقة الحادة، والمواقف باستمرار لها قدرة مغناطيس تجذب أفكار قريبة منها ثم تحدد مواقف أكثر من ما يريده أصحابها، لكننا نجد أن هناك ظروفا تنشأ ومواقف يقف فيها أفراد قد يتصارعون وقد يتواجهون وقد يختلفون دون قصد من أحد لكن هناك حقائق وطبائع صراع وهناك أفكار وجاذبية مغناطيس فى مواقف معينة.
«أفكار على المحك»
رجعت لأوراقى فى ذلك الوقت ووجدت معارك دارت بين أفكار مختلفة ومواقع تبدو متعارضة وهى فى الأصل لم تكن متعارضة، لكننى فى ذلك الوقت وجدت نفسى فى موقف متعارض تماما مع على صبرى وأنا أعتقد فى رجل بمثل ذكاء على صبرى وفى وطنيته بالطبع وفى دوره، لأنه كان رئيس الوزراء والمسئول عن تنفيذ الخطة الأولى بالكامل، وهى أكبر دليل تحقق فى تاريخ مصر فى التنمية.
وهنا كان هناك معسكر الثورة إلى آخر مدى وكان فى المعسكر أن القضية وطنية أن أنواع الأشياء مختلفة، وفرزت كل أوراقى سواء ما اكتبه بخطى أو أوراق لنماذج للقضايا، التى كانت موجودة عندى، فوجدت قضية الجامعة الأمريكية، التى وضعت تحت الحراسة بعد الحرب وظهر رأى يتزعمه الدكتور لبيب شقير بتأييد على صبرى بانضمامها للجامعة المصرية، وكلية من الكليات الجامعة المصرية وأنا وغيرى كنا نقف فى هذا الموضوع لأن موضوع الجامعة الأمريكية فى القاهرة وفى بيروت، وكنت أعرف أساس التبشير الذى فيهم وكل الأحوال لكن هذه المؤسسات قامت بدور تعليمى ينبغى المحافظة عليه، مع العلم أننى قلق من التعليم فى مصر الآن والمناهج بمليون تعليم لكنى أتكلم فى قضية أخرى، لكن الحفاظ على الجامعة الأمريكية فى ذلك الوقت مسألة لها قيمة الحمد لله أنه ما بين التيارات المتعارضة جمال عبدالناصر لأنه لديه القرار، وهو الذى يقود المعركة، كلنا كنا نحتكم إليه وأظنه فى هذه الفترة من حوار أو صدام الداخل أو خلاف التيارات وحركتها فى الداخل أظن أنها من أحسن أدواره فى اعتقادى، فكان من المرات حاسما ومرات حزينا، واعتقد أننا لجأنا إليه كثيرا لوقف تجاوزات وجدناها قد تكون على خطأ أو على صواب أنا فى ذلك الوقت رجوته فى ضم صوته لأناس كثيرين لوقف ضم الجامعة الأمريكية.
الشىء الآخر جوابان من محمد عبدالوهاب فى قضيتى صلاح نصر وقضية انحراف بعض العناصر فى جهاز المخابرات، وهى قضية مزعجة كلها لكن بشكل ما جاء اسم محمد عبدالوهاب فى هذا الموضوع لأن عبدالوهاب كان يعزم فى منزله أناسا وفنانين وفنانات، وأتذكر يوما ما نظم عبدالوهاب حفلة لرئيس وزراء السودان محمد أحمد محجوب، وذهبت للحفلة ووجدت صلاح نصر وشمس بدران وقلت لمحمد عبدالوهاب فقال لى إيه يا اخويا مش هما دول الشديد القوى فقلت له مش معاك إنت، وفوجئت بجواب من محمد عبدالوهاب أنه فى بيروت ومريض، هناك أقاويل إن اسمى مطلوب فى القضية وعلى الفور تحدثت مع جمال عبدالناصر، وبالطبع محمد عبدالوهاب علم فى الحياة الفنية فى مصر، ولم يستطع أحد تجاوزه، وأرسلت له جليل البندارى محرر الشىءون الفنية وجلال جويلى من محررى الصفحة الأخيرة فى الأهرام فى ذلك الوقت لكى يعودوا معه ويشعر باطمئنان.
وبعد ذلك وجدت جوابا من فؤاد سراج الدين باشا وقد غضب بعض الناس منى بأن ترجيت عودة محمد عبدالوهاب، وعندما جاء لى فؤاد باشا فى المكتب هناك أناس يغضبون منى لكن هؤلاء هم أصدقاء لى قبل الثورة، ولا يمكن بعد الثورة أن أتنكر لأحد، وفى ظرف فيه وطنية للثورة فى اعتقادى وهناك دواعٍ أكبر جدا من كل، بطريقة قاطعة حاسمة بمعركة أولا معركة وثورة أو لا ثورة فى هذه الظروف ووجدت فؤاد باشا يقول لى إن زينب هانم الوكيل حرم النحاس باشا تقتضى الأمور أن تسافر، وجاء لى بجواب وجواب آخر لعبدالناصر ولم يكن يتصور أنه سيقابلنى نظرا لانشغالى لكن حينما عرفت بوجوده دخل، وقدمت له فنجان قهوة وتحدث معى وتحدثت مع جمال عبدالناصر على الفور ووافق بدوره وأعطى إذنا لزينب هانم تسافر وأى وسيلة انتقال تريده، لكن هناك أناسا غضبوا منى، واعتبرونى أتحالف مع الرجعية لكنى لم أتحالف مع الرجعية والله، لكن هناك قضايا أكبر من أشياء كثيرة أخرى، ونرى مثلا الشاعر نزار قبانى، كيف يمكن أن نمنع شاعرا مثل نزار قبانى بعد أن صدم بالنكسة وكتب قصيدة قد لا تعجب بعض الناس لكنه هذا شعوره الصادق، وأجده يرسل لى جوابين متلاحقين فى أسبوعين يقول أخى محمد قصيدتى عملت كذا وكذا إلى آخره، وهو رأى الحملات عليه، وقال إنه يرى اللحظات وهناك شاعر يقدر، وشاعر لا تطبق عليه قواعد مع أو ضد ولا تطبق عليه حرب وثورة أو استسلام، والمسائل تقتضى جبهة داخلية تعرضت لصدمة والناس يجب أن تكون فاهمة، وأجد نزار يشكو لى ويقول إنه كلام لا يعقل.
