الكذابون الذين احتلوا أجهزة الأعلام بكافة أشكالها فى عالمنا العربى ، احتلوها بقوة الواسطة ، ومسح الجوخ ، والوصولية ، والكذب ، والبهتان والإستهانة بمقدسات الأمة ، إحتلوها دون أن تتوفر لهم أدنى معايير الكفاءة أو الموهبة ، إحتلوها لأن النظام الهالك كانت عقيدته هى الإختيار والبقاء للأسوأ ، هؤلاء المزورون معدومى الكفاءة والموهبة هم المطففون الجدد ، وهم أسوأ أنواع المطففين فى التاريخ ، ذلك أن المطففين القدامى ومع قبح فعلتهم ، وشناعة زلتهم فإن خطر تطففيهم كان لا يتعدى دراهم معدودة ، وأعداداً محدودة ، أما أحفادهم من المطففين الجدد فإن جريمتهم لا مثيل لها فى شدة الأثر السىء ومداه . إن كذابى الإعلام الرخيص فى عصرنا الحالى هم مطففون بامتياز ، وهم نموذج مدهش للوصف الإلهى للمطففين ، إنهم ( الذين إذا اكتالوا على الناس ) أي من الناس ( يستوفون ) أي يأخذون حقهم بالوافي والزائد ( وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) أي ينقصون . المطففون الجدد ( إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون، وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ) المطففون الجدد يتصيدون لأبناء الحركة الإسلامية الزلات ، ويتربصون بهم الدوائر ، ويقعدون من مجالسهم مقاعد للسمع ، فيخطفون الكلمة وينتزعونها من سياقها ثم يطوفون بها على الجماهير تخويفاً وترهيباً من أبناء التيار الإسلامى المبارك . المطففون الجدد يعانون من أمراض خلقية مهلكة وذميمة ، أشدها على الإطلاق : قلة الحياء ، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحياء والإيمان قرينان فإذا ارتفع أحدهما إرتفع الآخر ، فلا حياء لمن لا إيمان له ، ولا إيمان لمن لا حياء له ، صدق الرسول العظيم ، إرتفع الحياء فارتفع الإيمان ،وغاب الإيمان فغاب الحياء . ويتجلى انعدام الحياء عند هؤلاء المطفيين فى بجاحتهم ووقاحتهم فى الكذب على أبناء التيار الإسلامى ،وفى إتهامهم بما ليس فيهم ، وفي عدم منحهم الفرصة لبيان حقيقة مواقفهم ،وفى إحتقار أغلى ما تملكه الأمة من تاريخ وثوابت وتمجيد الغرب بكل ما فيه ، المطففون الجدد يقدسون الديمقراطية إذا كانت لهم ويحتقرون نتائجها ، ويسفهون من إختيارات الجماهير إذا كانت عليهم ، المطففون الجدد يكذبون كذباً فجاً وممجوجاً ، وهم حتى لا يتجملون ولا يكلفون أنفسهم حبك رواياتهم الساقطة ، بل يخرجون على عجل لأن برامجهم يومية ومقالتهم أيضاً ، فليس عندهم وقت لا للبحث ولا لتجميل الكذب ، ولو توفر لهم الوقت فإن مواهبهم لا تسعفهم ، وجهلهم يفضحهم ، وحتى لو توفر لهم كل ذلك فإن خذلان الله لهم يوقعهم فى شرور أعمالهم . المطففون الجدد فضحهم الله فى الأسبوع الماضى فضيحة تاريخية ، لو حدثت فى دولة محترمة لزلزلت الرأى العام ، وأطاحت برؤوس كثيرة أينعت وحان قطافها ، وهى فضيحة مثالية فى كل شىء ، وتعد نموذجاً خيالياً لتجريس هؤلاء فى سوق الإعلام الشريف ، وروعة هذه الفضيحة تأتى من تطابق أحداث قصتيها تطابقاً مذهلاً ومدهشاً إلى درجة تطابق العبارات أحياناً ، لكن داء التطفيف ، وجشع المطفف ، وطمعه يعميانه ويذهبان بعقله فيقع فيما يأنف العقلاء عن اقترافه والوقوع فيه ، الأسبوع الماضى سخر المغامر المتهور اللاعب بالنيران ساويرس من المسلمين فى كافة أنحاء العالم وليس فى بر مصر وحده حين نشر رسوماً تسخر من النقاب واللحية ، فلما قامت عليه الجماهير المسلمة غاضبة لدينها خرج معتذراً بأنه كان ( بيهزر ) ، دارت المعركة ومازالت تدور بين الجماهير المسلمة من جهة وبين ساويرس من جهة ، بينما سحرة فرعون الذين يخرجون كل يوم على الشاشات يلقون حبالهم وعصيهم ليسحروا أعين الناس ، هذه الأجهزة وهؤلاء المطففون الذين اكتالوا على الشيخ يعقوب واكتالوا على التيار الإسلامى بالكامل ونصبوا لأبناءه محاكم تفتيش بغيضة لأجل كلمة عابرة أعتذر عنها بأنه كان ( بيهزر ) لكن المطففون الجدد أبوا إلا استيفاء حقهم ثم الجور والظلم ، فلما فعل ساويرس ما فعل نزل على المطففين الجدد سهم إبليس ، وأصابت لواقطهم الصوتية بحة قاتلة، أعجزتهم عن الكلام ، ولم يجرؤ واحد من المطففين على التعليق ، ولو بكلمة على هزار ساويرس الظريف . لخصت هذه الحادثة كل شىء ، وجعلت الحقيقة عارية لا يحول بينها وبين أعين المنصفين شىء ، ونزعت ورقة التوت عن المطففين الأوغاد . المطففون الجدد لا يفوتون حرفاً للحركة الإسلامية بل ولانصف حرف بل لو قال الإسلاميون كلاماً يحتمل ألف وجه للخير ونصف وجه للشر لحمله المطففون الجدد على أشر محمل ،هاهم المطففون الجدد يعودون لكلام الشيخ الحوينى من عشرين سنة وينتزعونه من سياقه ويطيرون به كل مطار ، ودونهم كلام شنودة فى مجلة مدارس الأحد يقول أن القرآن محرف وأن المسلمين ضيوف ، وأعادها بيشوى العام الماضى دون أن يجرؤ مطفف واحد على الإعتراض ، المطففون الجدد يصرخون ليل نهار من أنهم يخشون من عدم إحترام الإسلاميين للقانون ،لكن داء التطفيف البغيض جعلهم لا يتوقفون عند إعلان شنودة بعد حكم الإدارية العليا أن أحكام القانون لا تلزمه ما دامت تخالف الإنجيل ، المطففون الجدد لم يعلقوا على قول فلوباتير: مرحباً بسفك الدماء لفتح الكنائس ، فويل ثم ويل ثم ويل للمطففين ، وأنا أسألهم بما سألهم به الله تبكيتاً وتهديداً ، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟؟؟ [email protected]