علمت "المصريون" من مصدر مقرب من أسرة حسين سالم، رجل الأعمال المقرب من الرئيس السابق حسني مبارك موجود في لندن، والذي تلاحقه السلطات المصرية بغرض التحقيق معه في قضايا فساد، وعلى رأسها صفقة تصدير الغاز لإسرائيل، إلا أنه لا يوجد اتفاقيه لتبادل المجرمين مع الحكومة البريطانية. ويتواجد سالم في العاصمة البريطانية بمفرده، حيث توجد زوجته وأولاده بسويسرا، ويعاني من أمراض شديدة ولا يتحرك بسهولة ولا يخرج من مسكنه ولا يقوم بإجراء أي اتصال هاتفي خوفا من المراقبة أو التنصت عليه. كما أن ولديه خالد وماجدة يعيشان بمنزلين في سويسرا دون أي اتصال مع العالم الخارجي ولا يخرجان للحياة العامة ويعيشان في انعزال كامل، وهما بصدد مغادرة سويسرا إلى أستراليا للإقامة هناك. وكان سالم فوض مسئوليه إدارة مجموعة فكتوريا إلى اللواء عبد الحميد حمدي زوج ابنة اللواء عمرو سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق. وغادر سالم مصر يوم 26 يناير في اليوم التالي لاندلاع الثورة الشعبية في مصر على متن طائرته الخاصة وتردد أنه اتجه إلى إسرائيل ومنها إلى جنيف ليستقر هناك هربا من المصير الذي واجهه المحسوبون على النظام السابق، وذلك بعد ما تردد اسمه في صفقات السلاح، بالإضافة لدوره في صفقه تصدير الغاز المصري لإسرائيل، باعتباره أبرز المشاركين في شركة غاز شرق المتوسط "إي إم جي"، فضلاً عن امتلاكه لعدد كبير من الفنادق بمدينة شرم الشيخ. من جهة اخرى قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية إن المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام اعتمد الجمعة ملف استرداد المتهم الهارب رجل الأعمال حسين سالم الذي كان قد ألقي القبض عليه في مايوركا بأسبانيا, وذلك بعد التنسيق مع وزارة الخارجية المصرية والانتربول المصري, حيث قامت وزارة الخارجية بإرسال الملف على الفور إلى السلطات الأسبانية . وأعلن المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمي للنيابة العامة أن الملف يتضمن صورة كاملة من تحقيقات النيابة العامة والجرائم التي ارتكبها حسين سالم, والأدلة التي توصلت إليها, وأمر الإحالة الصادر ضده, وقائمة أدلة الثبوت, ومواد قانون العقوبات التي سيحاكم بها أمام محكمة جنايات القاهرة, ومواد اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد التي تعد سندا للتسليم, وصورة جواز السفر المصري للمتهم وشهادة تحركاته والتي تفيد سفره من مصر عدة مرات منذ عام 2005 وحتى 2011 بجواز السفر المصري باعتباره مواطنا مصريا وذلك لإثبات أن حصوله على الجنسية الأسبانية قد تم بالمخالفة للقانون الأسباني الذي يحظر ازدواج الجنسية. من جانبها،جمدت السلطات الإسبانية حسابات مصرفية بقيمة 45 مليون دولار لرجل الأعمال والصديق المقرب من الرئيس السابق حسني مبارك، بالإضافة إلى مصادرة أصول عقارية بقيمة 14 مليون دولار في مدريد وماربيلا، تتمثل في منتجع كبير على "كوسا ديل سول". جاء ذلك في تقرير نشرته "نيويورك تايمز"على موقعها الإلكتروني الجمعة نقلا عن الوكالة الإسبانية. وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تنظر إسبانيا في طلب السلطات المصرية؛ لتسليم سالم إلى القاهرة؛ ليمثل أمام القضاء في قضايا الفساد وغسيل الأموال. ولفتت "نيورورك تايمز" إلى صمت الشرطة الإسبانية، وعدم تعليقها على إلقاء القبض على سالم، ولم يرد المكتب الصحفي حتى الآن على الاتصالات الهاتفية التي طالبت مساء الخميس بالتعليق على ذلك... وقالت الصحيفة إن الإنتربول تمكن من القبض على حسين سالم بصحبة نجله، ومواطن تونسي يدعى علي إيفين بتهمتي الفساد وإهدار المال العام