عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناقشة هادئة لحملة المفتي في كتابه على السلفيين (1): المدخل الخطأ
نشر في المصريون يوم 25 - 06 - 2011

صدر لمفتى الديار المصرية فضيلة الدكتور على جمعة منذ أيام كتاب جديد بعنوان "المتشددون.. منهجهم.. ومناقشة أهم قضاياهم". الكتاب حملة قاسية ومريرة على التيار السلفي، استهله فضيلة المفتي برسم صورة شديدة السواد للسلفيين. حاول المفتي من أول عبارة في الكتاب أن يخلع عن هذا التيار وصف السلفية ونعته بمسمى "المتشددين"، فجاء أول عنوان للفصل الأول (مقدمة في تعريف السلفية وسمات منهج المتشددين الذين تسموا بالسلفيين).
ومن الفصل الأول يشن فضيلة المفتي حملة صاخبة حشد فيها كل وسائل السخرية والإقصاء والتهميش والإبعاد. يقول فضيلته في افتتاحية الكتاب:
" سمات المتشددين في العصر الحديث:
نرى آراء أغلب من تسموا بالسلفيين واتجاهاتهم وسلوكهم ومواقفهم وأحكامهم على الأشياء باطلة، وهذه هي الأمور الخمسة التي يجب على الدارسين عند تحليلهم للظاهرة أن يقفوا عندها. كما أنهم يتبنون فكراً صدامياً، وهذا الفكر الصدامى يفترض أموراً ثلاثة وهى:
أولا: أن العالم كله يكره المسلمين، وأنهم في حالة حرب دائمة للقضاء عليهم، وأن ذلك يتمثل في أجنحة الشر الثلاثة الصهيونية (يهود) والتبشير (نصارى) والعلمانية (إلحاد)، وأن هناك مؤامرة تحاك ضد المسلمين في الخفاء مرة وفى العلن مرات، وأن هناك استنفاراً للقضاء علينا مللنا من الوقوف أمامه دون فعل مناسب.
ثانيا: وجوب الصدام مع ذلك العالم حتى نرد العدوان والطغيان، وحتى ننتقم مما يحدث في العالم الإسلامي هنا وهناك، ووجود الصدام يأخذ صورتين الأولى: قتل الكفار الملاعين، والثانية: قتل المرتدين الفاسقين، أما الكفار الملاعين فهم كل البشر سوى من شهد الشهادتين.
وأما المرتدون الفاسدون فهم من شهد الشهادتين وحكم بغير ما أنزل الله وخالف فكرهم، وهذه الصياغات كما نرى فيها شئ كثير من التلبيس والتدليس والجهالة ولكنها سوف تجذب كثيراً من الشباب.
ثالثا: أن فكرهم يراد له أن يكون من نمط الفكر الساري، وهذا معناه أنه لا يعمل من خلال منظمة أو مؤسسة يمكن تتبع خيوطها بقدر ما يعمل باعتباره فكراً طليقاً من كل قيد يقتنع به المتلقي له في أي مكان، ثم يقوم بما يستطيعه من غير أوامر أو ارتباط بمركز أو قائد.
وعليه فإن الفوضى سوف تشيع بصورة أقوى وتنتشر بصورة أعمق، وهذه النظرية لها ارتباط عضوي بنظرية الفوضى الخلاقة، وهو المصطلح الذي شاع في الاستعملات السياسية والأدبية في الآونة الأخيرة وإن كان الكثيرون لا يدركون أصوله ومعانيه وآثاره والنموذج المعرفي المنتمى إليه" اه.
