الوكيل: تركيب وعاء أول مفاعل نووي ينقل مشروع الضبعة من مرحلة الإنشاءات إلى التركيبات    استعدادات مكثفة للجالية المصرية بجدة من أجل المرحلة الثانية لانتخابات النواب    معرض للملابس الجديدة مجانًا لدعم 300 أسرة من الأولى بالرعاية بكفر الشيخ    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإماراتى تعزيز العلاقات الثنائية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإماراتي تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين    وكالة الطاقة الذرية تدعو إلى مزيد من عمليات التفتيش على المواقع النووية الإيرانية    الاتحاد الأوروبى يفرض عقوبات على شقيق قائد الدعم السريع على عبد الرحيم دقلو    محمد عبد المنعم يحدد موقفه النهائي من العودة للأهلي أو الانتقال إلى السعودية    هل تفاوض الزمالك مع مساعد جوسفالدو فيريرا ..مصدر يوضح    الأهلي يهزم الجزيرة في مؤجلات دوري محترفي اليد    تحرير 410 مخالفات خلال حملات موسّعة لضبط الأسواق والمخابز بالمنيا    غلق طريق امتداد محور 26 يوليو أمام جامعة النيل لمدة 8 ساعات صباح الجمعة    مهند دياب بمهرجان القاهرة: كل غارم عنده حدوته تتحكى سينمائيا    أثرت على البشرية.. رئيس كوريا الجنوبية: أحب الحضارة المصرية وشعبنا يحبكم    عضو الحزب الجمهورى الأمريكى: الفلسطينيون يموتون من الجوع منذ عامين    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا    إيقاف بسمة وهبة وياسمين الخطيب.. الأعلى للإعلام يقرر    محافظ القليوبية يُهدي ماكينات خياطة ل 15 متدربة من خريجات دورات المهنة    شركة مياه القليوبية ترفع درجة الاستعداد للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    ارتفاع أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم 20 نوفمبر 2025    الموسيقار عمر خيرت يتعافى ويغادر المستشفى    الجبهة الوطنية يكلف عبد الظاهر بتسيير أعمال أمانة الجيزة عقب استقالة الدالي    وزير الصحة يبحث مع سفير المملكة المتحدة تعزيز السياحة العلاجية بمصر    من زيورخ إلى المكسيك.. ملحق مونديال 2026 على الأبواب    «الرواية تبني الوعي».. الجلسة الثالثة لمؤتمر توثيق وبحوث أدب الطفل تنفتح على الترجمة والنقد والعلاج بالأدب    بعثة زيسكو تصل القاهرة لمواجهة الزمالك في الكونفيدرالية    الحكومة: المؤشرات تؤكد استمرار مسار نزول التضخم وزيادة معدلات النمو    الإحصاء: 2.4 مليار طفل حول العالم عدد السكان الأقل عمرًا من 18 سنة    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    صحة الإسكندرية: 14 وحدة و5 مستشفيات حاصلة على الاعتماد من هيئة الرقابة الصحية    لتصحيح الأوضاع.. السد يبدأ حقبة مانشيني بمواجهة في المتناول    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    الغرفة التجارية بالقاهرة تنعى والدة وزير التموين    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    إيمان كريم: المجلس يضع حقوق الطفل ذوي الإعاقة في قلب برامجه وخطط عمله    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    أمين الفتوى يوضح حكم غرامات التأخير على الأقساط بين الجواز والتحريم    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    بيتكوين تستقر قرب 92 ألف دولار وسط ضبابية البنك الفيدرالى    بعد فرض رسوم 5 آلاف جنيه على فحص منازعات التأمين.. هل تصبح عبئا على صغار العملاء؟    انطلاق مباريات الجولة ال 13 من دوري المحترفين.. اليوم    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    جنايات سوهاج تقضى بإعدام قاتل شقيقه بمركز البلينا بسبب خلافات بينهما    الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة: أمطار على هذه المناطق    بعد طلاقها من «عصام صاصا».. جهاد أحمد تحذر المتطاولين    استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهاربون في لندن.. غالي ورشيد وسالم
نشر في الوفد يوم 22 - 04 - 2011

حسين سالم‮.. مهندس التهريب‮ طار إلي دبي ثم جينيف ومنها إلي لندن ليدير مخطط إخفاء ثروة مبارك ونقل أمواله باسم أحد موظفيه
علي عكس بقية رجال النظام السابق كان حسين سالم أكثر حذرا وتوقعا للخطر،‮ فبعد‮ يومين من اندلاع الثورة،‮ وبينما كان جميع رجال النظام‮ يتحدثون عن خطط إخمادها وإخلاء ميدان التحرير بالقوة ويسخرون من استمرار المظاهرات،‮ كان حسين سالم‮ يستعد للهرب خارج مصر بعدما جمع كل ما طالت‮ يداه من أموال،‮ فالرجل كان واثقا من أن النظام سقط بعد‮ 25‮ يناير مباشرة،‮ فلم‮ يعول كثيرا عليه أو‮ يحتمي به،‮ وقفز مسرعا من سفينته المتجهة للغرق‮.
