قال الاستاذ الدكتور ابراهيم الزبيدي الداعية السعودي المعروف أن أرض مصر أرض الكرامة وأرض مباركة تجري الانهار فيها ويسعد العباد بأرضها وهواءها الجميل وأخلاق أهلها اللطيف فقد أوصي النبي صلي الله عليه وسلم بأهل مصر خيرا فقال "إنكم ستفتحون مصر يسم فيها القيراط فأحسنوا إلي أهلها فان لهم ذمة ورحما أو سهرا " وأضاف في خطبة الجمعة اليوم بمسجد الجمعية الشرعية بشارع بورسعيد وسط المنصورة فقد مر وسكن بأرض مصر أكثر من 300 صحابي وآخر من مات منهم الصحابي الجليل عبد الله بن الحارث الزبيدي كما حكي لنا التاريخ أن يوسف عليه السلام كان يسكن أرض المنصورة التي نحن بها الآن . وأشار إلي أن أهل مصر اتصفوا بالأخلاق الحميدة فهم مع الحق دائما وما فعله سحرة فرعون خير دليل فقد خرجوا من أجل المال "أئنا لنا لأجر إن كنا نحن الغالبين" لكنهم وقفوا مع الحق بقوة عندما ظهر لهم حقيقة الأمر فقالوا "آمنا برب موسي وهارون " ولم يشغلهم بعد ذلك ما يمكن أن يحدث لهم وما كان من الرجل الذي جاء من أقصي المدينة يسعي ومؤمن آل فرعون الذي يكتم ايمانه لكنه عندما رئي أن هناك خطورة علي سيدنا موسي صدع بالحق "أتقتلون رجل أن يقول ربي الله" . وأكد أن أهل مصر يتصفون بالشهامة والمرؤة ولا يرضون أن يتهم أحد في عرضه فعندما اتهم يوسف عليه السلام من إمرأة العزيز لم يمنع الذي شهد من أهلها أن يقول الحق "وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين " ولما وصل الظاهر بيبرس أن الأعداء اختطفوا إمرأة مسلمة فغضب وجهز الجيوش وقام علي رأسة وحرر المرأة وقتل قائد الأعداء حتي لا تنتهك حرمة إمرأة مسلمة . وأشار لما قام به جيش مصر رده للتتار الذين عاثوا في الارض فسادا وقضوا علي الخلافة العباسية لكنهم ذاقو الويل وهزموا شر هزيمة علي يد جيش مصر الباسل كما أن الذي حرر بيت المقدس من الصلبيين هو جيش مصر بقيادة القائد صلاح الدين. وأكد أن شعب مصر دائما مع السنة ولا ينحرف عنها رغم أن الفاطميين قد حكموا مصر أكثر من 200 سنة لكن الشعب المصري لم يتشيع بل ظل مع أهل السنة والجماعة حتي خرج من علماء الامة الذين وصل بعضهم إلي عضو في هيئة العلماء فضيلة العلامة عبد الرزاق عفيفي الذي لم يكن يفتح الشيخ عبد العزيز بن باز الجلسة إلا بعد حضوره . وأضاف أن أهل مصر هم أصحاب قلوب رحيمة وأفئدة صادقة فقد أنقظ أهل مصر الجزيرة العربية في عام الرمادة عندما أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رسالة يقول "من أمير المؤمنين إلي عمر بن العاص والي مصر الغوث الغوث الغوث والسلام " فقرأها علي أهل مصر فهب أهل مصر يبذلون ما عندهم وأرسل إلي أمير المؤمنين برسالة يقول أرسلت إليك قافلة من الخيرات أولها عندك وآخرها عندي لهذا قال الامام الغزالي " من سكن مصر رق طبعه وحسنت أخلاقه " وختم خطبة الجمعة بقصيده من تأليفه بعنوان "مصر أم الدنيا " مستلهما هذا العنوان من قوله تعالي عندما نجي موسي عليه السلام ومن معه " عسي ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض " وأطلق علي مصر الأرض .