ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليس هجوما على حركة حماس, ولكنه هجوم على السلام, وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أتيحت له فرصة الاختيار بين السلام والحرب, فاختار الحرب. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 يوليو أنه في عالم افتراضي, كان بإمكان القيادة الإسرائيلية أن تعتبر حكومة الوحدة الفلسطينية فرصة رائعة سنحت لها, وبدلا من الهجوم العسكري كان بإمكان نتنياهو أن يرد على هذه الوحدة الفلسطينية بحملة سلام حقيقية تقدم للفلسطينيين نهاية للاحتلال ودولة خاصة بهم. وكان نتنياهو أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الجمعة الموافق 18 يوليو ببدء هجوم بري واسع على قطاع غزة، قائلا إن هدفه تدمير الأنفاق العسكرية داخل القطاع، وأسفر الهجوم في ساعاته الأولى عن استشهاد 24 فلسطينيا، ليصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 يوليو إلى 265 ونحو ألفي مصاب. وقال بيان لجيش الاحتلال إن العملية البرية يشترك فيها سلاح المشاة وسلاح المدرعات وسلاح المهندسين والمخابرات، بالإضافة إلى دعم بحري وجوي، وتم استدعاء 18 ألفا من جنود الاحتياط للانضمام إلى أكثر من ثلاثين ألفا آخرين تم استدعاؤهم بالفعل. وكانت حركة حماس قالت إن الهجوم البري الذي أعلنته إسرائيل, خطوة خطيرة وغير محسوبة العواقب، ومصيرها الفشل، وأنها جاهزة للمواجهة. وقال القيادي في حماس فوزي برهوم إن الهجوم يأتي من أجل ترميم حكومة الاحتلال لمعنويات جنودها وقيادتها العسكرية المنهارة نتيجة ضربات المقاومة النوعية والمتواصلة، وإن الاحتلال سيدفع ثمن هجومه غاليا. وبدوره، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم البري على قطاع غزة آيل إلى الفشل. وقال مشعل :"ما عجز عن تحقيقه المحتل الإسرائيلي عبر العدوان الجوي والبحري، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، واستهداف المدنيين خاصة الأطفال، وارتكاب جرائم حرب بحق الإنسانية وضد القانون الدولي، لن ينجح في تحقيقه عبر الاجتياح البري والمزيد من العدوان". ومن جهته، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري لوكالة "رويترز" إن الهجوم البري "أحمق"، وستكون له "عواقب مروعة"، مؤكدا أنه لا يخيف قيادة حماس ولا الشعب الفلسطيني, وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي من عواقب مروعة "لمثل هذا العمل الأحمق". كما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الاجتياح البري الإسرائيلي لن يحقق أهدافه، وسيكون مصيره الفشل، ودعت الجبهة الفصائل الفلسطينية للتنسيق بينها لإفشال مخططات جيش الاحتلال. وتبنت كتائب عز الدين القسام, الذراع العسكرية لحركة حماس, قنص جندي إسرائيلي اعترف الاحتلال بمقتله فجر الجمعة الموافق 18 يوليو، وذلك بعدما أعلنت الكتائب أنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة في منطقة شمال بيت لاهيا شمال قطاع غزة. كما أعلنت كتائب القسام أنها قصفت مدينة ديمونة بصاروخي إم75. وذكرت "رويترز" أن الجندي القتيل يعتبر أول خسائر إسرائيل منذ بدء الهجوم البري.