حسين سالم هو أحد الأوراق الخفية في ملف الفساد وعنوان لمصدر ثروة مبارك وعائلته وهو المسئول عن إدارة البيزنس الخفي لمبارك بعد أن فتح له خزائن مصر علي مصراعيها ومنح له امتيازات لم تمنح لأحد‮ غيره حتي كون إمبراطوريته الخاصة في شرم الشيخ،‮ والتي أوي إليها مبارك بعد نزع الغطاء الرئاسي عنه‮.
في‮ يوم‮ 28‮ يناير أي بعد اندلاع الثورة حزم حسين سالم حقائبه إلي دبي بعد أن تلقي تعليمات من مبارك بضرورة التصرف في الأموال الموجودة في الخارج،‮ فجمع ما‮ يقرب من مليار ونصف المليار جنيه في عدة حقائب وبعد عده أيام لحقت به أسرته عبر طائرته الخاصة والتي حملت‮ 9‮ أفراد وما‮ يقرب من‮ 17‮ حقيبة خاصة‮.‬
وفي دبي تم القبض عليه بعد اكتشاف حقائب الأموال وأجبر علي التصالح مع السلطات هناك وسلم المبلغ‮ الذي بحوزته مقابل إنهاء إجراءات التصالح والإفراج عنه فورا،‮ وظل بدبي عدة أيام قبل أن‮ ينتقل إلي سويسرا وتحديدا في مدينة جنيف التي مكث بها عدة أيام لسحب أمواله من البنوك واخفائها‮.. وانتقل بعدها إلي لندن حرا طليقا‮ يتنقل بين الفنادق والعقارات التي‮ يملكها بصحبة أسرته وابنه خالد رجل الأعمال المتهم في قضايا فساد أيضا،‮ والذي خرج من مصر أيضا هاربا‮ يوم31‮ يناير بعد أن جمع‮ 500‮ مليون دولار وذلك بعد شعوره بأنه بات في مرمي التحقيقات‮.‬
وما لبس أن قام بعمل توكيلات لبعض المحامين لتصفية شركاته وبيع الأراضي التي وضع‮ يده عليها بأي مبالغ‮ وتحويلها إلي بنك في لندن باسم أحد معاونيه خاصة بعد اعتزامه الاستقرار هناك‮.
وكما كان سالم أحد مصادر ثروة الرئيس المخلوع وصاحب المشروعات المشبوهة والصفقات القذرة التي زادت من ثروته كان أحد العوامل التي ساعدت علي إخفائها فهو الذي كان‮ يقوم بعمل تحويلات للمبالغ‮ التي‮ يسلمها لمبارك إلي الخارج وهو الذي‮ يعرف علي وجه الدقة خريطة أموال مبارك وأسرته وعن طريق اتصالاته وعلاقاته في البنوك هناك ما ساعد علي تحويل الأموال إلي الإمارات والسعودية بأسماء موظفين في شركات صديق الرئيس‮.
وتمكن حسين سالم مهندس البيزنس الخفي لمبارك من التصرف في العقارات التي‮ يمتلكها الرئيس السابق وأسرته في أمريكا وفرنسا وإنجلترا وكانت الاتصالات مستمرة بين الرئيس المخلوع وسالم خلال الأيام الماضية حتي أن الأخير هو الذي منح مبارك الضوء الأخضر لإذاعة التسجيل الصوتي الذي خرج علي قناة العربية بعد أن أخفي كل ثروة مبارك‮.
