في الوقت الذي لا تزال قوات الأمن توجه ضرباتها للتحالف الوطني لدعم الشرعية باعتقال قياداته وكان آخرها عدد من قيادات الجماعة الإسلامية أبرزهم الدكتور صفوت عبد الغني والدكتور علاء أبو النصر، خلال محاولتهما الهرب إلى السودان طبقًا للمتحدث العسكري، بدأت أحزاب التحالف في تجهيز صفوفها الثانية والثالثة لتولى مهمة القيادة حال اعتقال باقي قيادات الصف الأول، وأبرزهم الدكتور محمد علي بشر، القيادي الإخواني، والدكتور محمد عبد اللطيف والمهندس عمرو فاروق في حزب الوسط، وقيادات الجبهة السلفية وأبرزهم خالد سعيد وهشام كمال، والدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية. وعلمت "المصريون" أن تجهيز تلك الصفوف يأتي كخطوة استباقية استعدادًا لأي طارئ، وحتى يستمر التحالف في العمل وإصدار البيانات وهو الدور الأهم للتأكيد على تواجده إعلاميًا، وفيما يتعلق بالمواقف من الأحداث المختلفة فسيتم تحديدها من القيادات المتواجدة في الخارج وإعلامهم بها.
وقال خالد سعيد، القيادي في التحالف الوطني لدعم الشرعية، ل"المصريون" إن اعتقال المزيد من قيادات التحالف لن يؤثر على تواجده، وحتى لو اعتقلونا جميعًا فجميع الكيانات المكونة للتحالف لديها من الصفوف العديد التي ستكمل المسيرة، فالتيار الإسلامي متواجد بقوة، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين التي تلقت الضربات الكبرى منذ 3 يوليو تعافت كجماعة مجتمعية سياسية دعوية بنسبة 80%.
وأرجع "سعيد" تركيز قوات الأمن على اعتقال قيادات الجماعة الإسلامية إلى الرغبة في استفزاز قواعدها والدفع بهم إلى أعمال عنف، مؤكدًا أنهم لن ينجحوا في ذلك وأن الجماعة الإسلامية منذ أن أجرت مراجعتها الفكرية في التسعينات لن تعود.
ومن جانبه أعتبر نبيل نعيم، مؤسس جماعة الجهاد السابق والخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن اعتقال قوات الآمن لعدد جديد من قيادات التحالف وكان آخرهم صفوت عبد الغني وعلاء أبو النصر وثلاثة آخرين خلال محاولتهم الهرب إلى السودان لن يؤثر على التحالف حيث إنه ليس له تأثير من الأساس وتواجده إعلامي فقط. وقال "نعيم"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إن التحالف ليس له تأثير على الأرض، وحفاظه على تواجده دون حله لضمان استمرار التمويلات التي تأتي لهم من قطر وتركيا، مشيرًا إلى أن قوات الأمن ترصد كل قيادات التحالف وتعلم أماكنهم حتى غير المتواجدين في منازلهم، وتراقب هواتفهم ولكن لم يكن هناك ما يدعو لاعتقالهم لاسيما أنهم مصدر للمعلومات، حيث تعرف من خلالهم التحركات والاتصالات التي تتم بينهم وبين القيادات المتواجدة في الخارج، وعندما يتضح لها نيتهم في الهروب خارج مصر يتم إلقاء القبض عليهم.
وعن وجود قنوات بديلة تتواصل بها القيادات الهاربة في الخارج مع من بالداخل أكد الخبير في الجماعة الإسلامية أن جماعة الإخوان أفلست، وسيتمحور تركيزها في المرحلة القادمة على البحث عن دور في الحياة السياسية من جديد خلال مبادرة ما، مشيرًا إلى أنها تطلق بالونات اختبار كمبادرات بروكسل وحسن نافعة وغيرهم، لجس نبض الحكومة بها، ففي حالة رفضهم لها تبدأ هي الأخرى في الاستنكار والهجوم عليها، متوقعًا أن تقبل الحكومة في مرحلة ما بإحدى تلك المبادرات.
واستبعد "نعيم" أنم تكون آراء عبود الزمر إحدى تلك بالونات الاختبار، قائلاً غن الجماعة لن تلجأ إلى عبود الزمر أو الحكومة لعدم الثقة فيه، حيث معروف عنه أنه "رجل اللا مبدأ"، على حد وصفه، مشيرًا إلى أن آراء الزمر التي انتقد فيها الجماعة مؤخرًا وطالب بالتنازل عن عودة مرسي إنما تعد محاولة للقذف من مركب الإخوان الغارقة.