أحزاب تجتمع، وتحالفات تتشكل فى السر لتنهار فى العلن، استقطاب للبعض وإغراءات تمارس على الجميع إلا فصيلين فور ما يذكر اسمهما يهرع الكل معلنين استحالة التحالف معهما وكأنها رسالة لهما، شكرًا.. وجودكما لم يعد مرغوب فيه". هكذا تدور الأمور بين الأحزاب وتوجهاتها نحو حزب الحركة الوطنية المصرية، المأخوذ عنه صورة ذهنية أنه حزب منتمى للأحزاب المنتمية للنظام المخلوع، معه حزب النور السلفي، الفصيل المتبقى من تيار الإسلام السياسي. ويلاقى حزب النور تهديدات بالحل باعتبار أن الدستور يمنع تدشين أحزاب على أساس ديني، وهو ما يحاول النور مرارًا وتكرارًا نفي الصفة الدينية عنه، حيث كشفت مصادر سلفية عن أن النور ينوى أن يبعد بنفسه من النشاط الديني من خلال البرنامج الانتخابي الذى تقوم على إعداده لجنة مشكلة لهذا الغرض.
فيما كشف طارق الدسوقى عضو الهيئة العليا للحزب، عن وصول النور إلى تحالف انتخابي رافضًا الإعلان عن عناصره حتى الآن، وهو ما رد عليه الدكتور أحمد بهاء شعبان، رئيس حزب الاشتراكي المصري والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، على أن الحزب وضع معايير للتحالفات التي يعمل على الانضمام لها فى الانتخابات البرلمانية المرتقبة. وقال فى تصريحات خاصة ل"المصريون" إن الحزب قرر عدم التحالف مع حزب النور واصفه بالمراوغ والمتحايل على الظروف.
وفيما يخص حزب الحركة الوطنية المصرية برئاسة الفريق أحمد شفيق، قال إن القوى السياسية اتفقت على رفض أى تحالفات مع فلول النظام المخلوع، مشيرًا إلى أن الشعب لديه وعى يمكنه من الفصل بين المرشح الوطني والباحث عن كرسي البرلمان، مستبعدًا أن يستطيع أحد من الفلول أن يجد نفسه طريق تحت القبة.
الأمر ذاته أكده عمرو محسن مساعد رئيس حزب المؤتمر والقيادى بتحالف الجبهة المصرية إن فكرة التحالف مع الوفد المصرى لاقت رفضًا بالإجماع بين أعضاء تحالف الجبهة المصرية وذلك خلال الاجتماع الأخير الذي ضم عددًا كبيرًا من قيادات تحالف "الجبهة المصرية".
وأضاف عمرو أن التنسيق مع بعض الأحزاب الأخرى والتحالفات القائمة غير "الوفد المصري" مستمر ة وقائمة إلي حين الاستقرار على تكوين تحالف انتخابي موسع لخوض الانتخابات البرلمانية مضيفًا أن تحالف "الجبهة المصرية" في اجتماعات دائمة لوضع المعايير التي سيتم اختيار مرشحين البرلمان علي قائمته سواء في القوائم أو الفردي.
من جانبه قال الدكتور سعيد اللوندي، الخبير السياسي، إن من حق أى حزب ان ينأى بنفسه عن الشبهات، معتبرًا أن التحالف أو مجرد التقارب حتى من حزبي النور والحركة الوطنية بات أمر يسيئ للكيانات السياسية ويقلل من شعبيتها فى الشارع.
وأوضح فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن حزب النور له ظروف خاصة تجعله مرفوضًا فى الوسط السياسي وهو أنه الحزب الدينى الوحيد على الساحة ويسير على درب الإخوان بنفس الخطوات والسبل على حد قوله، ولفت إلى أن الحركة الوطنية أيضًا يعانى نفس المصير باعتبار أن القائم عليه هو الفريق أحمد شفيق أخر رؤساء الحكومات لعهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، متابعًا أن وضع الحركة الوطنية أفضل نسبيًا من النور باعتبار أن الشارع كله أجمع على رفض الإخوان بكل ما يشبهها أما فلول المخلوع فقد حصل جزء غير قليل منهم على براءات من القضاء المصري ويحق لهم وفقًا للرستور العودة للعمل السياسى.