والغريب أنه رغم عشرات البلاغات التي قدمت ضد سالم إلا أن‮ يد التحقيقات مازالت عاجزة عن الوصول إليه بعد أن أصبح حرا طليقا في الخارج وأصبح من الصعب القبض عليه بل إنه من المستحيل حسب تأكيدات المستشار فتحي رجب استعادة أمواله من الخارج والتي تزيد علي ثروة مبارك نفسه وحتي لو صدر ضده حكم‮ غيابي بالحبس فهو‮ غير معترف به في الخارج ولن تسلمه لندن وحتي البنوك نفسها لن تسلم الأموال الي مصر لأنها تشترط لتسليم الأموال المشبوهة صدور حكم قضائي حضوري للمتهم عبر محاكمة عادلة ومدنية تتوفر فيها كل الشروط‮.‬
حسين سالم ورد اسمه في بعض قضايا التهرب من قروض البنوك كما أنه العامل الأساسي في اتفاقية تصدير الغاز إلي إسرائيل والتي خسرت مصر من ورائها‮ 80‮ مليار دولار حسب التحقيقات التي تجري الآن مع سامح فهمي وزير البترول السابق،‮ بل إنه كان الحاكم بأمره في شرم الشيخ وطلباته كانت بمثابة أوامر نافذة عند الرئيس مبارك‮.‬
التحقيقات التي تجري الآن بشأن قضية تصدير الغاز لإسرائيل وجهت إدانة صريحة للعديد من المسئولين ورجال الأعمال وعلي رأسهم حسين سالم نفسه الذي لم‮ يتم تكليف الإنتربول إلي الآن بالبحث عنه والقبض عليه مثلما حدث مع بعض المتهمين في قضايا الفساد‮.‬
ولهذه الأسباب‮ يخرج حسين سالم لسانه للجميع وهو‮ يعيش في الخارج بعد أن أصبح علي ثقة بأن‮ يد العدالة لن تصل إليه‮.. فحتي هذه اللحظة مازال الرجل محافظا علي البيزنس الخاص به مع الجانب الإسرائيلي،‮ حيث‮ يمتلك‮ 28٪‮ من مجموعة‮ "‬أي‮ ا م جي‮" الإسرائيلية المتخصصة في النفط والبترول في‮ حين‮ يملك رجل الأعمال اليهودي ليوني‮ يوسي‮ ميمان‮ 2.‬04٪‮ إضافة إلي أن مؤسسات إسرائيلية أخري تملك‮ 4٪‮ في‮ حين‮ يملك سائر الأسهم شركات أجنبية‮.
بدأ صعود حسين سالم عام‮ 1986‮ عندما قام النائب الوفدي علوي حافظ عضو مجلس الشعب بتقديم طلب إحاطة عن الفساد في مصر مستنداً‮ في جزء منه إلي اتهامات خاصة وردت في كتاب‮ "‬الحجاب‮" للكاتب الصحفي الأمريكي‮ (‬بوب ودوورد‮) مفجر‮ "‬فضيحة ووترجيت‮" الكتاب أكد أن سالم هو أحد أربع شركاء مؤسسين في شركة الأجنحة البيضاء التي تم تسجيلها في فرنسا وهي المورد الرئيسي لتجارة السلاح في مصر‮".‬
وبعد هذه الواقعة بدأت التساؤلات حول حجم ثروة حسين سالم التي تتجاوز ميزانية الدولة في عام ومع ذلك فقد ورد اسمه في بعض قضايا التهرب من قروض البنوك،‮ كما أنه العامل الأساسي في اتفاقية تصدير الغاز إلي إسرائيل وكون إمبراطورية الفنادق في شرم الشيخ ووصل جبروته إلي حد قيامه ببناء مسجد خصيصا عندما علم أن مبارك سيقضي إجازة العيد في شرم الشيخ‮.‬
يوسف بطرس‮ غالي‮.. اختفاء الفساد
سافر إلي بيروت بجواز سفر لبناني ثم إلي أمريكا ومنها إلي لندن بعد تحويل أمواله ومشروعاته إلي بنوكها‮
من بين تصريحاته المستفزة التي أطلقها‮ يوسف بطرس‮ غالي عندما كان وزيرا للمالية أن‮ "‬الفساد في مصر لن‮ يختفي في‮ يوم وليلة‮".. لكن ثورة‮ يناير أسقطت كثيرا من الفاسدين في‮ يوم وليلة علي عكس ما روج‮ غالي بينما اختفي هو نفسه في‮ يوم وليلة عندما بدأت ملاحقة الفاسدين الكبار‮.‬
غالي كان أكثر وزراء حكومة نظيف مكرا وعندما شعر بأن أمواج الثورة أغرقت سفينة النظام فضل القفز منها ليختفي تماما عن الأنظار رافضا العودة إلي مصر‮.
