ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه خلف الكواليس تجري كل الوقت محاولات لبلورة صيغة لوقف النار تكون مقبولة من إسرائيل وحماس, لكنها قالت إنه حتى لو تحقق وقف النار المنشود في قطاع غزة، فلن يكون كافيا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 يوليو أن الواقع في غزة سيبقى يتفاعل ويهدد بانفجارات جديدة، مؤكدة أن الحصار الإسرائيلي والمصري على غزة، أوضح -وليس للمرة الأولى- بأن ليس فيه أي ضمانة لمنع الاشتعال العنيف. وتابعت "هآرتس" أن الحصار مس علاقات إسرائيل بدول في العالم وأغرق في اليأس 1.6 مليون من سكان قطاع غزة, وفضلا عن ذلك، لم يمنع الحصار تسلح حماس، وكان من العناصر الهامة التي حققت المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وخلصت الصحيفة إلى أن على إسرائيل إذا أرادت الهدوء في قطاع غزة، أن تسمح لعباس بتحويل المال لموظفي الحكومة الذين عينتهم حماس، وتسمح لعباس بأن يشكل لجنة مشتركة للرقابة على العبور في معبر رفح، وتجري معه المفاوضات المباشرة على تطبيق بنود وقف النار، بإسناد من مصر، وتحرير السجناء, الذين تعهدت بتحريرهم. وكان نتنياهو أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الجمعة الموافق 18 يوليو ببدء هجوم بري واسع على قطاع غزة، قائلا إن هدفه تدمير الأنفاق العسكرية داخل القطاع، وأسفر الهجوم في ساعاته الأولى عن استشهاد 24 فلسطينيا، ليصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 يوليو إلى 265 ونحو ألفي مصاب. وقال بيان لجيش الاحتلال إن العملية البرية يشترك فيها سلاح المشاة وسلاح المدرعات وسلاح المهندسين والمخابرات، بالإضافة إلى دعم بحري وجوي، وتم استدعاء 18 ألفا من جنود الاحتياط للانضمام إلى أكثر من ثلاثين ألفا آخرين تم استدعاؤهم بالفعل. وكانت حركة حماس قالت إن الهجوم البري الذي أعلنته إسرائيل, خطوة خطيرة وغير محسوبة العواقب، ومصيرها الفشل، وأنها جاهزة للمواجهة. وقال القيادي في حماس فوزي برهوم إن الهجوم يأتي من أجل ترميم حكومة الاحتلال لمعنويات جنودها وقيادتها العسكرية المنهارة نتيجة ضربات المقاومة النوعية والمتواصلة، وإن الاحتلال سيدفع ثمن هجومه غاليا. وبدوره، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم البري على قطاع غزة آيل إلى الفشل. وقال مشعل :"ما عجز عن تحقيقه المحتل الإسرائيلي عبر العدوان الجوي والبحري، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، واستهداف المدنيين خاصة الأطفال، وارتكاب جرائم حرب بحق الإنسانية وضد القانون الدولي، لن ينجح في تحقيقه عبر الاجتياح البري والمزيد من العدوان". ومن جهته، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري لوكالة "رويترز" إن الهجوم البري "أحمق"، وستكون له "عواقب مروعة"، مؤكدا أنه لا يخيف قيادة حماس ولا الشعب الفلسطيني, وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي من عواقب مروعة "لمثل هذا العمل الأحمق". كما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الاجتياح البري الإسرائيلي لن يحقق أهدافه، وسيكون مصيره الفشل، ودعت الجبهة الفصائل الفلسطينية للتنسيق بينها لإفشال مخططات جيش الاحتلال. وتبنت كتائب عز الدين القسام, الذراع العسكرية لحركة حماس, قنص جندي إسرائيلي اعترف الاحتلال بمقتله فجر الجمعة الموافق 18 يوليو، وذلك بعدما أعلنت الكتائب أنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة في منطقة شمال بيت لاهيا شمال قطاع غزة. كما اعلنت كتائب القسام أنها قصفت مدينة ديمونة بصاروخي إم75. وذكرت "رويترز" أن الجندي القتيل يعتبر أول خسائر إسرائيل منذ بدء الهجوم البري.