أين مصر التي نعرف سؤال لايفارقنا ! من يحب مصر وأهلها يسأل هذا السؤال ومن من العرب والمسلمين لا يحب مصر و أهلها ...كل العرب رددوا يوما قول أمير الشعراء أحمد شوقي .. وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي فإن رددته مصر فهي محقه فمصر على مر السنين عظيمة بشعبها وبتاريخها وحضارتها ... كانت قبل الاسلام بحضارتها المتميزه وبعد دخول الاسلام اليها صارت مصر وشعبها عزا للاسلام والمسلمين . لما تولى أحد دهاة العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه ولايتها جال في جميع مدنها وقراها ومراكزها ونجوعها بعدها قال يوما لجلسائه : والله إن ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة ... في عام الرماده زمن الخليفه عمربن الخطاب أصاب الناس بالمدينه وما حولها مجاعه عظيمه وإضطر الناس الى طحن العظام وسفها كان عمر يتجول بين الناس حول المدينه وهو يبكي ... بادر رضي الله وكتب الى والي مصر رساله من ثرث كلمات فقط هي الغوث .. الغوث .. الغوث ...قرات هذه الاستغاثه في جميع مساجد مصر فهب ابناء مصر وجادوا بكل شئ وأرسل عمرو قوافل الاغاثه اولها بالمدينه واخرها في مصر ... عندما إجتاح التتار الشرق كالاعصار وصولا الى ذبح الخليفه العباسي المستنصربالله بعد خيانة إبن العلقمي وتوالى سقوط الحواضر الاسلاميه في المشرق عندها ظهرت مصر وفي وقتها المناسب وأستأسد وقتها المظفر قطز ومعه قائده الظاهر بيبرس وشد أزرهم سلطان العلماء في زمانه العز بن عبدالسلام وشتت المصريون شمل التتار في موقعة عين جالوت ... وعاد المصريون مره أخرى لممارسة دورهم القيادي والطليعي في الامه عندما جثم الصليبيون على صدر الامه في الشام واحتلوا بيت المقدس عندها نهض المصريون بقيادة صلاح الدين وهزموا الصليبيين في موقعة حطين و حرروا بيت المقدس ... الامم لاتتهرب من أقدارها وربنا سبحانه إختار لمصر وشعبها هذا الدور القيادي للامه ... كأني بمصر لونطقت الآن لرددت قول شوقي : نِصفُ قَرنٍ أويزيد قَليلاً أُعاني ما يُعاني هَوانَهُ كُلُّ عَبدِ الكثيرون يبحثون عن مصر ليس أبناؤها المخلصين فقط بل كل عربي ومسلم يعرف قدر مصر وقدر أهلها من يقرأ التاريخ العربي والاسلامي يعرف ماذا تعني مصر هي صدر الام الحنون الرحيمه بأبناءها المشفقة عليهم هي سند الامه والحامي لها بعد الله في الملمات اعداء الامه بمختلف مشاربهم يقرأون التاريخ جيدا ويعرفون ماذا يعني أن تنهض مصر.. فهل نعي مكائدهم ومكرهم .. ؟ لانريد لاحد أن يتدخل بشأن مصر الداخلي فهذا أمر يقرره أبناؤها ونحترم ما يقررونه ... لكن هل مايجري في غزه الجريحه يرضي مصر ! وهل ترضى مصر أن تقف موقف الغريب ! لا يحتاج الشّر ( إسرائيل )، لكي ينتصر إلاّ أن يقف أهل الخير(مصر وأهلها ) على الحياد.. فالحياد، هنا هو إخلاء الساحة وإفساح المجال، لأهل الشرّ من أجل الإمعان في غيّهم وإجرامهم. إذا ابتعدت يَوْماً، وفَاضَتْ دِماؤها ... تَذَكّرَتِ القُرْبَى فَفَاضَتْ دُمُوعُها حمَت حَوْزَةَ الإسلامِ فارْتَدعَ العِدَى ... وَقَد عَلِمُوا أَلاَّ يُرامَ مَنيعُهَا نعم أذا أبتعدت مصر أوابعدت عن أهل غزه في هذه المحنه العصيبه حقق الشر وأهله مبتغاهم ولكن مصر وأهلها أهل نخوه ومرؤه وشهامة ونبل وقلوب جياشة بالعواطف النبيله وخصوصا عند الشدائد وإخلاص للاسلام والامه ولابد لهذا الليل أن ينجلي .