وتعلو النبرة أكثر ويذهب المفتي لأبعد من ذلك فيتهم السلفيين بخبل العقول وأنهم مرضى نفسانيون، ويقوم باستنهاض وتحريض سائر المجتمع عليهم فيقول:
" لقد أصبح توجه هؤلاء المتشددين عائقا حقيقياً لتقدم المسلمين ولتجديد خطابهم الدينى وللتنمية الشاملة التى يحتاجها العالم الإسلامي عامة، ومصر على صفة الخصوص، وهذا التوجه المتعصب أصبح تربة صالحة للفكر المتطرف، وأصلا للمشرب المتشدد الذي يدعو إلى تشرذم المجتمع وإلى انعزال الإنسان عن حركة الحياة، وأن يعيش وحده في خياله الذي غالباً ما يكون مريضاً غير قادر على التفاعل مع نفسه أو مع من يحيط به من الناس.
ويتميز هذا الفكر المتشدد بعدة خصائص تؤدى إلى ما ذكرنا وترسم ذلك الموقف الذي يجب على الجميع الآن –خاصة- أن يقاوموه وأن يعملوا بكل وسيلة على إخراج أولئك من عزلتهم، لأنهم لم يعودوا ضارين لأنفسهم فقط، لكن ضررهم قد تعدى إلى من حولهم وإلى شباب الأمة ومستقبلها، وإلى المجتمع بأسره.
هذا الفكر يريد أن يسحب مسائل الماضي في حاضرنا، وذلك تراه قد حول هذه المسائل إلى قضايا وإلى حدود فاصلة بينه وبين من حوله، وهذه القضايا يتعلق أغلبها بالعدات والتقاليد والأزياء والملابس والهيءات من طريقة الأكل والشرب إلى قضاء الحاجة واستعمال العطور.
وتؤثر هذه الخصيصة التي يستجلب مسائل الماضي وتسحبها وتجرها إلى الحاضر من ناحية، وتحول مجرد المسألة التي كانت في نطاق الماضي لا تعدو مسألة إلى قضية ندافع عنها وننافح من أجلها، وتكون في عقليته معياراً للتقويم وللقبول والرد، فمن فعلها فهو معه، ومن لم يفعلها فهو ضده، يشمئز منه وينفر ويعاديه، ويعيش في هذا الوهم، فيشتد انعزاله عمن حوله.
أقول إن ذلك كله يؤدى إلى انتقاله من هذا الدور إلى دور يرى فيه وجوب الانتحار وتفجير نفسه في الناس بالمتفجرات الحقيقية وبالقنابل، ويرى أنه ليس لحياته معنى، لأنه يسبح ضد التيار، ويرى أنه لابد عليه أن يزيد من نسله وأن يملأ الأرض صياحاً بأطفاله محاولا بذلك أن يسد ثغرة اختلال الكم، حيث أنه يشعر بأنه وحيد وبأنه قلة، وبأن الكثرة الخبيثة من حوله سوف تقضى عليه وتكتم على أنفاسه، فيحاول أن يفر من ذلك بزيادة النسل، بل ويشيع بين أتباعه و أصحابه هذا المفهوم الذي يحدث معه الانفجار السكاني والتخلف التنموي.
ومن خصائص هذا الفكر الانعزالي التشدد، فهو يرى أن الحياة خطيئة، وأنه يجب علينا أن نتطهر منها، وان التطهر منها يكون بالبعد عن مفرداتها، سواء أكانت هذه المفردات هي الفنون أو الآداب أو كانت هذه المفردات هي المشاركة الاجتماعية أو حتى تعلم أساليب اللياقة ،فتراه ويتفاخر بالخروج عن الحياة، لكنه لا يستطيع إن يفعل ذلك بصورة تامة.
ولذلك نراه في تناقض شديد، فيفعل أشياء، ويمتنع عن أشياء هي من جنس واحد متبعاً في ذلك هواه، مما يكون عنده عقلية الانطباع والهوى، وهى عقلية تخالف العقلية العلمية، وتخالف المنطق المعروف الذي به قوام الاجتماع البشري، ومن هنا يكون متعباً في تلقيه التفكير المستقيم، ومن هنا أيضا نراه متمرداً منعزلا لا يثق في العلماء، ولا يثق إلا في طائفة قليلة تجاريه في هواه، وهذا يمنعه من تلقى أي رسالة معرفية اجتماعية.