ففي‮ يوم‮ 11‮ فبراير الماضي وقبل ساعات من خلع مبارك عن الحكم‮ غادر‮ يوسف بطرس‮ غالي مصر متوجها إلي بيروت بعدما نمي إلي علمه أن النظام قد سقط رسميا وأن بيان التنحي سيتم إذاعته وأن سيل البلاغات التي قدمت ضده في طريقها للتحقيق وأنها ستؤول به إلي المحاكمة والسجن حتما،‮ فحزم أمتعته وسافر بصحبة زوجته اللبنانية علي متن الخطوط الجوية اللبنانية إلي بيروت بعد أن رفض الانتظار للسفر في اليوم التالي علي متن طائرة مصر للطيران‮.‬
غالي كان‮ يشعر بالرعب وخشي من منعه من السفر إلي الدرجة التي جعلته‮ يصافح كل موظفي المطار في تصرف أثار دهشتهم،‮ خاصة أن‮ غالي كان‮ يتميز بالغرور والغطرسة وكان‮ يتعالي علي عمال المطار حينما كان وزيرا قويا في الحكومة المخلوعة،‮ وهو ما كان له مفعول السحر،‮ حيث تم فتح صالة كبار الزوار للوزير الهارب وتعامل الجميع معه علي أنه أحد كبار رجال الدولة رغم أنه استخدم جواز سفره اللبناني‮.‬
‮ استقر‮ غالي في لبنان لمدة أسبوع واحد فقط بعدها سافر إلي أمريكا لمتابعة مشروعاته الخاصة هناك وبعد عدة أيام هرب إلي لندن في سلسلة تنقلات للهرب من قرار النائب العام بوضعه علي قائمة الترقب والوصول والتحفظ علي أمواله تمهيدا للتحقيق معه بعد ثلاثة أيام فقط من سفره إلي الخارج،‮ علي خلفية البلاغات المقدمة من عدد من المواطنين ضد الوزير الهارب وكان آخرها البلاغ‮ الذي قدمه الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس‮ يتهمه فيه بسحب عدد من السيارات الفاخرة من جمرك السويس والتي‮ كان من المفترض بيعها في‮ المزاد لتوزيعها علي المقربين منه‮.‬
وبعد قرار منعه من السفر بدأ التحقيق في سيل البلاغات التي كشفت عن العديد من وقائع الفساد التي تخصه والتي أمرت النيابة علي إثرها بضبطه‮.‬
كانت أول قطرة في سيل فساد‮ غالي اتهامه في قضيه الحسابات السرية لسيدة القصر سوزان مبارك وهو المسئول عن فتح الحساب السري التي كانت تتعامل به كما تم اتهامه بنقل مهام البنك المركزي‮ المصري إلي إحدي الشركات المالية وهي‮ "‬الكتريك فاينال‮" والتي بمقتضاها أصبحت كل عمليات الصرف والإيداع الحكومية خاضعة لمراقبة شركة مجهولة المصدر حققت استفادة كبيرة من وراء قرار الوزير الذي صدر بالأمر المباشر‮.‬
التحقيقات أثبتت أن الوزير الهارب أنفق‮ 36‮ مليون جنيه من الأموال المخصصة لاحتياطي السلع الاستراتيجية التي كانت مخصصة لمواجهة الأزمات الطارئة التي‮ يمكن ان تتعرض لها مصر في تلميع مبارك خلال حملة الانتخابات الرئاسية في‮ 2005‮ كما أنفق أيضاً‮ جزءاً‮ من المبلغ‮ بطلب من أنس الفقي وزير الإعلام المحبوس علي حملات الدعاية للحزب الوطني أثناء انتخابات مجلس الشعب الماضية وبعد إصدار النيابة قراراً‮ بضبط وإحضار الوزير الهارب أبلغ‮ النائب العام الإنتربول للقبض علي‮ غالي والتحفظ علي ممتلكاته وأرصدته الموجودة خارج مصر‮.‬
كما تمت إحالة‮ غالي لمحكمة الجنايات بعد تورطه في إسناد صفقة توريد لوحات معدنية للسيارات إلي شركة ألمانية بالأمر المباشر دون إجراء مناقصة وبأسعار مغالي فيها،‮ مما أدي إلي إهدار‮ 92‮ مليون جنيه من المال العام وهي القضية المتهم فيها أحمد نظيف وحبيب العادلي أيضا‮.
