منذ ثلاثة عقود، تخوض منظمة مجاهدي خلق حربا سياسية فکرية طاحنة ضد النظام الديني المتطرف القائم في طهران، هذه الحرب الضروس و التي إستخدم و يستخدم خلالها النظام مختلف الوسائل و السبل من أجل القضاء على هذه المنظمة و تصفيتها بصورة کاملة، لکن الصمود الاسطوري لهذه المنظمة ونجاحها في إمتصاص الهجمات العنيفة ضدها بهجمات مضادة ضد النظام نفسه، أثبتت براعة و مهارة و خبرة هذه المنظمة في إدارة الصراع و توظيفها ليس لصالحها فقط وانما لصالح الشعب الايراني و شعوب المنطقة أيضا. يوم السبت السادس و العشرين من تموز الجاري، إحتضنت باريس م5تمرا دوليا إستثنائيا لمکافحة و مواجهة التطرف الديني، عقدته المقاومة الايرانية بحضور ممثلين عن واحد و ثلاثين دولة من أربعة قارات، وقد کان هذا الم5تمر الهام، إمتدادا لسلسلة م5تمرات أخرى رکزت على قضية التطرف الديني، غير ان الذي يميز هذا الم5تمر عن غيره من الم5تمرات، انه کان بمثابة طفرة نوعية و إنعطافة استثنائية بإتجاه محاصرة التطرف و حشره في زاوية ضيقة. التطرف الديني الذي يحمل أفکاره الهادمة العدوانية الشريرة النظام الايراني و يعمل ليل نهار على تصديرها هنا و هناك، لايمکن أبدا تجاهل الدور المشرف و غير العادي لمنظمة مجاهدي خلق في مواجته و التصدي له منذ تأسيس هذا النظام قبل ثلاثة عقود، وقد أشارت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية الى هذه المسألة و أماطت اللثام عن الدور الريادي البارز لهذه المنظمة في مواجهة التطرف و مقارعته وکم قدمت من تضحيات جسيمة في سبيل ذلك، غير ان الذي يبشر بالخير و الثقة و الامل، هو أنه وبعد کل تلك المخططات لمشبوهة المختلفة للنظام في سبيل فرض التطرف و جعله أمرا واقعا، ان العالم کله قد شهد إنعقاد هذا الم5تمر الهام بحضور ممثلي 31 دولة، وهو مايعني بأن الرسالة التي إرادت المنظمة إيصالها للعالم بتوقيع تضحيات أعضائها بأرواحهم، قد وصلت للعالم کله و صارت شعوب العالم تعلم بأن مرکز التطرف و الارهاب في العالم هو النظام الايراني. السيدة رجوي التي وصفت التطرف الديني ببدعة يحملها النظام الايراني، فقد أشارت من خلال ذلك و بکل وضوح الى المحاولات المشبوهة للنظام من أجل تحريف الفکر الديني و إستخدامه لخدمة أهدافه في التطرف و إثارة النعرات الطائفية و المواجهات و الاختلافات الدينية، لکن تلك المرحلة السوداء التي لعب فيها النظام دورا شريرا ألحق الکثير من الضرر بإيران والمنطقة و العالم، نجحت منظمة مجاهدي خلق في قلب الطاولة على رأس النظام و تغيير المعادلة لصالحها، معلنة بذلك أن عصر القضاء المبرم على التطرف الديني في المنطقة قد بدأ وليس أمام النظام من خيار سوى دفع ثمن کل جرائمه عن يد و هو صاغر.