ويتميز هذا الصنف من الناس بامتلاك عقلية المؤامرة، ولذلك يرى كل ما حوله وكأنه يحيك ضده مؤامرات ويحاول أن يبيده من على الأرض مما يجعله متحفزاً دائماً بان يكون ضداً ومعانداً لمن حوله.
ويتميز أيضا بالكبر والعجب الذي يحتقر معه كل رأي سواه، فإن الظني قد تحول عنده إلى قطعي، ومحل النظر تحول عنده إلى ضروري لا نقاش فيه، مما تختل معه قائمة الأولويات وترتيبها، وتقدم سفاسف الأمور على عظائمها، والمصلحة الخاصة على العامة، والموهومة على المحققة، وهذا كله يؤثر على المجتمع ككل.
من هذه الصفات أنهم يقفون ضد أي إصلاح في المجتمعات الإسلامية بدعوى أن كل جديد بدعة، وأن كل بدعة ضلالة، وأن كل ضلالة في النار، ويبتعدون دائماً عن جوهر الموضوع إلى النظر في مجرد الشكليات، ويعملون الهوى في فهم النصوص، ويضيقون على المسلمين حياتهم بتوسيع دائرة الحرام، ويخرجون عن النظام المعهود من إجلال المشايخ، إلى نظام غريب عجيب يجتهدون فيه من عند أنفسهم في الفقهيات، ويقلدون في العقائد، ويعظمون غير العلماء، ويحطون من شأن العلماء، ويتصدرون بما لا يزيد عن مائة مسألة لتفسيق الناس وتكفيرهم والدعوة إلى منابذتهم ومحاربتهم.
لقد آن الأوان وحان الوقت لان يكون مقاومة هذا الفكر المتنطع مطلباً قومياً" اه.
أعتذر عن الإطالة في هذا الاقتباس، ولكني أدعو القارئ لاسترجاعه بعد قليل عندما نستعرض المسائل الفقهية والعقدية السبع عشرة، التي أفرد لها المفتي كتابه ليدلل بها على تشدد السلفيين، ليرى القارئ أن هذه الحملة العاصفة لا دليل عليها بين ثنايا معظم المسائل.
كتاب فضيلة المفتي يستدعي مناقشة علمية هادئة تجنب الأمة من محاولة أي تيار فقهي أو دعوي تسيد الموقف وتصدر المشهد بصورة مطلقة أو تقديم نفسه على أنه الممثل الأوحد للتدين والالتزام، فالتنوع في شريعة الإسلام بالمذاهب الفقهية والمدارس الدعوية يعبر عن ثراء الحالة الإسلامية بحيث تتعايش هذه المذاهب والمدارس تحت مرجعية الشريعة وباجتهادات متنوعة دون إقصاء أو إلغاء لأي منها. ليس لأحد أو جهة أن يصادر جماعة بدعوى أنهم متشددون طالما أنهم يعبرون عن آرائهم ورؤاهم بطريقة سلمية وبدون اللجوء للعنف. إن تصور البعض أنه يمكنه فرض اجتهاده أو تقليده على الأمة باعتباره الاعتدال والوسط بقوة السلطة أو السيطرة على وسائل التوجيه والتمويل والإعلام، تصور سيؤدي لمزيد من التشدد والتشرذم.
ليس مقصود هذا البحث الدفاع عن السلفيين فهم أقدر وأحق بهذا، وإن كان الذب عن أعراض إخواننا واجبا شرعيا ويأتي ضمنا في بعض مسائل البحث، ولكن لهذا البحث ثلاثة أهداف:
1. مناقشة بعض المسائل الفقهية والعقدية التي تعرض لها فضيلة المفتي وخالف فيها جماهير فقهاء السلف والخلف.
2. مناقشة بعض المعلومات التي رتب عليها فضيلة المفتي بعض آرائه.
