التحالف يتأهب لاعتقالات "الصف الأول" بإعداد كوادر جديدة.. و"غزة" مفتاحهم لرفع الهمم فى محاولة لتدارك الضربات الأمنية التي يتعرض لها "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، وكان آخرها اعتقال ثلاثة من قياداته، هم الدكتور صفوت عبدالغنى، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، والدكتور نصر عبدالسلام، القائم بأعمال رئيس حزب "البناء والتنمية"، وعلاء أبو النصر، الأمين العام للحزب، بعد أيام من اعتقال مجدي حسين، رئيس حزب "الاستقلال"، ومجدي قرقر، الأمين العام للحزب، بدأ التحالف فى إعادة هيكلته بصورة غير معلنة، عبر إعداد كوادر من الصفين الثاني والثالث. يأتي ذلك تحسبًا لحملة اعتقالات جديدة قد تطول باقي القيادات في الصف الأول، وأبرزهم الدكتور محمد على بشر، القيادي الإخواني البارز، والدكتور محمد عبداللطيف والمهندس عمرو فاروق، القياديين بحزب "الوسط"، والدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، وخالد سعيد وهشام كمال، القياديين ب "الجبهة السلفية". وتتمثل مرحلة إعداد كوادر جديدة داخل "التحالف"، في إطلاعهم على طريقة عمله، والمشاركة في الاجتماعات التي تضم ممثلين عن الكيانات والأحزاب المنضوية فيه لاتخاذ القرارات، وإصدار البيانات، وتنظيم المظاهرات، عوضًا عن القيادات الميدانية التي تم إلقاء القبض عليها خلال الفترة الماضية. بالإضافة إلى الاعتماد على "أهل الثقة"، في عملية التواصل مع قيادات جماعة "الإخوان المسلمين"، المختفين عن أعين الأمن داخل مصر، وكذا مع القيادات المتواجدة بالخارج، في إطار عملية صنع القرار داخل "التحالف"، وإعلان المواقف المختلفة وإعلانها سواء من داخل مصر، أو في مؤتمرات بتركيا وقطر حال تعذر إعلانها من الداخل. فضلاً عن الدور الإعلامي الذي شددت قيادات "الإخوان المسلمين" في الخارج على ضرورة استمراره، ومخاطبة الرأي العام العالمي، وتوجيه الرسائل التي تسلط الضوء على الانتهاكات خصوصًا ضد معارضي السلطة الحالية. وقال خالد سعيد، القيادي ب "تحالف دعم الشرعية"، ل"المصريون"، إن "اعتقال قيادات التحالف لن يؤثر على وجوده، فحتى لو اعتقلونا جميعًا فجميع الكيانات المكونة للتحالف لديها من الصفوف العديد التي ستكمل المسيرة، فالتيار الإسلامي موجود بقوة ولن يستطيعوا القضاء عليه". وأضاف، أن "جماعة الإخوان المسلمين التي تلقت ضربات عنيفة منذ 3يوليو تعافت كجماعة مجتمعية سياسية دعوية بنسبة 80%"، رافضًا تفسير شكل ذلك التعافي أو تقديم إجابة حول عودة اجتماعات الأسر والشعب للانتظام. وأرجع تركيز قوات الأمن على اعتقال قيادات "الجماعة الإسلامية" إلى الرغبة فى استفزاز قواعدها والدفع بهم إلى أعمال عنف، مؤكدًا أنهم لن ينجحوا فى ذلك وأن الجماعة الإسلامية منذ أن أجرت مراجعتها الفكرية فى التسعينيات لن تعود. فيما أكد خالد الزعفراني، الخبير فى شئون تيار الإسلام السياسي، أن من تم اعتقالهم من قيادات التحالف حتى الآن هم "الأبواق الإعلامية، التي تمثل واجهة للتحالف، ترضي الشباب بما تقول وتلبى جزءًا من طموحاته، لكنها غير مؤثرة فعليًا، ولن يكون لها دور فى أى حل سياسى خلال المرحلة القادمة. وأشار إلى أن نحو 15% فقط من قيادات التحالف فى المكاتب الإدارية بالمحافظات هم من تم إلقاء القبض عليهم، فيما لا يزال الباقى هاربًا، ويلعب الدور الأكبر فى التواصل مع القيادات فى الخارج وتسيير أمور الجماعة والحفاظ على هيكلها التنظيمي، فضلاً عن قيادات الصف الأول كمحمد على بشر وأيمن عبدالغني صهر خيرت الشاطر، نائب مرشد "الإخوان" وغيرهما. وأضاف أن الجماعة تستطيع أن تتواصل مع قيادتها وتبعث بتعليمات لا يستطيع الأمن التلصص عليها، "فبالرغم من مراقبة قوات الأمن للقيادات الطليقة لمحاولة معرفة ما يدور فى خلد الجماعة، إلا أنهم فى وقت امتلكوا كل وسائل الدولة، فضلاً عن دعم دول غنية لهم كقطر وتركيا، ومن ثم فلن يصعب عليها توفير تلك السبل، بالإضافة إلى تكوين علاقات مع قبائل عربية على الحدود المصرية المختلفة لمساعدتهم فى التسلل منها". وتعليقاً على ما أكده خالد سعيد القيادي بالتحالف، أن الإخوان استعادوا 80% من عافيتهم، قال الزعفراني إن ذلك فى جزء منه صحيح، حيث إن شهر رمضان منح جماعة الإخوان فرصة لاستعادة جزء من حيويتها التنظيمية . من جانبه، قال نبيل نعيم، القيادي الجهادي، إن قوات الآمن ترصد كل قيادات التحالف وتعلم أماكنهم حتى غير الموجودين فى منازلهم، وتراقب هواتفهم ولكن لم يكن هناك ما يدعو لاعتقالهم لاسيما وأنهم مصدر للمعلومات، حيث تعرف من خلالهم التحركات والاتصالات التي تتم بينهم وبين القيادات الموجودة فى الخارج، وعندما يتضح لها نيتهم فى الهروب خارج مصر يتم إلقاء القبض عليهم. وقال إن "جماعة الإخوان سيتمحور تركيزها فى المرحلة القادمة على البحث عن دور فى الحياة السياسية من جديد خلال مبادرة ما"، مشيرًا إلى أنها تطلق بالونات اختبار كمبادرات بروكسل وحسن نافعة وغيرهم، لجس نبض الحكومة"، متوقعًا أن تقبل الحكومة فى مرحلة ما بإحدى تلك المبادرات. من جهة أخرى، مثلت الأحداث التي يمر بها قطاع غزة الآن دفعه لهمم شباب الجماعة التى كانت قد أصابها شىء من الإحباط، حيث بدأت اللجان الإلكترونية للجماعة فى بث رسائل إيجابية مستلهمة من المقاومة الفلسطينية. ودشن إيهاب شيحة، القيادى فى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، هاشتاج جديد عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك تحت مسمى "تعلمت من المقاومة الفلسطينية" لرفع همم صفوفهم، والاستفادة من تجربة المقاومة فى "دحر الانقلاب"، على حد وصفه.