ولكن‮ غالي أخرج لسانه للجميع وتحدي كل القرارات التي صدرت ضده بعد أن استقر في لندن وقام بشراء عقار جديد في منطقة بروملي جنوب شرق لندن‮ يعيش فيه الآن بصحبة زوجته،‮ بل إنه شوهد أكثر من مرة‮ يتجول بين شوارع لندن وكأنه‮ يوصل رسالة للجميع تقول إنه لن‮ يحاكم ولن‮ يمسه أحد‮.
اختار‮ غالي لندن أسوة بزميله في الوزارة والهرب رشيد محمد رشيد لعدم وجود اتفاقية تبادل مجرمين لها مع مصر،‮ ولم‮ يستقر في أمريكا التي بها معظم نشاطاته واستثماراته الخارجية لإمكانية تسليمه،‮ ويبدو أنه‮ ينوي نقل بعض تلك النشاطات إلي لندن بعد أن استقر فيها،‮ حيث سحب أرصدته من البنوك فور سفره إلي الخارج وقبل صدور قرار بتجميدها ونقلها إلي جهة‮ غير معلومة حتي الآن‮.
رشيد محمد رشيد‮.. "اقطعوا رقبته‮"
استغل صداقته بقادة الإمارات لتأمين عملية هروب من دبي‮ إلي أمريكا ثم لندن ليستقر في شقة فاخرة بعد تهريب أمواله مع شقيقته‮ »‬حسنة‮«‬
من العاصمة الإماراتية دبي‮ أثبت رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة السابق أنه ما أسهل الكلام‮.. راح الوزير الهارب‮ يصرح هنا وهناك بقوة‮ "‬اقطعوا رقبتي إذا ثبت تورطي في قضايا فساد‮.. فأنا برئ من كل الاتهامات التي نالت مني‮".‬
الآن بعد أن ثبت تورطه فعلاً‮ في قضايا فساد وإهدار مال عام أيضا‮.. سكت رشيد عن الكلام والتحدث بعد أن حَّول مقر إقامته في الخارج إلي مأوي هروب أبدي‮.
كان رشيد بحس رجل أعمال‮ يخشي الخسارة‮ يرتب للهرب منذ الليلة الأولي للثورة،‮ فقام بجمع الأموال والمنقولات الثمينة معه وهرب في اليوم التالي من تقديم استقالته عبر طائرته الخاصة التي أقلعت من الصالة رقم‮ 4‮ بمطار القاهرة وسبقه قبلها أسرته وزوجته وأخته حسنة رشيد،‮ وعندما عرض عليه أحمد شفيق الاستمرار في منصبه الوزاري رفض خشية البقاء في مصر ما‮ يجعله صيدا سهلا للمحاكمة‮.. كان‮ يدرك أن حكومة شفيق لن تظل طويلا،‮ وفور صدور قرار النائب العام بمنعه من السفر والتحفظ علي أمواله وممتلكاته،‮ كان أغلبها قد تم تهريبها علي طائرته الخاصة ومن بينها مقتنيات قصره في كنج مريوط عبر مطار برج العرب إلي دبي‮ رأساً‮.‬
فجأة اختفي رشيد بعد صدور القرار في‮ 4‮ فبراير وأغلق كل هواتفه وانزوي في منزله بعد القبض علي ذراعه اليمني ورجله الأول عمرو عسل‮.. لم‮ يعد الرجل‮ يهتم بالدفاع عن نفسه بقدر التفكير في الهرب الدائم‮.. وفور مطالبة النائب العام للحكومة الإماراتية بتسليمه وتكليف الإنتربول بالبحث عنه،‮ لم‮ يجد سوي لندن لينتقل إليها لأنها‮ غير ملزمة بتسليم مطلوبين أمنياً‮ لمصر لعدم وجود اتفاقية تبادل مجرمين بين البلدين‮.