3. إرساء فضيلة الإنصاف بعرض آراء وحجج وأدلة الخصم قبل إصدار الأحكام النهائية.
أولا: مدخل كتاب المفتي
قبل أن نستعرض المسائل الفقهية والعقدية التي تعرض لها الكتاب، نناقش أولا المدخل التاريخي الذي بنى عليه فضيلة المفتي تصوره عن الحالة "السلفية" المعاصرة. تحت عنوان (تطور مصطلح السلفية في التاريخ المعاصر) يقدم فضيلة المفتي تصوره الخاص عن هذا المدخل التاريخي بأن ظهور مصطلح السلفية في مصر كان إبان الاحتلال البريطاني وظهور حركة الإصلاح الديني التي قادها وحمل لواءها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وأنهما قد رفعا شعار السلفية لأن مصر آنذاك كانت بها أنواع شتى من البدع والخرافات التي لا تمت إلى "التصوف الصحيح" بصلة. ويرى أن الأفغاني ومحمد عبده رسما طريق إصلاح أمر المسلمين بإعادتهم إلى الإسلام الصحيح النقي عن سائر البدع والخرافات والأوهام مع ربط الإسلام بعجلة الحياة الحديثة والبحث عن سبل التعايش بينه وبين الحضارة الوافدة. لكن المفتي يرى أن مصطلح "السلفية" قد تم اختطافه من حركة الإصلاح الديني لحساب الحركة الوهابية، ويصف عملية السطو على المصطلح على النحو التالي:
"وكان الغرض من اختيار (السلفية) هو تهييج كراهية الناس للصورة التي انتهى إليها حال المسلمين، بمقارنة فكرية يعقدونها بين واقع الإسلام والمسلمين في عصره الأول المشرق وواقعه معهم في العصر القاتم المظلم، ثم أن يجعلوا من ارتباط الإسلام بعصر السلف مناط كل سعادة وتقدم وخير.
وفى هذه الأثناء كان المذهب الوهابي – المنسوب إلى محمد بن عبد الوهاب – منتشراَ في نجد وبعض أطراف الجزيرة العربية، وقد كان بين هذا المذهب ودعوة الإصلاح الديني في مصر قاسم مشترك يمثل في محاربة البدع والخرافات، فلهذا راجت كلمة السلف والسلفية بين أقطاب المذهب الوهابي، ثم بعد فترة أطلق على الوهابية اسم السلفية بدلا من الوهابية، وكان السبب الإيحاء بأن أفكار هذا المذهب لا تقف عند محمد عبد الوهاب فقط بل ترقى إلى السلف، ولكي يثبتوا للناس أنهم في تبنيهم لهذا المذهب أمناء على عقيدة السلف وأفكارهم ومنهجهم في فهم الإسلام وتطبيقه، فشغلوا المسلمين بهذه المسائل، التي مذهبهم فيها غالبا ما يكون ضعيفا أو شاذا" اه.
إن هذا التصور "العدائي" الذي ساقه فضيلة المفتي غير دقيق، ويمكننا أن نلتمس نشأة هذا المصطلح بجو سادته السماحة والتفاهم والتقدير باستدعاء نقول مختصرة للشيخ محمد رشيد رضا الذي كان حلقة الوصل وجسر التلاقي بين حركة الإصلاح الديني والحركة الوهابية. الشيخ رشيد رضا وريث حركة الإصلاح الديني والتلميذ النبيه والصاحب الوفي للشيخ محمد عبده، وفي نفس الوقت كان على صلة وثيقة بالحركة الوهابية. أضف إلى هذا تجربته الصوفية في لبنان قبل انتقاله لمصر لترى كيف نشأ مصطلح السلفية في مهده أواخر القرن التاسع عشر. كان تأثر رشيد رضا بالشيخ محمد عبده عظيما فقد حرك عقله وفكره لنبذ البدع والخرافات ووقف حياته لإحياء مشروع للنهضة الحضارية الإسلامية، وقد نهل من مقالات مجلة العروة الوثقى وكتابات الأفغاني ومحمد عبده ثم من كتب ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب. ويذكر رشيد أن الذي حبب إليه التصوف أول الأمر كان كتاب "إحياء علوم الدين للغزالي"، ثم يعبر عن تجربته الصوفية الطويلة بهذه الكلمات "إنني قد سلكت الطريقة النقشبندية، وعرفت الخفي والأخفى من لطائفها وأسرارها، وخضت بحر التصوف ورأيت ما استقر باطنه من الدرر، وما تقذف أمواجه من الجيف، ثم انتهيت إلى مذهب السلف الصالحين، وعلمت أن كل ما خالفه فهو ضلال مبين".