«رسالة من محمد نجيب»
أرسل لى اللواء محمد نجيب من المرج جوابا ووجدت بعدها أجراسا تدق لأننى على اتصال بمحمد نجيب، ومحمد نجيب رجل له قدره فى تاريخ مصر والظروف بشكل أو بآخر قضت بأشياء أخرى، وهو موجود بقصر المرج ومحددة إقامته، فهذا موضوع آخر، وأرسل لى جوابا مع أحد الأشخاص، ويسألنى أحدهم ما محتوى رسالة محمد نجيب فى هذه الظروف، يا جماعة محمد نجيب هو محمد نجيب ومسألة أن يرسل لى جوابا فى هذه الظروف هذا طبيعى وما يطلبه أنا استجيب له لأن البلد فى حالة أخرى، وأن الاستقطاب الحاد كله لا مبرر له أجد اللواء أحمد فؤاد صادق كان رئيس أركان حرب وقائد قوات المسلحة فى حرب فلسطين، وأجده يرسل لى جوابا يقول لى أحييك وأريد مقابلتك لمدة 20 دقيقة وعليك أن تتفضل بإخبارى فى أى وقت، مهما كان الوقت متأخرا، ومضى على الجواب المخلص أحمد فؤاد صادق قائد قوات، وسألت: لماذا سأرى فؤاد صادق الآن؟.
وأنا أقول إننا فى جبهة داخلية مختلفة أصابها ما أصابها وهذا وقت الوطنية ولا أحد يقول لى ويزايد عليا بكلام ثورة، ثم وجدت نفسى واقفا أمام التنظيم الطليعى للاتحاد الاشتراكى غاضبون أيضا من كتابة أحمد فرغلى باشا جوابات يحكى لى فيها عن أحواله حتى لدرجة محمد أحمد فرغلى باشا، وهو من هو فى تجارة القطن، وهو من هو فى الاقتصاد المصرى ورجل أعرفه من زمان، وكنت أود أن يكون هناك رجال من جهاز الدولة يستبعد كل هذا كله، ويشعر بوجود قضية وحقوق والوطنية، لها مقتضيات، حرب وطنية لها مقتضيات مختلفة، ولكن لا أحد يتصور أن هناك مع أو ضد وأنا فى رأى أنه لا يصلح فى ذلك الوقت وبعد ذلك أجد حملة شديدة جدا ترجيت فيها جمال عبدالناصر، صدر قرار بأن الحراسات الموجودة على بعض أفراد الأسرة المالكة فى السعودية تترفع وحتى الملك فيصل كانت هناك حراسة على أملاكه فى وقت الخلافات الشديدة، فى 64 و65، وكل هذا الكلام، وبعد أن تقرر رفع الحراسات على الأسرة المالكة السعودية، فلماذا لم ترفع عن بعض أبناء المصريين، وأنا أفهم وأقدر حدثت أشياء بعضها تستدعى الملاحظة وتستدعى إعادة النظر، وقد أصدر عبدالناصر قرارا برفع الحراسات لكن هذا أدخلنى فى إشكالات بلا حدود وعليها نار مشتعلة طول الوقت، وهناك جبهة بالداخل بها التموجات الطبيعية وردود الفعل الطبيعية والمشاعر الطبيعية، التى تخرج بعد زلزال، فأناس كثيرون يكون عندهم ما يسمى بالملاذ لابد من أخذه ولا بد من احترامه ولابد أن نرى كيف أن نعالج بعض الجراحات القديمة لأنه هناك ضرورات فى فرز الأوطان، وأعتقد أن هناك فى الأوطان كلها فى حاجة للوحدة الوطنية، وفى حاجة للجامع الشامل ويجعل كل الناس واقفة وكل الناس تشعر بأن لها دور ولم يتفضل أحد على أحد يعطيه دورا أو لا يعطيه، لكن حينما يكون الوطن فى خطر كل فرد فيه له حق فى دوره، وليس فى مقدور أحد إطلاقا أن يحجب هذا الدور.
لمتابعة باقي حوارات هيكل:
حوارات هيكل (الجزء الأول)
حوارات هيكل (الجزء الثاني)
حوارات هيكل (الجزء الثالث)
حوارات هيكل (الجزء الخامس)
حوارات هيكل (الجزء السادس)
حوارات هيكل (الجزء السابع)
حوارات هيكل (الجزء الثامن)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.