لكن رشيد لم‮ يذهب إلي لندن مباشرة،‮ حيث سافر إلي أمريكا أولا ومكث بها عدة أيام قبل أن‮ ينتقل منها إلي لندن،‮ حيث عاش هناك في شقة فاخرة اشتراها‮ فور تعيينه وزيراً‮ مع بعض أفراد من أسرته بينما بقي عدد من أسرته في دبي حتي الآن‮.‬
اعتمد رشيد في رحلة الهرب علي دعم أصدقائه في الحكومة الإماراتية التي لم تتحمل الضغوط التي مورست عليها فسمحت له بالهرب بدلا من التحفظ عليه وتسليمه إلي السلطات المصرية،‮ خاصة أن رشيد‮ يملك مجموعة من الاستثمارات الضخمة في دولة الإمارات،‮ حيث تدير شقيقته حسنة معظمها بعد تحويل أغلب هذه الاستثمارات باسمها‮.‬
لم‮ يهتم الوزير الهارب لقرار إحالته لمحكمة الجنايات في قضية ترخيص مصنع الدخيلة لأحمد عز رغم صدور مذكرة للإنتربول الدولي بتتبعه‮.‬
ثروة رشيد قبل الوزارة لم تكن تتعدي‮ 5‮ مليارات جنيه تكونت من رئاسته لشركة‮ »‬يونيليفز‮« العالمية وامتلاكه لشركة‮ »‬فاين فودز‮« المتخصصة في‮ الصناعات الغذائية واستيراده للعديد من السلع منها شاي‮ ليبتون وصابون بوندز وشامبو صان سيلك ومستحضرات تجميل ركسونا ودوف واكس‮.. ورغم ثروة رشيد الهائلة إلا أنه حصل كغيره من رجال أعمال النظام السابق علي‮ قروض من البنوك بقيمة‮ 5‮ مليارات جنيه أخري لتمويل مشروعاته بعد توليه الوزارة وقام بسداد‮ 2‮ مليار جنيه،‮ بينما لم‮ يسدد‮ 3 مليارات للبنوك حتي الآن،‮ لتقفز ثروته لحظة خروجه من الوزاره إلي‮ 15‮ مليار جنيه‮.‬
رشيد متهم بارتكاب العديد من الجرائم وكان آخرها السماح باستيراد أقماح من دون المستوي مقابل عمولات من كازاخستان وروسيا ودول الكتلة الشرقية،‮ وكشفت البلاغات التي قدمت إلي النائب العام عن أن جميع الزيارات التي‮ قام بها رشيد إلي فرنسا كانت لشراء عقارات،‮ بينما كانت زياراته لإيطاليا للتفاوض علي‮ مشاريع لشركته‮"‬يونيليفز‮".. في حين استولت جمعية رجال وسيدات الأعمال المصرية الفرنسية التي كانت تمتلكها حسنة رشيد علي جانب كبير من المليار دولار التي خصصها الاتحاد الأوروبي لمركز تحديث الصيانة الذي شهد عملية إهدار مال عام واسعة‮.‬
يهدف رشيد حاليا لصدور أحكام‮ غيابية ضده بعد تنحي المحامين التابعين لشركاته عن متابعة قضية الدخيلة،‮ ما‮ يتيح له التواجد في لندن وعدم تجميد أمواله فدول أوروبا لا تعترف بالأحكام الغيابية‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.