هذه "التوليفة" المتنوعة من التيارات الإسلامية اجتمعت في الشيخ رشيد رضا، وربما خرجت من عباءتها أيضا حركة الإخوان المسلمين. أنشأ رشيد رضا مجلة المنار في القاهرة سنة 1315ه الموافق 1898م، وحددت افتتاحية العدد الأول أهداف المجلة التي تتركز في الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام، وتفنيد ما يعزى إليه من خرافات، والحثّ على تربية وتعليم البنات والبنين والترغيب في تحصيل العلوم، والفنون، ومتابعة أخبار العالم الإسلامي وباقي الأخبار العالمية، وإصلاح كتب العلم، وطريقة التعليم، والتنشيط في مجاراة الأمم المتميّزة في الأعمال النافعة، وطرق أبواب الكسب، والاقتصاد ونادت بضرورة مسايرة أوروبا في مجال العلوم الحديثة ومباراتهم في الصناعات والاختراعات. كما قادت المنار شرح الدخائل التي مازجت العقائد للأمّة، والأخلاق الرديئة التي أفسدت الكثير من عوائدها، والتعاليم الخادعة التي ألبست الغي بالرشاد، والتأويلات الباطلة التي شبّهت الحق بالباطل، حتى صار الجبر توحيداً، وإنكار الأسباب إيماناً، وترك الأعمال المفيدة توكّلاً، ومعرفة الحقائق كفراً وإلحاداً، وإيذاء المخالف في المذاهب ديناً، والتسليم بالخرافات صلاحاً. كما اشتملت المنار على تفسير القرآن وإجابة أسئلة وفتاوى القراء، كما نشرت كثيرًا من المقالات عن السنن الكونية، والطب والصحة، وأفردت مساحات للأدب والشعر والقصة الطريفة، والبحوث اللغوية.
وفتحت المنار ذراعيها لقادة الفكر في العالم العربي آنذاك أمثال: أحمد الإسكندري، وحفني ناصف، ومصطفى صادق الرافعي، ومصطفى لطفي المنفلوطي، وحافظ إبراهيم، وعبد المحسن الكاظمي، ومحمد روحي الخالدي، وعبد القادر المغربي، وشكيب أرسلان، ومحمد الخضر حسين، ورفيق العظم، وملك حفني ناصف وغيرهم كثير.
استمر عطاء هذا الصرح العلمي والإعلامي المتميز لأكثر من خمسة وثلاثين عاما وحتى وفاة الشيخ رشيد رضا وفاته في عام 1354ه الموافق 1935م. هذا العطاء المتوازن الذي يعبر عن وسطية الإسلام كانت تقف وراءه تنوعات دعوية وفكرية بلا تشنج أو كراهية أو إقصاء، بل استفادت من ثراء هذا التنوع بصورة مبدعة. ولنا أن نتصور الشيخ رشيد رضا وهو حامل لواء حركة الإصلاح الديني (التي يثني عليها ويعجب بها فضيلة الدكتور علي جمعة)، نجده يتواصل مع علماء نجد ويدافع عنهم، كما يسجله شكيب أرسلان في كتابه (السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة - ص 366) حيث يقول "تصدى الشيخ رشيد رضا للدعاية المناوئة لعلماء نجد ، وكان يطلق عليهم في رسائله "الوهابية" ، وعندما انتشرت الأراجيف ضدهم بعد افتتاح الطائف وزع ألوفاً من رسالة (الهدية السنية والتحفة النجدية) ونشر مقالات في الدفاع عنهم والرد على خصومهم ، وقد قال له شيخ الأزهر أمام ملأ من العلماء (جزاك الله خيراً بما أزلت عن الناس من الغمة في أمر الوهابية) ..". بل ذهب بعض المعاصرين من شيوخ السلفية (مثل الدكتور محمد إسماعيل المقدّم في كتابه خواطر حول الوهابية) إلى القول (إنه لا يسع منصفاً مهما اختلف مع الشيخ رشيد رضا إلا أن يقر بأنه (أبو السلفية) في مصر، وأن له في عنق السلفيين، شاؤوا أم أبوا شكروا له أو جحدوا، مِنَّةً وفضلاً، وآية ذلك دوره الرائد في نشر التراث السلفي، ومنافحته عن عقيدة السلف، ورموزها وذلك من خلال مجلته المنار".
والعجيب أنه بعد وفاة الشيخ رشيد رضا بعدة أشهر أسندت رئاسة تحريرها إلى الشيخ "بهجت البيطار" من علماء سوريا ، فقام على تحريرها، وحاول إكمال تفسير المنار الذي كان ينهض به الشيخ، فأتم تفسير سورة يوسف، ثم توقفت المنار مرة أخرى لمدة تقترب من ثلاث سنوات. ثم أسندت أسرة الشيخ إصدار المجلة إلى الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، فأصدر العدد الأول الجديد في 1358ه الموافق 1939م، وقد ساهم فضيلة الإمام محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر آنذاك بكلمة في افتتاحية الإصدار الجديد، قدم فيه حسن البنا إلى قراء المنار، مشيدًا بعلمه وقدرته في مجال الدعوة الإسلامية.
لقد كتب الشيخ حسن البنا مقاله الأول في المنار بعناية فائقة وبنظرة ثاقبة وروح توافقية جميلة. قال رحمه الله "... كتب الشيخ رشيد رضا - رحمه الله - في هذا المعنى في فاتحة المجلد الأخير (الخامس والثلاثين) ما نصه : ( سيكون المنار منذ هذا العام لسان جماعة للدعوة إلى الإسلام وجمع كلمة المسلمين ، أنشئت لتخلف جماعة الدعوة والإرشاد في أعلى مقصديها أو فيما عدا التعليم الإسلامي المدرسي منه الذي ضاق زمان هذا العاجز عن السعي له وتولي النهوض به فتركه لمن يعده التوفيق الإلهي له من الذين يفقهون دعوة القرآن وتوحيده ووحدة أهله وجماعته ، ولا يصلح له غيرهم ... ) . ثم ذكر بعد ذلك طرفًا من تاريخ مدرسة الدعوة والإرشاد وما لقيت من عقبات ومعاكسات انتهت بالقضاء على فكرتها الجليلة ، ثم قال بعد ذلك : ( وجملة القول إنني على هذه التجارب وما هو أوجع منها وألذع من أمر مشتركي المنار ، وعلى ما أقرّ به من عجزي عن النهوض بالأعمال المالية الخاصة والعامة بالأولى ، وعلى دخولي في سن الشيخوخة وضعفها لم أزدد إلا ثقة ورجاء بنجاح سعيي لأهم أصول الإصلاح الإسلامي وتجديد أمر الدين بما يظهره على الدين كله حتى تعم هدايته وحضارته جميع الأمم ، ولم أيأس من قيام طائفة من المسلمين بذلك تصديقًا لبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ( لا يزال في أمته طائفة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة ) رواه الشيخان في الصحيحين وغيرهما بألفاظ من عدة طرق . وهذه الطائفة كانت في القرون الأخيرة قليلة متفرقة ، وإنني منذ سنتين أكتب عناوين خيار الرجال المتفرقين في الأقطار الذين أرجو أن يكونوا من أفرادها على اختلاف ألقابهم وصفاتهم وأعمالهم ، لمخاطبتهم في الدعوة إلى العمل ، وأرجو من كل من يرى من نفسه ارتياحًا إلى التعاون معهم على هذا التجديد والجهاد أن يكتب إلينا عنوانه وما هو مستند له من العمل معهم إلى أن ننشر دعوتهم الرسمية ، وأهم ما يرجى من الخير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا العصر الذي تقارب فيه البشر بعضهم من بعض فهو في تعارف هذه الطائفة القوامة على أمر الله وتعاونها على نشر الدعوة وجمع كلمة الأمة بعد وضع النظام لمركز الوحدة الذي يرجى أن تثق به ، فهي لا ينقصها إلا هذا وقد طال تفكيري فيه وعسى أن أبشرها قريبًا بما يسرها منه . وأعجل بحمد الله - تعالى - أن تجدد لي على رأس هذه السنة ما كان لي ولشيخنا الأستاذ الإمام (محمد عبده) من الرجاء في مركز الأزهر ، وهو الذي يعبر عنه في عرف عصرنا بشخصيته المعنوية ، وهذا الرجاء الذي تجدد بتوسيد أمره إلى الشيخ محمد مصطفى المراغي عظيم . كان الأزهر كنزًا خفيًّا أو جوهرًا مجهولاً عند أهله وحكومته وعقلاء بلده ، لم يفطن أحد قبل الأستاذ الإمام لإمكان إصلاح العالم الإسلامي كله به والاستيلاء على زعامة الشعوب الإسلامية في الدين والأدب والفقه بإصلاح التعليم العام فيه ؛ ولكن تعليم الأستاذ الإمام - رحمه الله - وأفكاره هما اللذان أحدثا هذا الرجاء في طائفة من شيوخه والاستعداد في جمهور طلابه ولم يبق إلا الجد ، ولله الحمد . انتهى . هكذا قضى السيد محمد رشيد حياته وفي نفسه هذه الآمال الجسام : أن يكون المنار بعد سنته هذه لسان حال جماعة للدعوة إلى الإسلام ، وأن تتألف هذه الجماعة من ذوي العقل والدين والمكانة في الشعوب الإسلامية ، وأن يشد الأزهر أزر هذه الجماعة وتشد أزره فيكون من تعاونهما الخير كله . ولقد كان السيد - رحمه الله - صادق العزم مخلص النية في آماله هذه فاستجابها الله له ، وشاءت قدرته وتوفيقه أن تقوم على المنار ( جماعة الإخوان المسلمين ) وأن يصدره ويحرره نخبة من أعضائها ، وأن ينطق بلسانها ويحمل للناس دعوتها . يا سبحان الله ، إن جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة التي كان يتمناها السيد رشيد رحمه الله . ولقد كان يعرفها منذ نشأتها ولقد كان يثني عليها في مجالسه الخاصة ويرجو منها خيرًا كثيرًا ، ولقد كان يهدي إليها مؤلفاته فيكتب عليها بخطه : من المؤلف إلى جماعة الإخوان المسلمين النافعة ؛ ولكنه ما كان يعلم أن الله قد ادخر لهذه الجماعة أن تحمل عبئه وأن تتم ما بدأ به ، وأن تتحقق فيها أمنية من أمانيه الإصلاحية وأمل من آماله الإسلامية ، لقد تمنى السيد رشيد رضا في الجماعة التي اشترطها أن تقوم بأعلى مقصدي جماعة الدعوة والإرشاد" اه.
قارن هذه الروح التوافقية بين تيارات مختلفة ومتنوعة بينها خلافات كثيرة فكرية وحركية بطبيعة الحال، قارن هذا بروح العداء التي تشيع في كتاب فضيلة الدكتور علي جمعة، لتتبين الخطر الذي يمثله هذا التوجه الإقصائي.
كنا نتمنى أن نرى فزعة فضيلة المفتي على المتساهلين في الفتيا وممن يحاولون نزع القداسة عن القرآن الكريم والسنة الصحيحة وممن يتساهلون في القياس تأصيلا وتنزيلا ويتوسعون في سد الذرائع والاحتجاج بالعرف بلا ضوابط ويساوون بين المصلحة والمنفعة ويحولون الاستحسان الشرعي إلى استحسان مبني على الهوى وتقلب الأمزجة ويحتجون بشرع من قبلنا في أمور تنافي شرعنا. لقد تسبب هؤلاء في إضعاف هيبة الشريعة في نفوس المسلمين فضلا عن غيرهم، وخضعوا لضغط الواقع فلووا أعناق النصوص والأحكام ليسوغوا هذا الواقع.
كنا نتمنى أن نرى فزعة فضيلة المفتي على فتاوى جمال البنا الذي أفتى بجواز التدخين للصائم وأجاز القبلة بين الشابة والشاب وأفتى بأن الحجاب غير شرعي وبجواز الزواج بدون شهود. أو نرى فزعته على فتاوى حسن الترابي التي أجاز فيها زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي "مسيحيا كان أو يهوديا"، وأن "الحجاب" للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة فقط ووصفه من حرم هذا بأنها "مجرد أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل الهدف منها جر المرأة إلى الوراء"، أو فتاوى محمد شحرور بأن الزنا حلال بين العزاب. أو نرى فزعة فضيلته لهجمة القرآنيين الذين ينكرون السنة جملة وتفصيلا.
صحيح أن التشدد أحد أسباب الوقوع في هذا التساهل المخل كرد فعل، ولكن الجهل بالشريعة ومقاصدها هو السبب الرئيس وهو ما يستدعي حملة من المفتي وكبار العلماء للتصدي لهذا الخطر الداهم. وصحيح أيضا أن هناك فصيلا من التيار السلفي (وغيره من التيارات) متشدد تغلب عليه القسوة والصدامية ويبالغ في المنع والاحتياط ولا يبالي بالحاجات المرعية التي ترقى أحيانا لمستوى الضرورات، ولكن يبقى أن التيار الرئيس للسلفيين وسائر الحركات الدعوية يتسم بالاعتدال ولا يعطي المبرر لحملة "قومية" ضد التشدد بالصورة القاتمة التي رسمها فضيلة المفتي في كتابة.
لقد شعرت بالاكتئاب الشديد عند قراءة الكتاب لأني وجدته عامل هدم لا عامل بناء، وعامل كراهية لا عامل تفاهم وتلمس الأعذار وعامل مصادرة وإقصاء لا عامل قبول لتنوع طبيعي وصحي.
لقد قدم فضيلة المفتي سبع عشرة مسألة كنماذج لتشدد السلفيين، وسنرى بعد قليل عند فحصها مسألة مسألة، أن السلفيين لا علاقة لهم بالعديد منها وبريئون تماما مما ذكر فيها، وان بعض المسائل تقع في دائرة الخلاف المعتبر السائغ الذي لا يجوز الإنكار على المخالف فيها، وتبقى ثلاث أو أربع مسائل من المفيد جدا أن يكون هناك حوار حولها بين دار الإفتاء ورموز التيار السلفي لتقريب الآراء أو للوصول إلى كلمة سواء.
نبدأ بالمسألة الأولى التي وضع لها فضيلة المفتي عنوان (المتشددون يصفون الله بالمكان). ومن الآن فصاعدا ننبه القارئ أن المفتي لن يستخدم مصطلح السلفيين ويكتفي بوصفهم بالمتشددين، فحيثما وجدت هذا اللفظ في اقتباسات من كلام المفتي فاعلم أنه يقصد السلفيين.
يتبع....
د. محمد هشام راغب
http://www.facebook.com/Dr.M.Hesham.Ragheb


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.